جون كيري وصناعة "حصان طروادة" جديد لهزيمة الإرهاب

الإثنين 03/أغسطس/2015 - 08:23 م
طباعة جون كيري وصناعة حصان
 
يسعى جون كيري  وزير الخارجية الامريكية الى صناعة حصان طروادة   جديد  لمواجهة الإرهاب في المنطقة العربية المتمثل في تنظيم الدولة في العراق وبلاد الشام "داعش" وتنظيم القاعدة من خلال شبكة تحالفات إقليمية بدأها بزيارة مصر والالتقاء مع الرئيس عبد الفتاح السيسي والتي أكد فيها جون كيري على إن أمريكا تعتبر إيران الدولة الأولى الراعية للإرهاب في العالم،  وأن الولايات المتحدة الأمريكية اتخذت خطوات للتعامل مع هذه الحقيقة و أن نزع السلاح النووي من إيران يجعل المنطقة أكثر أمنا واستقرارا، وكل الخيارات مفتوحة في المستقبل بشأن هذه القضية وأن الولايات المتحدة الامريكية تسعى إلى دعم جهود ليون لحل أزمة ليبيا وأمام الليبيين فرصة للاتفاق على حكومة وطنية توقف دور الميليشيات المسلحة.
جون كيري وصناعة حصان
وشدد على أن بلاده تحترم رغبة وإرادة المصريين للحياة في الأمن والرفاهية والديمقراطية،  وأن الإدارة الأمريكية تدعم الشعب المصري ضد الإرهاب وأن مصر تحاول تحقيق التوازن بين محاربة الإرهاب وحماية حقوق الإنسان، وأن قضية مكافحة الإرهاب والتطرف كانت على رأس المناقشات مع المسئولين المصريين لاسيما أن غياب الثقة بين المواطنين والدولة يؤدي إلى مزيد من العنف والتطرف.
 وقال إنه سيناقش مع الدول الخليجية مستقبل الأمن في المنطقة بعد توقيع الاتفاق مع إيران،  وأن اتفاق إيران النووي سيجعل مصر والمنطقة أكثر أمنا، والولايات المتحدة الأمريكية حريصة على نزع الأسلحة النووية من إيران وتطبيق الاتفاق معها يضمن ذلك وفي حال في حال عدم تطبيق طهران للاتفاق النووي فكل الخيارات ستكون مفتوحة بالمستقبل.
جون كيري وصناعة حصان
وعقب هذه التصريحات توجه الى الدوحة عاصمة قطر لعقد لقاء تشاوري مع وزراء خارجية الخليج  العربي في محاولة لعقد تحالف إقليمي لهزيمة  الارهاب  مع عقد اجتماع ثلاثي آخر يضمه مع  وزير  وروسيا والسعودية،  لطرح سبلاً جديدة لمحاربة "داعش"، ليؤكد خالد العطية  وزير الخارجية القطري،  خلال الاجتماع مع كيري أن دول الخليج تهدف إلى تحقيق الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة بمساعدة الولايات المتحدة ومن المزمع أن يناقش الاجتماع الخليجي - الأميركي عدداً من القضايا والملفات المهمة في المنطقة، بما في ذلك الاتفاق النووي الذي أبرمته مجموعة (5+1)، التي تضم روسيا وبريطانيا والولايات المتحدة والصين وفرنسا وألمانيا، مع إيران في الـ14 من يوليو الماضي في فيينا. جون كيري الذي أكد من قبل على أن إن هناك دولا في منطقة الشرق الأوسط  مستعدة للوقوف وصنع السلام مع إسرائيل، فضلا عن الدخول في تحالف إقليمي جديد، لمكافحة "الجماعات الإرهابية لأنها منقسمة على نحو عميق ولكن حتمية التوحد معا لمحاربة داعش، وهو القاتل على نحو متكافئ للسنة والشيعة والأكراد والمسيحيين، وغيرهم، هي في الواقع تمكن عملية التقارب بين الأشخاص".
جون كيري وصناعة حصان
وتابع "يجب أيضا أن نتشارك لأن أصدقاءنا هم في غاية الأهمية بالنسبة لنا والعلاقة بيننا وبين إسرائيل والعلاقات التي لدينا الآن مع العديد من الدول العربية تلك العلاقات في الواقع تجعلنا أكثر أمنا في عالم خطير للغاية عبر تمكيننا من الاستجابة مبكرًا وعلى نحو أكثر كفاءة إلى المخاطر الأمنية للإرهاب والعدوان، والانتشار، والجريمة المنظمة، وعن طريق مساعدة أصدقائنا لكي يصبحوا أقوى، نصبح في الواقع أقوى. وبطبيعة الحال، الاضطرابات في الشرق الأوسط تمثل أيضا خطرا حقيقيا على ازدهارنا لكن في خضم أعمال الإرهاب نشهد إمكانات ظهور تحالفات إقليمية جديدة، تجمعها القليل من القواسم المشتركة، ولكن تتشارك في رفض المتطرفين”
جون كيري وصناعة حصان
وتعبر هذه  الجولة الامريكية بقيادة كيري عن رغبة امريكية لتوحيد جهودها مع مصر ودول الخليج لعقد تحالف جديد ضد الارهاب في المنطقة وهو الامر الذى تواجهه عدة عقبات على رأسها :
1- أن كل طرف (الأمريكي والخليجي) ينظر لآخر بشيء من الحذر والشك، بسبب الفجوة بينهما وطبيعة نظر كلاهما  لأمن الخليج ومدى تأثير الظروف الجديدة على التفاهمات السابقة، في حين يريد قادة دول الخليج الحديث عن إيران واليمن وسوريا والعراق ،  والصراع العربي الإسرائيلي، لتبقى الإشكالية وهى كيفية التقريب بين الرؤيتين وتجسير الهوة بينهما. 
2- نظرة كلا منهما  لمفهومه  الاستراتيجي لأمن الخليج ،  ورغبة دول الخليج في وضع رؤية أمنية خليجية موحدة ذات خصوصية خليجية. 
3- الملف اليمني  والموقف الأمريكي منه إذ مازالت العمليات العسكرية من جانب قوات التحالف العربي مستمرة رغم الإعلان عن انطلاق عملية "إعادة الأمل" في ظل عناد قوات الحوثيين والقوات الداعمة لها من جانب أنصار الرئيس السابق على عبد الله صالح، وخاصة بعد التقارير التي أشارت إلى تورط إيران في دعم الحوثيين في اليمن. 
4- تطورات الأزمة السورية وموقف الخليج والولايات المتحدة منها في سياق الصراع بين النظام والمعارضة  والحل السياسي ومناطق النفوذ. 
وبذلك تمثل جولة جون كيري محاولة جديدة من الولايات المتحدة الأمريكية لتجديد التحالف القائم ضد داعش، على الرغم من أنه لم يحقق أهدافه بعد فهل  يستطيع جون كيري صناعة "حصان طروادة" جديد  لهزيمة  الإرهاب؟ 

شارك