"النصرة" حجر عثرة أمام تنفيذ كتائب "سوريا الجديدة" مهامها

الثلاثاء 04/أغسطس/2015 - 10:05 م
طباعة النصرة حجر عثرة أمام
 
في تطور لافت، على صعيد المعارك الطاحنة التي تشهدها سوريا منذ أربع سنوات بين الجماعات الإرهابية وبعضها من جهة، وبين الجيش السوري وتلك التنظيمات الإرهابية من جهة أخرى، يبدو أن "جبهة النصرة" – أحد أبرز التنظيمات الإرهابية المسلحة في سوريا – باتت هي أبرز التنظيمات التي تقف حجر عثرة أمام تحرك الكتائب المسلحة التي قالت أمريكا إنها دربتهم في تركيا، وزعمت أنهم معتدلون، وأطلقت عليهم مجموعة "سوريا الجديدة".
وحملت "جبهة النصرة" لواء قتال تلك الجماعات منذ إعلان أمريكا، رغم وجود العديد من التقارير التي تحدثت عن علاقة الوطيدة بين "النصرة" وأمريكا، إلا أن التحرك الأمريكي الأخير، ربما لم يأتي على هوى "النصرة" التي باتت تعاني فقرًا في التمويل بعد عزوف العديد من القوى الإقليمية عن دعمها.

النصرة حجر عثرة أمام
وأعلنت "النصرة" اقتحامها مخيم "أطمة للاجئين السوريين" على الحدود التركية بحثا عن عناصر من الفرقة 30 التي دربتها الولايات المتحدة، وتحدث شهود عيان لعدد من وكالات الأنباء أن "النصرة" أطلقت النار على النازحين، ما أسفر عن إصابة عدد منهم بينهم نساء، كما اقتادوا نحو 20 شابا و شيخا إلى سجونهم.
وأشارت تقارير إلى أن العناصر المُدربة حديثاً، هي عناصر تنتمي إلى تنظيم "الإخوان" اختارتهم تركيا، لكن اللافت ان تلك الجماعات لا أحد يعلمهم أو يعلم من يقودهم أو مخططهم على الأرض أو مدى تسليحهم.
في أول رد فعل من قبل أمريكا على تحركات "النصرة" أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية، أن الولايات المتحدة، نفذت أول غارة جوية لها في الأراضي السورية "للدفاع" عن مجموعة مقاتلي المعارضة الذين دربتهم، وقال مسئول كبير في الإدارة الأمريكية، إن الولايات المتحدة قصفت مواقع لـ "جبهة النصرة"، وذلك رداً على هجوم شنته الجبهة على مقاتلين معارضين دربتهم واشنطن.

النصرة حجر عثرة أمام
وقال الناطق باسم البنتاجون، إن الغارة الدفاعية الأميركية الأولى من نوعها على الأراضي السورية، نُفذت لمؤازرة مجموعة مقاتلين دربتهم الولايات المتحدة، ويطلقون على أنفسهم اسم مجموعة "سوريا الجديدة".
وفيما اعتبر ذريعة أمريكية لتوجيه ضربات للجيش الوطني السوري، قالت أمريكا أنها أعطت الضوء الأخضر لطائرات التحالف الدولي توجيه ضربات إلى الجيش السوري حال اعتراضه المقاتلين الجدد، وهو ما فسره مراقبون إنها حجج لتوجيه ضربات جوية للجيش السوري، تعدل من موازين القوى في سوريا.
ويعتبر المخطط الأمريكي لتدريب ما أسمتهم المعارضة المعتدلة، يأتي ضمن تدريب المعارضة السورية وفق برنامج التسليح والتدريب، لتمكينهم من حماية الأراضي التي يسيطرون عليها ليقاتلوا "داعش" في مرحلة لاحقة.

النصرة حجر عثرة أمام
ونفى المتحدث باسم البنتاجون ستيف وارين في بيان صحفي صحة الشائعات التي تداولتها وسائل الإعلام التركية عن تأجيل التدريب في الأراضي التركية بسبب خلافات بين الولايات المتحدة وتركيا حول هدف التدريب، مشيراً إلى أن التدريب سيبدأ حال الانتهاء الكامل من إعداد المراكز التدريبية في تركيا.
ووقعت تركيا اتفاقاً مع الولايات المتحدة فبراير الماضي لتدريب وتسليح، ما أسمتهم المعارضة السورية المعتدلة لمحاربة داعش، كما أعلنت الأردن في الوقت نفسه أن برنامج التسليح والتدريب على أراضيها قد بدأ قبل ايام، وحمل كلاً من تركيا والأردن والسعودية وقطر، لواء تدريب تلك العناصر لبدء تنفيذ ما يتم تكليفهم به من أوامر.

النصرة حجر عثرة أمام
أشارت تقارير إلى أن أمريكا خططت لتدريب 5 آلاف معارض سوري خلال العام الجاري، وذلك بعد إجراء تدقيق مطول لخلفياتهم خوفاً من وقوع الأسلحة التي ستسلم لهم بيد تنظيمات معادية للولايات المتحدة، وهنا جاء الدور التركي الذي اختار تلك العناصر من ضمن صفوف تنظيم "الإخوان" تجهيزاً لدور ربما ستقوم به المرحلة المقبلة. 

شارك