عام من المفاوضات.. الحوار الليبي في نقطة الصفر

الثلاثاء 11/أغسطس/2015 - 04:41 م
طباعة عام من المفاوضات..
 
تتواصل المساعي لانعقاد الحوار بزعامة الأمم المتحدة، والتوصل إلى اتفاق نهائي يؤدي إلى استقرار الأوضاع في ليبيا، حيث بدأت اليوم الثلاثاء 11 أغسطس 2015 في جنيف جولة جديدة من الحوار الليبي الذي تنظمه الأمم المتحدة بهدف إعادة الاستقرار إلى ليبيا التي تتصارع فيها حكومتان وبرلمانان على السلطة.
عام من المفاوضات..
كان أعلن المكتب الإعلامي للأمم المتحدة عن تأجيل الجولة الجديدة من الحوار السياسي لتسوية الأزمة الليبية في جنيف السويسرية إلى اليوم الثلاثاء 11 أغسطس 2015.
كان من المقرر انعقاد الجولة الجديدة من الحوار السياسي بين الأطراف الليبية الهادف إلى إخراج البلاد من أزمتها السياسية العميقة ودوامة أعمال العنف والإرهاب أمس الاثنين، إلا أن بيان صادر عن المكتب الإعلامي الأممي قال: "لن يعقد اجتماع في إطار الجولة الجديدة للحوار السياسي".
فيما تأخر برناردينو ليون المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى جنيف عن الحضور لجلسة الحوار، ولم يوضح المكتب الإعلامي للأمم المتحدة أسباب تأجيل الاجتماع.
كان المتحدث باسم الأمم المتحدة أحمد فوزي أفاد في وقت سابق في مؤتمر صحفي بجنيف بأن الجولة ستجري شأنها شأن الجولات السابقة التي عقدت تحت إشراف بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا. ويتوقع أن يجري برناردينو ليون، المبعوث الخاص للأمين العام للمنظمة الدولية، محادثات مع المشاركين في الحوار، لكن لا يوجد وضوح حول ما إذا كانت الأطراف الليبية تجري محادثات مباشرة فيما بينها.
كما رجح فوزي أن الجولة الراهنة لن تكون طويلة، فمن المنتظر أن تتواصل حتى 12 من الشهر الحالي.
وأفاد المتحدث باسم المنظمة الدولية بأن نحو 30 من الممثلين الليبيين سيحضرون اللقاء، مشيرا إلى أنه ليس لدى المكتب الصحفي للأمم المتحدة قائمة أسماء للمشاركين.
ويتصدر أجندة هذه الجولة، اليوم، بحث تشكيل حكومة وفاق وطني وملحقات اتفاق سياسي مبدئي وقع عليه بالأحرف الأولى رمضان الماضي في منتجع الصخيرات قرب العاصمة المغربية الرباط.
وتشمل هذه الملحقات الترتيبات الأمنية لتطبيق بنود الاتفاق وتركيبة المجلس الأعلى للدولة، وتعيين الوظائف السيادية وبقية تفاصيل تقاسم السلطة التنفيذية والقضائية.
عام من المفاوضات..
وقال مصدر في بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا: إن الوسيط الدولي برناردينو ليون ينتظر من ممثلي فرقاء الأزمة تقديم مقترحات تشمل ترشيحات لرئاسة وعضوية حكومة الوحدة الوطنية.
ولم يوضح المصدر ما إذا كان ليون وافق على مناقشة إضافة تعديلات لنص اتفاق الصخيرات كما طالب المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته، والذي وضع شروطًا للمشاركة في جولة الحوار في جنيف، من بينها تعديل اتفاق كان رفض التوقيع عليه. 
وكان ليون أعلن الخميس الماضي أن الحوار الليبي أحرز "تقدما ملحوظا"، مع أن لدى بعض الأطراف "تحفظات" بشأن هذا النجاح.
 ودعا المبعوث الدولي الخاص الليبيين إلى مضاعفة جهودهم وتواصل العمل المشترك؛ من أجل تقليص الخلافات العالقة وتشكيل رصيد مشترك، من شأنه أن يصبح قاعدة لحل النزاعين السياسي والعسكري في ليبيا بطريقة سلمية.
