"داعش ليبيا" يبحث عن موطئ قدم في "درنة"

الإثنين 10/أغسطس/2015 - 08:41 م
طباعة داعش ليبيا يبحث عن
 
نفذ تنظيم "داعش" ليبيا تهديده الذي أطلقه منذ أسابيع، متوعدًا فيه بالعودة إلى مدينة "درنة" - تقع على ساحل البحر المتوسط  وهي من المدن النفطية في ليبيا - معقله الرئيس الذي طرده منه جماعات مسلحة، متحالفة مع بعضها، بينها (مجلس شورى مجاهدي درنة)، لتكون هذه هي أول انتكاسات التنظيم في ليبيا، خاصة مع تزايد الحديث عن وصول مُقاتلين من تونس واليمن ودول عربية أخرى، إلى التنظيم في محاولة لبسط سيطرته، لتكرار النجاح الذي حققه التنظيم في العراق وسوريا حيث استولى على أجزاء واسعة من أراضي البلدين، وأعلن قيام "خلافة" إسلامية.
وأوضحت تقارير أن عملية درنة، تأتي كمحاولة  من التنظيم وضع موطئ قدم له في المدينة مرة أخرى، فضلاً عن محاولاته السيطرة على مدينة سرت مسقط رأس القذافي التي تقع في وسط الساحل الليبي، ويتمتع التنظيم فيها بدعم غير معتاد من جانب الموالين للقذافي، وفي حال سيطرة التنظيم على سرت يتوقع أن يُقيم نقاط أمنية على مفترق طرق استراتيجي في وسط ليبيا، حيث يتصل طريق ساحلي سريع بين شرق وغرب البلاد بممر إلى سبها وهي مدينة في أقصى الجنوب.
وقال جيفري هوارد محلل شؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مركز الأبحاث (جلوبال ريسك أناليسيس)، الذي يتخذ من لندن مقرا له "يمكن أن يسعى المتشددون المرتبطون بداعش لاستغلال مشاعر التهميش في الجنوب الغربي، خاصة بين أفراد مجموعة الطوارق العرقية لتجنيد مقاتلين وللسيطرة على الأراضي."
داعش ليبيا يبحث عن
وقال التنظيم في التسجيل الذي بثه منذ أسابيع، إنه سحب قواته من درنة لكن المعركة لم تنته بعد ، متعهداً بالعودة مرة أخرى، في حين، قالت مصادر عسكرية عن التنظيم إن مقاتليه يعانون من القلة العددية فضلاً عن نقص الوقود اللازم للحركة، ولا يملكون سيارات عسكرية، وإنما يتنقلون في شاحنات تستخدم لنقل الأسمدة.
كان المسلحون الذين ينتمي بعضهم إلى مجموعات إسلامية، تمكنوا من طرد عناصر التنظيم الجهادي المتطرف من غالبية مناطق المدينة التي تخضع منذ أكثر من عام لسيطرة جماعات مسلحة بينها "أنصار الشريعة" القريبة من تنظيم القاعدة، فيما يتواجد تنظيم داعش في ضواحي درنة.
داعش ليبيا يبحث عن
وتشهد ليبيا منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011 فوضى أمنية ونزاعاً على السلطة تسببا بانقسام البلاد الصيف الماضي بين سلطتين، حكومة وبرلمان معترف بهما دولياً في الشرق، وحكومة وبرلمان يديران العاصمة بمساندة تحالف "فجر ليبيا"، كما تخوض القوات الموالية للطرفين معارك يومية في مناطق عدة من ليبيا قتل فيها المئات منذ يوليو 2014.
وتبنى تنظيم داعش الهجوم في بيان مقتضب نشر على مواقع جهادية، مشيراً إلى أن منفذه سوداني، وجاء في البيان "قام أبو جعفر السوداني بتفجير سيارته المفخخة على تجمع لصحوات الردة بمنطقة الساحل الشرقي في مدينة درنة، ما أدى لهلاك وإصابة العديد منهم" – بحسب البيان.
وأدى التفجير الذي تبناه التنظيم الإرهابي، إلى قتل تسعة أشخاص، وقال المصدر الطبي الرسمي في شرق ليبيا في اتصال هاتفي أجرته معه وكالة فرانس برس "قُتِلَ تسعة أشخاص وأُصيب العشرات بجروح في انفجار سيارة مفخخة في درنة مساء أمس الأحد، مضيفاً "هناك مدنيون بين القتلى والجرحى".

شارك