تخوفات تركيا تدفعها إلى مزيد من الاعتقالات في حزب العمال الكردستاني

السبت 08/أغسطس/2015 - 04:07 م
طباعة تخوفات تركيا تدفعها
 
شنت قوات الدرك التركية، فجر أمس الجمعة 8 أغسطس 2015، حملة اعتقالات أمنية متزامنة على أماكن في العاصمة أنقرة يشتبه بأنها تأوي عناصر تتبع تنظيم حزب العمال الكردستاني.
قتل على إثرها  3 أشخاص، أحدهم رجل أمن، في هجوم شنه مقاتلو حزب العمال الكردستاني على موقع للجيش في بلدة سيلوبي بولاية شرناق.
فيما قتل 22 من رجال الأمن، و6 مواطنين، وأصيب نحو 89 آخرين نتيجة الهجمات التي شنها الحزب الكردي في تركيا خلال الشهر الماضي.

تخوفات تركيا تدفعها
ويشكل أكراد تركيا 56% من مجموع الكرد في العالم، وعددهم 15,016,000 نسمة أي أنهم يشكلون نسبة 20 % من مجموع سكان تركيا، و يعيش معظمهم في الجنوب الشرقي للبلاد.
وشنت القوات المسلحة التركية، غارات جوية على أهداف للحزب داخل وخارج البلاد، أسفرت عن مقتل أكثر من 260 عنصرا وإصابة أكثر من 400 آخرين.
وتعتبر تركيا وعدد من الدول الغربية حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية.
وبدأ الجيش التركي نشر آليات مدرعة ودبابات على طول المنطقة الحدودية الواقعة بمحاذاة ولاية شرناق جنوب شرقي تركيا.
وكانت السلطات التركية أعلنت الأربعاء ولاية شرناق الحدودية مع العراق منطقة عسكرية مغلقة يحظر التجول فيها لمدة أسبوعين.
وقال والي ولاية هاكاري: إنه يحظر التجول في المنطقة ابتداء من 5 أغسطس الجاري حتى التاسع عشر.
الجدير بالذكر أن حزب العمال الكردستاني أعلن في وقت سابق انتهاء عملية السلام مع الحكومة التركية عقب الغارات على مواقعه بالعراق.
وكانت شنت تركيا غارات جوية وقصفًا مدفعيًّا على أهداف لحزب العمال الكردستاني بشمال العراق، وتنظيم "داعش" شمالي سوريا، وذلك حسبما أفاد بيان لمكتب رئيس الحكومة التركي.
يذكر أن لحزب العمال المحظور في تركيا، معسكرات تدريب ومواقع عدة في دهوك، إحدى المحافظات الثلاث لإقليم كردستان في شمال العراق.
تخوفات تركيا تدفعها
وبدأ ضرب مواقع الأكراد في سوريا من الجانب التركي، عقب تخوفات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حصولهم على الشرعية وتمكنهم من إعلان دولة لهم على الحدود ترتبط بشكل كبير مع حزب العمال الكردستاني المعارض الذي بات له مؤيدين في البرلمان التركي بشكل يهدد سطوة حزب العدالة والتنمية الذي يهيمن على الحياة السياسية التركية منذ سنوات طويلة.
الأمر الذى جعل زعيم حزب الشعب الديمقراطي التركي المعارض والمؤيد للأكراد، صلاح الدين ديميرتاش، يتهم الحكومة التركية باستهداف الأكراد في سوريا من خلال المنطقة العازلة التي تخطط لإنشائها على الحدود السورية مع تركيا.
واعتبر ديميرتاش، أن العملية العسكرية التركية ضد مسلحي تنظيم داعش في سوريا غطاء لاستهداف حزب العمال الكردستاني، داعيا الطرفين للعودة إلى عملية السلام.
فيما أكدت أنقرة أن هجمات مسلحي الحزب داخل تركيا جعلت محاولات الوصول إلى سلام أمرا مستحيلا.
وشنت تركيا غارات على معسكرات حزب العمال الكردستاني شمالي العراق بعد هجوما انتحاريا أودى بحياة 32 شخصا بمدينة سروج التركية، وتصنف تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حزب العمال الكردستاني وتنظيم داعش ضمن الجماعات الإرهابية.
