حرب المنشورات سلاح "داعش" الأقوى ضد خصومها

الثلاثاء 11/أغسطس/2015 - 05:46 م
طباعة حرب المنشورات سلاح
 
تشكل الحرب النفسية أحد الأسلحة الفتاكة في الحروب، وعندما لا يستطيع طرف حسم المعركة على الطرف الآخر في مواجهة مباشرة فإنه يلجأ إلى الحرب النفسية من خلال إطلاق الشائعات من خلال المنشورات المكتوبة أو المرئية وهو ما قامت به القوات العراقية حيث كشفت "خلية الإعلام الحربي" عن قيام طائرات القوة الجوية التابعة للجيش العراقي بإلقاء ملايين المنشورات على الموصل والشرقاط والفلوجة لدعوة الأهالي بالابتعاد عن مقرات ومعسكرات عناصر "داعش". وتضمنت المنشورات تحذير المواطنين من الاقتراب من مقرات ومعسكرات ومخازن عصابات داعش الإرهابية"؛ لأنه سيتم تدميرها في الأيام المقبلة.
حرب المنشورات سلاح
"داعش" تستخدم نفس الأسلوب من خلال ما تقوم به من تصدير للرعب للقوات المهاجمة لها وفي المناطق المسيطرة عليها، وحتى الخارجة عن نطاق سيطرتها بشرائط الذبح والقتل والحرق، وحتى السبي ولا تكتفي بذلك بل تقوم بشكل شبه يومي بتوزيع مئات الآلاف من المنشورات على أهالي المناطق التي تسيطر عليها وخارج حدود دولتها المزعومة، فعقب استيلاء التنظيم على الموصل وزع أنصاره منشورات على أهالي الموصل تؤكد فيها على طاعة "أبوبكر البغدادي"، الخليفة المزعوم وعدم الانشقاق عنه، وإنها ستدمر قبور جميع الأنبياء، مع ضرورة التزام النساء بالنقاب كشرط أساس في الخروج إلى أسواق الموصل، والأنسب لهن ملازمة البيت وعدم الخروج إلا لضرورة ملحة وعدم بيع الخمور والسكائر، ومنع الرجال من بيع الألبسة النسائية.
حرب المنشورات سلاح
 تنظيم داعش لا يكتفي بهذه الحرب الإعلامية داخل مناطق نفوذه بل يوزعها في العالم العربي والإسلامي، وفي أوربا نفسها حيث نشرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، أنه- ولأول مرة- يقوم بعض التابعين لتنظيم "داعش" بالدعاية لتنظيمهم على الأرض، وأن بعضهم وزع منشورات تدعم تنظيمهم بالقرب من متجر "توب شوب" بالعاصمة البريطانية، طالبوا فيها بطاعة "أبوبكر البغدادي"، وأنه خليفة المسلمين على حسب ادعائهم. 
وألقت شرطة مكافحة الإرهاب القبض على رجلين كلاهما من مدينة لوتون، للاشتباه في دعمهم منظمة محظورة عقب توزيع المنشورات وقال كيث فاز، رئيس اللجنة المنتخبة المعنية بالشئون الداخلية في مجلس العموم، إنه سيناقش الأمر مع قائد شرطة العاصمة سير برنارد هوغان هوي، ورغم أهمية حرية التعبير، فإنه لا ينبغي لنا السماح لأفراد بالترويج لأفكارهم المتطرفة التي قد تؤدي إلى أعمال إرهابية. وينبغي ألا يتعرض الجمهور لحملة تجنيد للإرهابيين في قلب أكبر شوارع التسوق في أوروبا».
حرب المنشورات سلاح
وحددت المنشورات طريقة التزام المسلمين في دولة الخلافة تمثلت فيما يلي:
1- التعهد بطاعة أوامر الخليفه البغدادي.
2- تقديم المشورة له إذا أخطأ.
3- دعوة الناس للانضمام لتنظيم داعش. 
4- الهجرة إلى العراق أو سوريا.
5- تثقيف الناس حول خلافة داعش.
6- فضح الأكاذيب التي تنتشر عن التنظيم. 
تنظيم داعش استخدم أسلوب توزيع المنشورات لتوسيع نفوذ في مناطق جديدة، وتحديدًا في المناطق الحدودية بين أفغانستان وباكستان في محاولة لزيادة نفوذه في منطقة جنوب آسيا؛ حيث أكدت صحيفة "كاماط الأفغانية" أنه تم توزيع المنشورات بعنوان (النصر) في مدينة بيشاور الباكستانية وفي مخيمات اللاجئين الأفغان على أطراف المدينة، وطالب تنظيم داعش السكان المحليين بدعم نضال الحركة لإقامة دولة الخلافة الإسلامية، وجاءت مبادرة داعش كمحاولة لدعم الحزب الإسلامي الأفغاني الذي أعلن مبايعته للتنظيم في باكستان وأفغانستان. 
حرب المنشورات سلاح
وتمادت "داعش" في استخدام المنشورات عندما هددت من خلالها مسيحيي القدس بالذبح مع قدوم عيد الفطر، وقامت بتوزيع بيان في مدينة القدس وبيت حنينا، تُهدّد فيه مسيحيي البلاد بالذبح مع حلول عيد الفطر وتُطالبهم بالرحيل وترك بيوتهم قبل ذلك الوقت وشددت على أن شهر رمضان المبارك سيكون وبالًا على الصهاينة والحكام العرب الخونة ومنهم، بل وإخوانهم، المدعو محمود عباس رضا، ذلك البهائي المارق الذي مكن اليهود والنصارى في أرض المسلمين.  وطالب المسلمين في القدس بالإبلاغ، عن النصارى المقيمين بينهم، والذين يعملون عملاء للصهاينة ودول الغرب، وهم منتشرون في سفارات هذه الدول وجمعياتها الخائنة التي تعمل على نشر الفسق والعلمانية وإبعاد المسلمين عن دينهم على حد تعبيرهم .
واختتم البيان بالقول: "نقول للنصارى الكفرة، عليكم الرحيل فورًا وإلا فستذبحون مع إشراقة عيد الفطر كالخراف... شهر واحد أكثر من كافٍ كي ترحلون.
 وبذلك تكون داعش قد استخدمت حرب المنشورات كسلاح قوي ضد خصومها، ومحاولة لتصدير الرعب إلى أهالي المناطق الخاضعة لها وحتى الوقعة خارج نفوذها. 

شارك