بعد فتوى إباحة التدخل العسكري لتركيا في سوريا .."الفتاوى" سلاح سني شيعي لقتل الأبرياء

الأربعاء 05/أغسطس/2015 - 12:04 م
طباعة بعد فتوى إباحة التدخل
 
تعد الفتاوى سلاح  خطير يشهره رجال الدين فى وجه خصومهم وفى نفس الوقت أداة طيعة  لقتل الابرياء والمدنيين تحت دعوى حماية المصالح القومية للدول وهذا ما فعله المجلس الإسلامي السوري الذي يترأسه الشيخ أسامة الرفاعي بإصدار فتوى تُجيز لتركيا التدخل العسكري شمالي سوريا ضد تنظيم الدولة، حيث وصفت الفتوى التنظيم بأنه فئة من "الخوارج الذين خلطوا بين الغلو في الاعتقاد والقول والعمل، وبين الاختراق الذي يصل إلى مستوى القادة وأن تنظيم الدولة أصبح مطية لأعداء الله في تحقيق أهدافهم بضرب الجهاد الشامي".
بعد فتوى إباحة التدخل
وتساءلت الفتوى: "إذا كان بعض العلماء قد كفر الخوارج الأوائل مع زهدهم وعبادتهم ومع عدم تعاونهم مع أعداء الله في ذلك الزمان كالفرس والروم، فكيف لو رأى داعش وأفعالهم، وبخاصة أنها ترفض أن تحتكم في خلافها مع غيرها إلى شرع الله وتظاهر أعداء الله ضد المجاهدين وقد ترتب على ظهور هذا التنظيم مفاسد عظيمة، من تكفير المسلمين، واستحلال دمائهم، وتعويق الجهاد في العراق والشام، وتحقيق مآرب الأعداء، وكذلك ما تركته من آثار على الأجيال القادمة؛ إذ تدفع بالأطفال إلى الغلو والإجرام، ما ينذر بقارعة عظيمة في المستقبل لا قدّر الله".
وأوضحت فتوى المجلس السوري الإسلامي أن "الحكومة التركية الحالية حققت منذ استلامها كثيرا من المكتسبات المادية والمعنوية على الصعيد الداخلي والخارجي، من إظهار للشعائر الإسلامية، وتحقيق التنمية الاقتصادية، فضلا عن الاهتمام ومناصرة قضايا المسلمين في العالم، لاسيّما قضية فلسطين والثورة السورية وأن حكومة تركيا منذ اليوم الأول وقفت مع الشعب السوري المظلوم وتطلعاته، ووقفت معه في جميع المحافل، بعد أن تخلى عنه القريب والبعيد والعدو والصديق، ولما شُرّد الشعب عن دياره، كانت تركيا الدولة الأولى في حسن استقبال الشعب المستضعف و أن التعاون مع تركيا من أجل القضاء على تنظيم الدولة، هو من "أعظم البر والتقوى"،  والقضاء على داعش فيه تحقيق لأعظم مطلوب شرعي في سوريا، وهو حقن دماء المجاهدين وأموالهم".
بعد فتوى إباحة التدخل
ونوّهت الفتوى إلى ضرورة التفريق بين "الاستعانة" و"التولي لأعداء الله"، حيث قالت الفتوى: "إن مسألة الاستعانة دائرة بين الجائز والمحظور غير المكفر، وأما التولي الذين يكون كفرا فهو مظاهرة أعداء الله على المسلمين، ويكون القصد منه إعلاء كلمة الكفر على كلمة الإيمان، وأمّا إن كان قصده بهذه المظاهرة دنيا يصيبها، فهذه من جنس المعاصي، وقد تكون كبيرة، إلا أنها ليست كفرا مخرجا من الملة وينبغي أن نعلم أن الحكومة التركية لا تنتظر منا فتوى بالجواز أو المنع، وإنما ستقوم بما يحقق مصالحها بقتالها لهؤلاء الدواعش والماركسيين من الـ (بي كي كي)، فلأن نتعاون وننسق معها بما يحقق مصالح الشعب السوري خير لنا في الحال والمآل، وإن عكس ذلك سيفوت علينا مصالح كثيرة، فضلا من أن نقف في وجهها أو نحاربها ونكفرها ونضللها، فإن ذلك سيفقد الشعب السوري الرئة التي يتنفس منها في ثورته".
 هذه الفتوى على الرغم من تأكيدها على أن الاتراك مسلمون وانهم سيتدخلون ضد "داعش " الا انه لا يوجد اى ضامن على ان التدخل التركى لن يسقط ابرياء من غير داعش ومع العلم ان الاكراد المستهدفين من الحملة ايضا  هم من المسلمون الغير دواعش ولكنهم أعداء لتركيا ونفس التأويلات  استخدمها "يوسف القرضاوي" رئيس  ما يسمى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في إجازة التدخل ولكن من غير المسلمين في سوريا
بعد فتوى إباحة التدخل
حيث أكد على أنه  من حق السوريين الطلب من دول اجنبية وبدعم من الامم المتحدة التدخل في بلادهم في حالة فشل الدول العربية وقف (حمام الدم) و وانه كان ممن دعوا للثورات العربية قبل ان تبدأ وبعدها، وكان موقفه من النظام السوري واحدا من اهم العوامل التي دعت الجامعة العربية لاتخاذ موقف متشدد من النظام السوري  وان طبيعة الثورات الشعبية في العالم العربي والتي بدت بدون قيادة هي صورة عن تغير من داخل الشعوب التي انتفضت ضد الظلم "واستجاب القدر لها".
ليرد عليه احمد الصميدعي رئيس هيئة إفتاء أهل السنة والجماعة في العراق، بفتوى اخرى ويتهمه بالعمالة (لإسرائيل) والولايات المتحدة والازدواجية في الحديث عن الربيع العربي والعمل على التحريض الطائفي بين شعوب المنطقة  وأن القرضاوي يخاطب الشيعة ويقول لهم إنكم إخواننا، فيما يتهم الحكومة السورية بالطائفية وهو ما أكده الشيخ قاسم الطائي، في 25 مارس 2011، واصفا القرضاوى بأنه "طائفي بامتياز" أنه يحظى باحترام السياسيين الذين يعيش في ظلهم.
بعد فتوى إباحة التدخل
 هذه الفتاوى السنية قابلتها فتاوى شيعية اخرى بنفس مستوى التطرف والعنف وعلى رأسها مطالبة المرشد الاعلى في ايران علي خامنئي من المرجعين الشيعيين علي السيستاني المقيم في مدينة النجف وكاظم الحائري المقيم في مدينة قم، إصدار فتوى الجهاد ضد تنظيم القاعدة والجماعات التكفيرية، وسمحت  هذه الفتوى، بفتح الحدود العراقية - السورية امام آلاف المقاتلين الشيعة، وألزمت الحكومة العراقية بالسماح للقوات الايرانية بالتدخل العسكري للدفاع عن نظام بشار الاسد لتتصاعد بعدها الفتاوى المحرضة على القتل تحت دعوى نصرة مرقد السيدة زينب وتشكيل لجان تنصر الشعب السوري ومطالبة للحوزات الدينية الشيعية في العراق وايران بالتدخل الفوري. 
 وبذلك أصبحت الفتاوى الدينية أداة طيعة  للترويج للفتنة والقتل والتنكيل، والضحية الوحيدة هم الابرياء الذين لا ناقة لهم ولا جمل في هذه الحرب المسعورة. 

شارك