واتفقت تركيا والولايات المتحدة على إنشاء منطقة عازلة داخل شمال سوريا مقابل السماح للطائرات الأمريكية باستخدام قواعد عسكرية تركية لضرب تنظيم داعش.
ووفقا لـ قناة "بي بي سي"، فإن هذه المنطقة التي ستمتد لمسافة 90 كيلومترا وسوف تستخدم لتدريب المعارضة السورية المعتدلة وتأمل الحكومة التركية أن يتسنى لها السماح لبعض اللاجئين السوريين في تركيا بالعودة إلى منطقة آمنة.. لكن ديميرتاش يرى أن على تركيا التعاون مع القوات الكردية لتشكيل هذه المنطقة.
تخوفات تركيا تدفعها
ونفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، جون كيربي، أن تكون الولايات المتحدة أقرت الضربات التركية شمال العراق.
لكن حزب العمال الكردستاني العلماني أثبت أنه واحد من أشد خصوم تنظيم داعش حسب ميشائيل جونتر، مؤلف العديد من الكتب عن الأكراد. 
وأثبت الحزب فعاليته لدرجة أن تعالت أصوات في الولايات المتحدة مطالبة برفع اسمه من على قائمة المنظمات الإرهابية.
ووفقا لجونتر فإن الولايات المتحدة دعمت حزب العمال الكردستاني من خلال دعمها لجناح هذا الحزب في سوريا، أي حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي.
ويرى محللون أن خوض حرب على جبهتين سيؤدي إلى مخاطر كبيرة على تركيا عضو حلف شمال الأطلسي، فهو يعرضها لتهديد يتمثل في هجمات الجهاديين الانتقامية ولخطر إعادة إشعال حركة التمرد الكردية التي أودت بحياة 40 ألف شخص على مدار ثلاثة عقود.
وكشفت تقارير أن آلاف الجهاديين الأجانب عبروا حدود تركيا لينضموا إلى تنظيم "داعش" في سوريا والعراق، وتسلل كثير منهم بين ملايين السائحين الذين يتدفقون على شواطئ تركيا كل عام.
ويخشى دبلوماسيون غربيون منذ فترة طويلة من أن تكون اسطنبول وهي واحدة من مدن العالم التي تتردد عليها أعداد كبيرة من السائحين أو منتجعات تركيا على بحر إيجة أو البحر المتوسط أهدافا سهلة.
وفي هذا السياق، قال ولفانجو بيكولي من شركة تينيو انتليجنس لأبحاث المخاطر: إن تبني أنقرة لسياسات حازمة في الآونة الأخيرة تجاه حزب العمال الكردستاني وداعش زاد من خطر الهجمات الإرهابية والاضطرابات الأهلية المستمرة داخل البلاد بدرجة كبيرة.
تخوفات تركيا تدفعها
ويبدو أن أنقرة قد حصلت على دعم من واشنطن لحملتها ضد حزب العمال الكردستاني الذي تختبئ عناصره في جبال شمال العراق على الرغم من تعاون التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة مع الأكراد في سوريا.
ويرى محللون أن  أمريكا باعت الأكراد بعد أن كانت اعتمدت عليهم بعد الانتصارات التي حققوها في سوريا ضد داعش، وسيطرتهم على عدد كبير من المدن هناك.
ويعتبر تغير الموقف التركي نقلة نوعية في الحرب ضد داعش، وأن استهداف الطيران التركي للمواقع الكردية قد يؤدي إلى تفجير أزمات جديدة في المنطقة المضطربة  تماما.
وانتقدت صحيفة الجارديان البريطانية الموقف التركي المزدوج خلال السنوات الأخيرة ،حيث كانت تتفاوض مع حزب العمال الكردستاني منذ عام 2012 وفي نفس الوقت كانت تساعد تنظيم داعش في سوريا في مواجهته مع تنظيم حماية الشعب الكردي في بلدة كوباني الحدودية.

شارك