"القناة الجديدة" في خطبة الجمعة وتداخل الدين في السياسة

الثلاثاء 04/أغسطس/2015 - 06:31 م
طباعة القناة الجديدة في
 
القناة الجديدة في
وزعت وزارة الأوقاف، الاثنين، خطبة جمعة موحدة عن قناة السويس الجديدة وافتتاحها، على جميع الأئمة، مطالبة بالالتزام بها ومحاسبة غير الملتزمين.
وشبهت الخطبة مشروع قناة السويس الجديدة، بحفر الخندق في غزوة الأحزاب بقيادة الرسول (ص)، معتبرة أن القناة الجديدة فتح من الله تعالى لمصر، وإيذانا بانتصارها على أعدائها، وأنها لا تقل عن عبور خط بارليف في حرب أكتوبر 1973 المجيدة.
وأعلنت الوزارة أن الخطبة ستكون تحت عنوان «افتتاح قناة السويس نموذج للإرادة والعمل»، وتناولت الخطبة أوجه التشابه بين حفر قناة السويس وحفر الخندق في عهد الرسول (ص)، الذي وجَّه بحفر الخندق للدفاع عن المدينة أخذا بمشورة سلمان الفارسي، ما يعطي دروسًا في الإدارة غير التقليدية للمواقف، وتحقيق المفاجأة بتطبيق أسلوب جديد، ووحدة القيادة واستمرارية السيطرة، والحب المتبادل بين القائد وجنوده، وضرورة الحذر من المنافقين.
وأكدت الخطبة أن حفر الخندق أكد صبر المسلمين في مواجهة الأعداء في الخارج والداخل، وإخفاق المنافقين، حيث أظهر المؤمنون من الصبر والجلد ما يدل على قوة إيمانهم، وعقيدتهم الراسخة، وأن الله أراد اختبارهم بمواجهتهم لأضخم عمل عسكري في تاريخ الصراع بينهم وبين المشركين.
القناة الجديدة في
وأوضحت الخطبة أن حفر قناة السويس الجديدة يعبر عن الإرادة والصمود من حيث التصدي للقوى المعادية التي تسعى إلى تخريب مصر، والعبث بمقدرات الشعب المصري.
وأكدت الخطبة أن القناة الجديدة تمثل عبورا جديدا لا يقل عن عبور خط بارليف، لأنه عبور التنمية والبناء، وهو ثالث أكبر مشروع في تاريخ مصر الحديث والمعاصر، فالمشروع الأول هو قناة السويس عام 1869، والمشروع الثاني هو بناء السد العالي، ثم مشروع قناة السويس الجديدة.
وتابعت: «القرآن الكريم أورد 360 آية تتحدث عن العمل، وحيث أن السنة القمرية 365 يوما فهذا يوحي بأن العمل في كل يوم من أيام السنة متواصلا دون انقطاع، كما أن تقدم الأمة المسلمة في كل المجالات يحقق لها الحصانة من الأعداء المتربصين بها والطامعين في ثرواتها وخيراتها، وما يدفع للجهد والعمل الصالح للدين والوطن، تلك المشروعات الكبرى، كمشروع قناة السويس الجديدة الذي أبهر العالم وأثبت أن الإنسان المصري هو صانع التغيير التطوير"، وأشارت الخطبة إلى أن قناة السويس الجديدة ستدعم اقتصاد مصر وتخلق فرص عمل للشباب، وتعد أكبر مصدر للعملة الصعبة، وتمثل عائدات قناة السويس 5% من إيرادات الدخل القومي المصري.
القناة الجديدة في
وهذا النهج يدل على إصرار المؤسسة الدينية الرسمية على تداخل الدين بالسياسة، ما يعطي مجالًا أوسع لجماعات الإسلام السياسي في الانتشار، فالدين ليس حكرا على المؤسسة الدينية الرسمية ولا السياسة أيضا، وبرابط بسيط بين ما حدث مع الشيخ محمد جبريل بسبب منعه من الخطابة والسفر ايضا لتناوله اراء سياسية في دعائه في ليلة القدر، فما الموقف اذا من كل خطباء المساجد الذين سوف يتناولون موضوع قناة السويس اقتصاديا وسياسيا، والاسئلة كثيرة حول هذا الموضوع واولها ماذا يعلم خطباء المنابر عن أهمية قناة السويس الاستراتيجية والاقتصادية والحربية؟ هل اصبح ائمة المساجد خبراء اقتصاد وسياسة وخبراء امنيين؟ لماذا نمنح خطباء المساجد المنتمين للأوقاف والازهر التحدث في كل هذه الامور ونمنعهم عن غيرهم؟ ليس هذا دفاعا عن جماعات الاسلام السياسي ولكنه كشف لنظرية الكيل بأكثر من مكيال والتي تعمل بها الحكومة، ان الهدف من خطبة الجمعة وعظ المسلمين بأن يتحابوا ولا يرتكبوا المنكرات وتبيان لبعض آيات الله واحاديث رسوله لاتخاذ العبرة، وليست خطبة الجمعة مجالا للحديث في السياسة او الاقتصاد.. الخ من الامور الشائكة والتي فيها نظر، فهناك من لديه وجهة نظر مخالفة للدولة حول اهمية هذا المشروع وهناك من يؤيده، فلما يكون خطيب المسجد مناصرا لاحد الرأيين دون الاخر؟ من هنا تأتي الفتنة. هذا من ناحية ومن ناحية اخرى ان قناة السويس ليست خندق رسول الله حول المدينة في غزوة الخندق وحينما نقوم بتشبيه القناة بالخندق فهل يجوز في المقابل مشابهة السيسي بالرسول الكريم عليه الصلاة والسلام؟ أم أن موضوع الخطبة وأهميتها لدى المؤسسة الدينية أوجب عليها فرض قدسية على القناة ليست في محلها؟

شارك