داعش تقتل 54 شيعيًّا في سوق شعبية بمدينة الصدر بسيارة مفخخة

الخميس 13/أغسطس/2015 - 05:54 م
طباعة داعش تقتل 54 شيعيًّا
 
بوحشيته المعتادة يعلن "داعش" عن تواجده وأنه ما زال قادرًا وأنيابه القذرة تنهش الأبرياء، قام بقتل نحو 54 شخصًا وجرح 100 اليوم الخميس في تفجير باستخدام شاحنة مفخخة؛ استهدف سوقًا في منطقة ذات غالبية شيعية في بغداد، وتبناه التنظيم كعادته، وهز الانفجار منطقة مدينة الصدر في شمال بغداد في الصباح الباكر.
وقال ضابط برتبة عقيد في الشرطة لوكالة الصحافة الفرنسية: إن "شاحنة مفخخة انفجرت قرابة الساعة السادسة صباح اليوم في سوق شعبية للبيع بالجملة". وكانت حصيلة سابقة أفادت عن مقتل 38 شخصًا على الأقل. وأكدت مصادر طبية في مستشفيات بغداد حصيلة التفجير الذي وقع في ساعة الذروة في السوق التي تشهد تجمع العديد من التجار.
وقام مسعفون في المكان بجمع أشلاء بشرية، بينما قام آخرون بنقل جرحى إلى سيارات الإسعاف، أو معالجة المصابين بشكل طفيف في المكان.

كما أدى التفجير إلى دمار كبير خصوصًا في الشاحنات المبردة الناقلة للخضار، وتسبب التفجير وسط السوق بتناثر البضائع. كما أمكن مشاهدة عدد من الأحصنة التي تستخدم لجر عربات الخضار، وقد قضت في التفجير أو أصيبت بجروح.
وتبنى تنظيم داعش الهجوم. وجاء في بيان تداولته حسابات مؤيدة للتنظيم على موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي، "بعملية مباركة مكن الله لجنود داعش تفجير شاحنة مفخخة مركونة وسط تجمع لعناصر من جيش الدجال والحشد الرافضي في أحد أهم معاقلهم في مدينة الصدر".
وعادة ما يعلن التنظيم في بيانات تبني التفجيرات التي تستهدف مناطق يقطنها شيعة يشير اليهم بمصطلح "الرافضة"، أنه استهدف الجيش وقوات الحشد الشعبي، المؤلف بمعظمه من فصائل شيعية تقاتل إلى جانب القوات الامنية، لاستعادة المناطق التي يسيطر عليها الجهاديون منذ هجومهم الكاسح في العراق في يونيو 2014.
وتخوض القوات العراقية بدعم من مسلحين غالبيتهم من فصائل شيعية مدعومة من إيران، وبمساندة طيران الائتلاف الدولي بقيادة واشنطن، معارك لاستعادة بعض هذه المناطق. ويأتي تفجير بغداد بعد أيام من تبني التنظيم تفجيرين انتحاريين استهدفا مساء الاثنين مناطق ذات غالبية شيعية في محافظة ديالي شمال شرق العاصمة؛ ما أدى إلى مقتل 30 شخصًا على الأقل.
وتبنى التنظيم مؤخرًا سلسلة تفجيرات في المحافظة الحدودية مع إيران، كان أشدها تفجير انتحاري في سوق منطقة خان بني سعد ذات الغالبية الشيعية في يوليو، أدى إلى مقتل 120 شخصًا على الأقل.
وكانت السلطات العراقية أعلنت في يناير "تحرير" المحافظة المختلطة مذهبيًّا من تواجد التنظيم. إلا أن الجهاديين عاودوا في الفترة الماضية اعتماد تكتيكات الهجمات المباغتة والتفجيرات.
وأدى تفجير خان بني سعد، الذي يعد من الأكثر دموية منذ الاجتياح الأمريكي للبلاد في 2003، إلى توتر بين البلدة ذات الغالبية الشيعية، والقرى ذات الغالبية السنية المحيطة بها. وكانت ديالي واحدة من أكثر محافظات العراق توترا خلال الحرب المذهبية بين 2006 و2008.
وفي ظل العلاقة الشائكة بين أبرز مكونين مذهبيين في العراق، اعتبر رئيس أركان الجيش الأمريكي الجنرال رايموند أودييرنو الأربعاء أن تحقيق المصالحة بينهما يزداد صعوبة؛ ما قد يجعل التقسيم "الحل الوحيد".
وخلال مؤتمر صحافي وداعي قبل تقاعده الجمعة، قال ردًّا على سؤال عن فرص المصالحة بين الطرفين: إن الأمر "يزداد صعوبة يومًا بعد يوم". وتوقع الضابط الذي كان قائدا للقوات الأمريكية في العراق بين العامين 2008 و2010، أن مستقبل العراق "لن يشبه ما كان عليه في السابق".


شارك