ماذا يعني رفض أسرة الملا عمر مبايعة زعيم "طالبان" الجديد؟
الإثنين 03/أغسطس/2015 - 11:11 م
طباعة
في تطور لافت في مستقبل حركة "طالبان" الذراع المسلح لتنظيم "القاعدة" في أفغانستان، رفضت عائلة زعيم حركة طالبان أفغانستان الراحل الملا عمر، مبايعة خلفه ودعت العلماء إلى تسوية خلاف يتفاقم في أوساط المتمردين بخصوص انتقال السلطة، وهو ما يعني أن مستقبل الحركة بات غامضًا، وربما يصل إلى درجة التفكك، مع استمرار قيادات أخرى ترفض بيعة الملا منصور.
اللافت أن التقارير التي تحدثت عن مقتل الملا عمر، كانت مؤكدة إلا أن عملية التعتيم الشديدة حول مصير الرجل ربما كان السبب الرسمي في عدم إعلان مقتله رسمياً، وقد فسر مراقبون الأمر بأنه ربما كانت الفترة الأخيرة كانت تدور فيها خلافات بين مجلس شورى التنظيم، حول من يتولى خلافة الملا عمر.
ويعتبر يعقوب وشقيقه الملا عبد المنان، نجلا الملا عمر هما ممثلا الأسرة، ويحتل الاثنان مراكز قوية في الجناح العسكري للحركة، حيث يعتبرا قائدان عسكريان لهما نفوذ حاضر وقوي في المسلحين.
عبد المنان، قال في رسالة صوتية نشرت (الأحد) إن "عائلتهم لم تبايع أحداً وسط هذه الخلافات" من دون تسمية الملا منصور، وما نريده من العلماء حل الخلافات عوضاً عن مبايعة أي طرف كان"، وذلك في التسجيل الذي أكدت مصادر في طالبان أنه فعلاً لعبد المنان.
وفيما اعتبر محاولة للم الشمل، من قبل الملا الجديد، دعا الملا منصور، إلى الوحدة في صفوف طالبان في رسالته الصوتية هب الأولى له منذ تزعمه الحركة التي تشهد اسوأ أزمة قيادة لها في السنوات الأخيرة، وكانت تستهدف رسالته تفادي انقسام الحركة فيما يتفاقم الخلاف حول اتجاه محادثات السلام مع الحكومة الأفغانية.
كان يعقوب وعبد منان وعدد من أعضاء مجلس قيادة طالبان، انسحبوا من الاجتماع الذي أُعلن فيه تعيين منصور زعيماً جديداً، ورفضوا مبايعته على ما أكد مصدر في طالبان لفرانس برس، وقال منصور في رسالته، "يشعر قسم من أعضاء التمرد بالاضطراب ويحتاج إلى إجابات من منصور وحلفائه: فلماذا أخفوا وفاة الملا عمر طوال سنتين؟ هل خدعونا عبر اصدار تصريحات مضللة باسمه لخدمة مصالحهم؟".
ويعتبر منصور ونائباه المعينان وهما هيبة الله اخند زاده وسراج الدين حقاني مقربين من المؤسسة العسكرية الباكستانية التي دعمت تاريخياً طالبان، ويعتبر الملا منصور برغماتياً ومؤيداً لمحادثات السلام ما يزيد الآمال في أن يمهد انتقال السلطة لانهاء حرب أفغانستان المزمنة والدامية، لكن وفاة الملا عمر ألقت بظلها على عملية السلام الحساسة، وأدت إلى ارجاء الجولة الثانية من المحادثات التي كان انعقادها مقرراً يوم الجمعة الماضي في باكستان.