رغم مزاعم الحرب على الإرهاب.. سياسات تركيا تعمق الخلاف مع طهران

الثلاثاء 11/أغسطس/2015 - 09:19 م
طباعة رغم مزاعم الحرب على
 
تجلت أول ملامح التباين والصراع المكتوم بين طهران وأنقرة، حول طريقة التعاطي مع كثير من الملفات الإقليمية، بينها ملف الأزمة السورية، حيث أفاد مصدر دبلوماسي تركي لوكالة (فرانس برس) أنه تم تأجيل زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى تركيا والتي كان مقررًا لها اليوم (الثلاثاء)، دون تحديد السبب، وقال المصدر الذي طلب عدم كشف اسمه "تم تأجيل الزيارة إلى موعد لاحق"، رافضاً التعليق على سبب التأجيل.
كانت طهران سجلت اعتراضها على تحرك أنقرة الأخير في سوريا، حيث أعلنت تركيا نهاية يوليو الماضي قيام مقاتلاتها بتوجيه ضربت لتنظيم "داعش" في سورية، وبؤر تجمع "الأكراد" أحد أبرز الجماعات المدعومة بقوة من طهران، وطالبت طهران وقتها احترام "السيادة الوطنية لسورية"، وأكدت على ضرورة ذلك، رغم جهود مكافحة الإرهاب.

رغم مزاعم الحرب على
وقد وجه ظريف في مقال نشره، اليوم الثلاثاء في صحيفة "جمهورييت" المعارضة، انتقد حادة للسياسة الأميركية في المنطقة، والتي تتفق معها أنقرة بشكل كلي، حيث وافقت على التعاون مع الولايات المتحدة، حليفتها في حلف شمال الأطلسي، في حربها ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وسمحت للتحالف العسكري بقيادة واشنطن باستخدام قاعدة انجرليك الجوية في الحملة ضد الجهاديين، وهددت بضرب الجيش السوري الوطني حال اعتراضه المقاتلين المعارضين الذين دربتهم تركيا وأمريكا.
 ويبدو أن أنقرة بحاجة إلى مباركة إيران لها، خاصة أنها بصدد إنشاء منطقة آمنة في شمال سوريا الحدودية معها، ومن المقرر أن تشمل تلك المنطقة إخلاءها من الأكراد، طلب الرئيس  التركي رجب طيب أردوغان الأسبوع الماضي، من نظيره الإيراني الرئيس الإيراني حسن روحاني، خلال مكالمة هاتفية، إلى "تعاون أكبر" لمكافحة التنظيمات الجهادية، وأكد على أن "ايران وتركيا وقفتا في ظروف عصيبة جداً جنباً إلى جنب، وفي الظروف العصيبة التي تمر بها المنطقة حالياً يجب أن نتعاون معاً لحل قضايا المنطقة".

رغم مزاعم الحرب على
وشهدت تركيا أعمال عنف مرتبطة خصوصاً بحزب العمال الكردستاني بعد إطلاق أنقرة في 24 يوليو "حرباً على الإرهاب"، مستهدفة في آن المتمردين الأكراد ومقاتلي تنظيم "داعش" في سوريا، غير أنها ركزت غاراتها على مواقع حزب العمال الكردستاني فيما أعلنت عن ثلاث غارات فقط على الجهاديين.
وتحدثت تقارير عن أن تركيا بحاجة ماسة إلى التعاون مع طهران خشية أن تعود إلى العزلة مجددًا بعد فشل مشروعها الإسلامي في المنطقة، ويعلم البلدان أن ما يفرقهما أكثر مما يجمعهما، وهما وإن تشاركتا في الهدف، إلا أنهما تختلفان في سياسة تطبيقه؛ فتركيا تطمح إلى تكون عاصمة “العالم السني” في مقابل إيران ترى في نفسها زعيمة "العالم الشيعي" وممثلته الوحيدة. وكلا النظرتين تخفيان مطامع كثيرة في الشرق الأوسط ورغبة قوية في منافسة مكانة المملكة العربية السعودية في المنطقة.

رغم مزاعم الحرب على
ومن بين نقاط الخلاف بين البلدين أن تركيا تسعي إلى إسقاط حكم الرئيس بشار الأسد، في حين تدعمه طهران بقوة، كما تسعى تركيا بقوة إلى منع الأكراد من إقامة دولتهم، على خلفية الانهيار الأخير في الحكومة المركزية ببغداد، وكانت مجلة "فرونت بايج" الأمريكية قالت في تقرير لها إن أردوغان و روحاني يتشاركان في رفضهما للدولة الكردية، إلا أن الأخير بلاده تدعم بقوة الأكراد، وذلك ضمن مساعي بلاده لأن يكون لها أجنحة وموالون في الكثير من المناطق.

شارك