وشهدت الجولة الأخيرة من الحوار الليبي في مدينة الصخيرات بالمغرب، 11 يوليو الماضي، توقيع "اتفاق الصخيرات" لإنهاء النزاع في البلاد.
 ووقع على وثيقة المصالحة مبعوثو الحكومة المؤقتة المعترف بها دوليا في طبرق، إلى جانب ممثلي بعض البلديات الإقليمية والأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني، لكن مندوبي المؤتمر الوطني العام البرلمان المؤقت السابق الذي مقره في طرابلس تجاهلوا مراسم التوقيع.
وتقضي الخطة التي يتضمنها اتفاق الصخيرات بتشكيل حكومة وحدة وطنية في ليبيا لمدة سنة سيترأسها رئيس الوزراء ونائباه الاثنان، مع إعطاء مجلس النواب صلاحيات جهة تشريعية. لكن مراقبين يرون أن غياب توقيع ممثلي المؤتمر الوطني العام على الوثيقة قد يعقد تطبيق خطة المصالحة.
عام من المفاوضات..
ويصل وفد المؤتمر برلمان طرابلس غير المعترف به دوليًّا والمحسوب على جماعة الإخوان والمدعوم من ميليشيات فجر ليبيا، في وقت لاحق إلى جنيف بعد أن بذل الوسيط مساعي حثيثة وإثر ضغوط شديدة محلية ودولية مورست لإقناع المؤتمر بالتراجع عن مقاطعة جلسات الحوار والمضي قدمًا في المفاوضات الهادفة لتحقيق سلام شامل ونهائي في ليبيا.
فيما اجتمع ليون مع قادة أحزاب سياسية ليبية شاركت في مسار حوار الشخصيات السياسية الثانوي المنظم بالجزائر، من بينها حافظ قدور ممثل محمود جبريل زعيم تحالف القوى الوطنية، ورئيس حزب العدالة والبناء محمد صوان، ورئيس حزب الوطن عبدالحكيم بلحاج، ومحمد العبدالله رئيس حزب الجبهة الوطنية، ورئيس حزب التغيير جمعة القماطي.
ويلتقي مبعوث الأمم المتحدة برناردينو ليون لاحقا في قصر الأمم بجنيف وفود مسار الحوار الأساسي الذي استضافه المغرب على مدى عدة أشهر.
في ذات السياق، اعتمد مجلس النواب الليبي بجلسته أمس الاثنين آلية اختيار المرشحين لرئاسة وزراء حكومة الوفاق الوطني وأحد نائبيه، والتي سيتم تقديمها للجنة الحوار التابعة لمجلس النواب المتواجدة بجنيف.
وقال مقرر مجلس النواب الليبي النائب صالح قلمة لوكالة الأنباء الليبية بأنه تم التصويت على اختيار شخصين من داخل مجلس النواب لرئاسة وزارة حكومة الوفاق وأحد نائبيه، بعدد 67 صوتًا من أصل 116 صوتاً.
عام من المفاوضات..
كما أفادت عضو مجلس النواب عن مدينة بنغازي عائشة الطبلقي العقوري بأنه تم تقديم مقترحٍ لآلية الاختيار؛ حيث تقدم بعض النواب أن يتم اختيار 6 شخصيات من المجلس ويتم الاختيار من بينهم، وتم التصويت عليه وتحصل على عدد 45صوتاً من 116 صوت، بينما قدم أعضاء آخرين بمقترح ترشيح شخصيتان مباشرةً، وقد تم التصويت عليه بعدد 67 صوتًا من أصل 116 صوتًا.
ولفت مقرر مجلس النواب إلى أنه من المحتمل أن يتم طرح الأسماء المرشحة للحكومة والتصويت عليها، بجلسة الغد لمجلس النواب، أو جلسة الأسبوع القادم وذلك بعد الاطلاع على ما يجري بجلسة الحوار بجنيف اليوم الثلاثاء، والتي ستخوضها اللجنة المكلفة من قبل مجلس النواب.
يذكر أنه من ضمن المقترحات كان ترشيح إثنان من كل إقليم أي 6 أشخاص يتم إرسال أسمائهم إلى لجنة الحوار وهي تختار منهم الرئيس والنائب.
ويعتبر الحوار الليبي هو أطول حوار شهدته المنطقة بأكلمها حيث بدأ منذ حوالي عام ولم يؤتي بثماره حتى الآن، فكلما بدأت المفاوضات عاد مجددًا إلى نقطة الصفر، ليعود مرة أخرى إلى الانعقاد وإلي الآن لم تشهد أي جولة نجاح يذكر.

شارك