رغم نفي المتحدث الرسمي.. هل تقود زعامة "أختر" إلى اقتتال طالبان الداخلي؟
الثلاثاء 04/أغسطس/2015 - 08:33 م
طباعة
بات من المؤكد أن القائد الجديد لتنظيم "طالبان"، الملا محمد أختر منصور، لم تستتب له الأمور داخل الحركة، التي أصابها قدر كبير من الانشقاق بسبب ما اعتبروه عدم أحقية لمنصور في توليّ المنصب الجديد، وهو الأمر الذي بدا في رفض نجليْ الملا عمر مبايعة منصور، ما وضعه في حرج كبير، خاصة أن تقارير تُشير إلى أن اشتباكات وقعت بين جماعات متناحرة في طالبان أخيراً، لكن متحدثا باسم الحركة المتشددة نفى ذلك.
كان منصور هو النائب الأول للملا عمر، وتشير العديد من التقارير إلى أنه على قدر كبير من التواصل بالمخابرات الباكستانية التي كانت من أكبر داعمي الحركة خلال الفترة الماضية، وشجعت الحركة كثيراً على الدخول في محادثات سلام مع الحكومة الأفغانية.
ومنذ تنصيب منصور في موقعه الجديد، ووقعت انشقاقات عديدة في صفوف الحركة، حيث أعلن حديثاَ اليوم الثلاثاء مسئول كبير في طالبان الأفغانية، استقالته وسط صراع متصاعد على قيادة الحركة المتشددة بعد أن أذيع نبأ وفاة زعيمها الملا عمر الأسبوع الماضي.
والمسئول الأفغاني الطالباني الذي اعلن استقالته من المكتب السياسي للحركة هو سيد محمد طيب أغا، مدير المكتب السياسي الذي يتخذ من العاصمة القطرية الدوحة مقرا له والذي أنشيء في الأصل لتمكين طالبان من الانخراط في أي عملية سلام.
وبرر أغا قرار استقالته، جاء نتيجة منطقية لإخفاء نبأ وفاة الملا عمر، الذي أشارت تقارير إلى أن منصور هو من كان يقف وراء ذلك القرار، وقال "قرار إخفاء خبر الوفاة خطأ تاريخي من جانب الأفراد المعنيين"، وتابع في البيان الذي تناقلته العديد من المواقع المعنية بنشر أخبار التنظيمات التابعة لتنظيم "القاعدة": "الآن وبما أن الزعيم عين خارج البلاد ومن جانب أناس يعيشون خارج البلاد فهذا يعد أيضا خطأ تاريخيا كبيرا."
ويبدو أن تنصب منصور زعيماً على حركة "طالبان" جاء كقرار منفرد من قبل بعض العناصر، دون قرار من مجلس شورى التنظيم، لكن رد الفعل كان مفاجئ، إلا أن بعض التقارير الأخرى، أشارت إلى دور المخابرات الباكستانية في القرار، الذي يستهدف في الأساس تفكيك الحركة، وتفتيتها إلى أعضاء متنازعين.
اللافت أن جميع التقارير تتحدث عن أثر الانقسام على محادثات السلام الوليدة مع حكومة كابول لإنهاء 13 عاما من الحرب التي بدأت بحملة قادتها الولايات المتحدة في أعقاب الهجمات التي تعرضت لها البلاد في 11 سبتمبر عام 2001، دون النظر إلى مستقبل التنظيم، ومستقبل تنظيم "القاعدة" الذي يترأسه المصري أيمن الظواهري.
ويبرر خبراء الحركات الأصولية الأمر بأن الأجهزة الامنية المسئولة عن تعزيز ذلك الانشقاق، لا تريد أن تؤجج مشاعر المُخلصين للقاعدة في التنظيم فيميلون إلى كفة القاعدة وينقلبوا على منصور، خاصة أن منصور يواجه رفضًا شاملًا من قبل المتشددين في دخول مفاوضات مع حكومة كابول.
وتقول تقارير إنه منذ تنصيب منصور زعيما للحركة، والذي أعلنه مجلس قيادة طالبان، ومقره كويتا في باكستان بادر عدد من كبار الأعضاء بشجبه وكان من بينهم شقيق عمر، كما يواجه منصور الذي يعتبر مقربا من أجهزة المخابرات القوية في باكستان تحديا للحفاظ على وحدة الحركة في الوقت الذي يطالب فيه أعضاء متشددون بإنهاء المحادثات والمُضيَ في القتال الذي حقق نجاحات كبيرة في الأشهر القليلة الماضية.