"داعش" تتوعد "ميركل"

السبت 08/أغسطس/2015 - 10:59 ص
طباعة داعش تتوعد ميركل
 
في أول فيديو باللغة الألمانية لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، أقسم مسلحون بتنفيذ هجمات في ألمانيا والنمسا، والانتقام من الألمان "لدماء المسلمين التي تراق في أفغانستان".
توجه جهاديان في شريط فيديو بث الأربعاء (الخامس من أغسطس 2015) إلى من أسموهم "الإخوة والأخوات" في ألمانيا لتشجيعهم على التوجه إلى المناطق التي يسيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف إعلاميا باسم "داعش". كما شجعهم على شن هجمات فردية في ألمانيا والنمسا عبر استهداف "الكفار داخل منازلهم".
وتوجه أحدهما إلى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، متعهدا أن ينتقم التنظيم المتطرف من الدعم الذي تقدمه ألمانيا لمواجهة التنظيم و"لدماء المسلمين التي أهرقت في أفغانستان"، حيث ينتشر الجيش الألماني. وتظهر نهاية الشريط المصور الذي بثه التنظيم في ما يسمى بولاية حمص (وسط سوريا) إعدام شخصين مجهولين في أثار مدينة تدمر التي سيطر عليها التنظيم الإرهابي في مايو الماضي.
وصدر الفيديو الذي مدته 5 دقائق، حديثًا، حيث يدعو شخصان من تنظيم الدولة ناطقان باللغة الألمانية، المسلمين الأوروبيين للانضمام إلى "الدولة الإسلامية في سوريا والعراق" لغرض "الجهاد" في ألمانيا والنمسا و"ذبح الكفار". 
وقام أحد المسلحين بتهديد المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل شخصيًّا، بالانتقام.
 وتم تحديد هوية كل من الشخصين الظاهرين في الفيديو من قبل وسائل الإعلام الألمانية، وهما "أبو عمر الألماني" من ألمانيا و"محمد محمود" والمعروف أيضًا باسم "أبو أسامة الغريب"، وهو من فيينا النمساوية.
 وسجن محمد محمود في وقت سابق لمدة أربع سنوات في النمسا بتهمة دعمه لتنظيم القاعدة، وانتقل بعد ذلك للعيش في ألمانيا، لكنه ترك البلاد في عام 2012 خوفًا من الترحيل القسري، وألقي القبض عليه في تركيا وقضى فيها عدة أشهر بالسجن، ومن ثم التحق بصفوف تنظيم الدولة عام 2014.
 والجدير بالذكر أن الاستخبارات الألمانية تؤكد أن نحو ألف إسلامي في ألمانيا يُحسبون على تيار "الإرهاب الإسلامي"، بينهم 230 لديهم إمكانية ارتكاب جرائم خطيرة. بَيْدَ أنها شددت في الوقت ذاتها على جاهزية الأجهزة الأمنية لدرء هذه المخاطر.
أشارت توقعات هيئة مكافحة الجريمة في ألمانيا إلى أن نحو ألف إسلامي في البلاد محسوبون في الوقت الراهن على تيار "الإرهاب الإسلامي". وفي تصريحات لصحيفة "دي فيلت" الألمانية في عددها الصادر السبت (الأول من نوفمبر 2014)، قال يورج تسيركه، رئيس هيئة مكافحة الجريمة: إن "سلطات الأمن الألمانية ترى في الوقت الراهن أن من بين الألف شخص 230 يمكن أن يرتكبوا جرائم خطيرة"، مشيراً إلى أن عدد هؤلاء، الذين يعرفون بمصادر الخطر المحتمل كان يبلغ 120 شخصاً فقط في عام 2010 .
 وتصنف هيئة مكافحة الجريمة 300 شخص آخر على أنهم من "ذوي الصلة" بمصادر الخطر المحتمل، إذ تفترض سلطات الأمن الألمانية إمكانية أن يقوم أفراد المجموعة الأولى بتقديم الدعم اللوجستي في التحضير، على سبيل المثال، لشن هجوم، وتابع تسيركه حديثه قائلاً: "تجري السلطات في الوقت الراهن 420 عملية تحقيق، يتهم فيها 650 شخصاً لهم خلفية إسلامية." وأعرب تسيركه عن اعتقاده بأن أكبر مخاطر شن هجمات من تيار "الإرهاب الإسلامي" مصدرها الأفراد المتعصبون أو الجماعات الصغيرة.
لكن رئيس هيئة مكافحة الجريمة أكد على قرب بذل محاولات جديدة لشن هجمات، غير أنه شدد في الوقت نفسه على جاهزية السلطات الأمنية لمواجهة ذلك، مضيفاً أنها ستبذل كل ما بوسعها لإحباط هذه الخطط "والذعر ليس مجدياً".
وبعد أحداث تونس وفرنسا، أكد وزير الداخلية الاتحادي توماس دي ميزير على استمرار وجود الخطر الإرهابي في ألمانيا أيضًا، وأن مكافحة الإرهاب على قمة أولوياتهم.
حيث قال دي ميزير عقب الاجتماع الذي عقد في مدينة ماينز، عاصمة ولاية راينلاند بفالتس: "هناك وضع خطير للغاية يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار، وردا على سؤال افتراضي حول ما إذا كان ممكنًا أن يحدث في ألمانيا اعتداء مشابه لما حدث لصحيفة "شارلي إيبدو" قال الوزير الألماني دي ميزير: "لا استطيع أن أمنح السكان في ألمانيا ضمانا بعدم حدوث مثل ذلك الحادث". لكنه استدرك قائلًا: "إن السلطات الأمنية تفعل كل ما في وسعها لمنع وقوع مثل هذه الحوادث الإرهابية".

هل تصبح ألمانيا هدفًا داعش القادم؟

هل تصبح ألمانيا هدفًا
فرنسا وبلجيكا والدانمارك تعرضت لهجمات هذا العام، وتبدو أوروبا كلها مهددة، كما يرى خبراء أمنيون. ومنذ اعتداءات سبتمبر  2001، تعرضت القارة لعدة هجمات إرهابية كبيرة، أشهرها اعتداء مدريد 2004، يومها سقط 191 قتيلا، وفي لندن 2005 حيث سقط 56 قتيلا.
ولكن ألمانيا بقيت حتى الآن شبه مصونة من الهجمات الإرهابية، باستثناء محاولات بسيطة تم كشفها قبل وقوع الاعتداءات .
تعيش ألمانيا حالة قلق وارتباك في التعامل مع الشباب المسافرين إلى سوريا والعراق للانضمام إلى صفوف "داعش". 
والعائدون منهم إلى بلدانهم الأوروبية. بعضهم عاد فعلًا إلى أوروبا، بعد أن انخرط هناك لعدة أشهر في التدريب والقتال. وبحسب الداخلية الألمانية، هناك حوالي 200  عائد من أصل 750 من المتطوعين الألمان الذين ذهبوا للقتال مع "داعش".

شارك