مع حالة الفوضى غير المسبوقة التي تعيشها ليبيا، بين انقسامات السلطة وانتشار العناصر الإرهابية في أنحاء البلاد، حيث حكومة معترف بها دوليا يقودها عبد الله الثني وتقيم فى طبرق، وأخرى موازية تابعة للمؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته والمحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين ويواليها ميلشيات فجر ليبيا.. أعلن "الثني" استقالته بعد انتقادات متتالية وُجهت لحكومته

تشهد ليبيا صراعات طويلة منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي، أدت إلي حدوث مواجهات عارمة في البلاد وانتشار الجماعات المسلحة التي تمكنت من السيطرة على أجزاء كبيرة من البلاد.

هذا وقد سعت بعثة الأمم المتحدة إلي جمع أطراف النزاع على طاولة واحدة منذ يوليو من العام الماضي حتي تتجه البلاد للاستقرار مجددًا، ولكن دون نتائج إيجابية حتي الآن، حيث كانت آخرها هو توقيع بعض الأطراف بينهم الحكومة المعترف بها دوليا بقيادة الثني على مسودة الحوار بتشكيل حكومة وفاق وطني، فيما امتنعت الحكومة الموازية على التوقيع، معتبرة أن المسودة جاء فيها بنود على غير رغبتهم، ما عرقل الحوار وأدى إلي فشله مجددًا.

وتعاني حكومة طبرق المؤقتة من انتقادات كبيرة الفترة الأخيرة وصلت لخروج مظاهرات شعبية في عدد من مدن الشرق الليبي للمطالبة بإسقاطها، لعجزها عن توفير الاحتياجات الأساسية للمعيشة، فيما يرد رئيس الوزراء "الثني" بأن السبب في ذلك هو عدم تسييل ميزانية لحكومته بسبب الصراع السياسي.

في ذات السياق تقف الحكومة عاجزة أمام الهجمات التي تشنها العناصر المسلحة، وكذلك تنظيم "داعش" الإرهابي الذى سيطر على معظم المدن الحيوية في البلاد.

على غرار ذلك قال رئيس الحكومة عبد الله الثني أعلن استقالته على الهواء بعدما علم بغضب مواطنين بسبب عجز حكومته وقالوا إنها غير فعالة.

فيما قال حاتم العريبي المتحدث باسم الثني اليوم الأربعاء 12 أغسطس 2015 إن رئيس الوزراء لم يقدم استقالته.

وقال العريبي رئيس وزراء ليبيا لم يستقل رسميا وإنما قال خلال المقابلة التليفزيونية: في حال طلب الشارع ذلك سأستقيل، مضيفًا أن الاستقالة تقدم إلى مجلس النواب مكتوبة وهو يقرر يقبلها مجلس النواب أم لا.

كان الثني قال في وقت سابق لقناة ليبيا، "لماذا.. لا غضب الناس ولا يحزنون.. إذا كان خروجنا هو الحل أن إحنا نعلنها على الهوا أنا بقدم استقالتي.. أقدم استقالتي لمجلس النواب أو نعلنها على الهواء استقالتي مقدمة لمجلس النواب".

وانتقل الثني إلى مدينة طبرق منذ أن فرت حكومته من طرابلس قبل عام عندما استولت ميلشيات فجر ليبيا على طرابلس وشكلت حكومة في إطار الفوضى التي اجتاحت البلاد.

وتولى الثني منصبه في مارس 2014، وذكر في أبريل 2014 إنه سيستقيل قائلا: إن اسرته تعرضت لهجوم لكنه تراجع عن الاستقالة بعد ذلك وظل في منصبه.

وسعت حكومة الثني جاهدة لإحداث تأثير من مدينة البيضاء في حين يشتكي المواطنون من الفوضى ونقص الوقود والأدوية في المستشفيات فضلا عن تدهور الوضع الأمني.

وتخضع الوزارات والمباني الحكومية الرئيسية في طرابلس لسيطرة الحكومة المنافسة التي لم تعترف بها القوى العالمية.

وحول موقف الثني حال خروج احتجاجات ضده، قال: "لا أحد يخرج الشارع إذا كان أنا هو المعرقل للدولة فأنا سأقدم استقالتي أمام مجلس النواب".

وأضاف الثني، "الآن احنا قدمنا استقالتنا ومبروك عليهم يجيبو من يستطيعوا أن يحل لهم مشاكلهم بعصا سحرية ويوفق ليبيا ويحقق الأمن والأمان لشعبها ونتمنى الخير لبلادي ولشعبي".

وتشهد ليبيا حالة فوضى عارمة مع تصاعد القتال بين القوات المتحالفة مع الثني وجماعات إسلامية، ما أدى إلى تعطيل واردات القمح والوقود، كما تتعرض لأزمة مالية بعد فوضى أدت إلى تراجع إنتاج النفط إلى ربع ما كانت تضخه البلاد العضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" قبل الإطاحة بالقذافي.

ويقول منتقدو حكومة الثني إنها تصدر بيانات عديمة الأهمية، وقالت حكومة الثني إن مطار طرابلس الدولي سيطلق عليه اسم الملك الراحل إدريس الذي أطاح به القذافي في عام 1969، وأن المطار خارج الخدمة منذ تعرض لأضرار عندما استولى فصيل منافس على طرابلس قبل عام، ولا تسيطر حكومة الثني على المطار.

وكتبت النائبة آمال بعيو التابعة للمؤتمر الوطني الليبي المنتهية ولايته، على صفحتها على موقع فيسبوك تعليقا على نبأ الاستقالة "حكومة فاشلة" وغير منسجمة ورئيس حكومة غير قادر.

كان مجلس النواب الليبي اعتمد آلية اختيار المرشحين لرئاسة وزراء حكومة الوفاق الوطني وأحد نائبيه، والتي تم تقديمها للجنة الحوار التابعة لمجلس النواب المتواجدة بجنيف.

ولفت مقرر مجلس النواب إلى أنه من المحتمل أن يتم طرح الأسماء المرشحة للحكومة والتصويت عليها، بجلسة مجلس النواب المقبلة، وذلك بعد الاطلاع على ما يجري بجلسة الحوار بجنيف اليوم الثلاثاء، والتي ستخوضها اللجنة المكلفة من قبل مجلس النواب.