انتفاضة أهالي سرت.. هل تنجح في القضاء على "داعش" ليبيا؟

السبت 15/أغسطس/2015 - 12:36 م
طباعة انتفاضة أهالي سرت..
 
في ظل عجز الحكومة المعترف بها دوليًّا على مواجهة التنظيمات الإرهابية في ليبيا، وبالأخص تنظيم "داعش" الإرهابي، بدأت الحكومة تستنجد بأطراف خارجية للقضاء على التنظيم الإجرامي، الذي انتشر في سرت الليبية وارتكب العديد من المجازر المشينة.
انتفاضة أهالي سرت..
قالت مصادر ليبية اليوم السبت 15 أغسطس 2015: إن الحكومة المؤقتة المعترف بها دوليًّا تقدمت بطلب عاجل إلى جامعة الدول العربية لعقد جلسة طارئة على مستوى المندوبين؛ إثر الأحداث الأخيرة في سرت.
من جانبه كشف مندوب ليبيا الدائم لدى الجامعة العربية، عاشور بوراشد، تقدم بطلب عقد جلسة عاجلة إلى الجامعة العربية لمناقشة إمكانية رفع حظر السلاح عن الجيش الليبي ودعم الحكومة في معركتها ضد الإرهاب.
في ذات السياق، دعا نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية إلى اتخاذ تدابير عربية ودولية لإيقاف عمليات تنظيم "الدولة الإسلامية" في سرت.
وقال العربي في بيان له إنه بحث مع الحكومة الليبية تطور الأوضاع في مدينة سرت، وما يتعرض له الأهالي من جرائم إبادة على يد تنظيم داعش.
كانت ذكرت مواقع تابعة لتنظيم داعش، أن التنظيم أعدم 25 أسيراً من أهالي مدينة سرت أمس الجمعة 14 أغسطس 2015، أمام مسجد قرطبة، وسط المدينة، تمّ أسرهم في معركة أمس، التي وقعت في الحي الثالث بين الأهالي والتنظيم.
وتُظهر الاشتباكات في مدينة سرت- وهي مسقط رأس معمر القذافي- الفوضى التي تشهدها البلاد؛ حيث تتنافس حكومتان وجماعات معارضة سابقة وجماعات إسلامية على السيطرة على مقاليد الحكم مما يضطر العائلات للفرار بحثًا عن قدر من الأمان.
انتفاضة أهالي سرت..
وقال مصدر في الغرفة الأمنية المشتركة التابعة لرئاسة أركان المؤتمر الوطني: إن تأخر دخول قوات المؤتمر الوطني إلى المدينة، أتاح الفرصة للتنظيم لحشد قواته، وخوض معركة كبيرة، منذ ظهر أمس، انتهت باسترجاعه لكامل المواقع، التي فقدها في اليومين الماضيين، إضافة إلى اقتحامه الحي الثالث، وارتكاب مجزرة كبيرة بحق الأهالي بالحي، وأسر عدد من شبابه.
وأكد المصدر، أن تنظيم داعش يسيطر حالياً على المدينة بالكامل، ويقوم بتفتيش البيوت فيها، والقبض على أعداد كبيرة من الأهالي لتقديمهم لمحاكم التنظيم.
وكانت مصادر طبية أعلنت أن أعداد القتلى، إثر اقتحام التنظيم للحي الثالث في تزايد، وقد تجاوزت العشرين قتيلاً، إضافة إلى عشرات الجرحى.
وتشهد مدينة سرت، منذ الأربعاء الماضي اشتباكات بين سكان المدينة، وتنظيم داعش، بعد أن أقدم عناصر من الأخير على قتل إمام جامع قرطبة، خالد بن رجب.
ودخلت مدينة سرت ميدانيًّا في معارك طاحنة في الأيام الماضية، وتحدثت تقارير إعلامية عن سقوط أكثر من 100 قتيل، وحرق مستشفى بداخله جرحى على يد "داعش".
انتفاضة أهالي سرت..
وفي بنغازي شرق البلاد، قتل 42 شخصًا على الأقل، وأصيب العشرات في اشتباكات بين مسلحين من "تنظيم الدولة" والجيش الليبي.
وذكرت مصادر محلية من المدينة اليوم، أنه تم العثور على 16 جثة مصلوبة ومفصولة الرأس، قرب إحدى المدارس بطريق مراح في ضاحية سرت الشرقية، فيما أوضحت أنه لم يتم التعرف حتى الآن على هوية الجثث.
وفيما أوضح وزير الخارجية الليبي محمد الدايري أنه تباحث عبر الهاتف مع نبيل العربي الأوضاع المتصاعدة في سرت وما يحدث من جرائم إبادة، وانتهاكات على يد "داعش"؛ ما أدى إلى سقوط عشرات الضحايا وتهجير قسري للمدنيين.
وتباينت ردود الأفعال من قبل السلطات الليبية في أنحاء البلاد، حول جرائم داعش ضد المدنيين في سرت، فبينما أبدت وزارة الخارجية في حكومة الثني، استياءها من تقاعس المجتمع الدولي حول تمدد الإرهاب في ليبيا؛ توعدت السلطات الموازية في طرابلس الموالية من ميليشيات فجر ليبيا، بأنها ستنفذ عملية عسكرية لتطهير سرت من داعش .
فيما يبدو أن قوات المؤتمر الوطني، تبدو أكثر حماسة للتدخل العسكري في سرت، وأعلنت رسمياً انطلاق حملة عسكرية لتحرير المدينة من قبضة داعش، وباشرت القوات الجوية بضربات ضد مواقع التنظيم خلال اليومين الماضيين، في انتظار تحرك القوات البرية من مصراتة نحو سرت.
وتوجهت الحكومة الليبية، عبر إبراهيم الدباشي سفيرها الدائم لدى الأمم المتحدة، بخطاب استنكار ومطالبة برفع الحظر على التسليح الخاص بقوات الجيش، واصفة موقف المجتمع الدولي بـ السلبي.
ونوه الدباشي، في بيان موجه لمجلس الأمن، إلى أنه بناءً على تعليمات من حكومتي، أريد أن ألفت انتباه مجلس الأمن إلى الوضع الأمني والإنساني الخطير في مدينة سرت، بسبب الجرائم غير المسبوقة التي يرتكبها تنظيم داعش الإرهابي ضد سكانها؛ حيث ارتكبت مذبحة الأربعاء الماضي، راح ضحيتها حتى الآن أكثر من ثلاثين قتيلاً وعدداً كبيراً من الجرحى، بهدف قمع انتفاضة سكان سرت ضد الاغتيالات المتكررة وانتهاكات حقوق الإنسان التي يرتكبها تنظيم "داعش" المتشدد.
وأفادت مصادر أمنية بأن مسلحين من "داعش" هاجموا موقع للجيش بالقرب من الميناء التجاري في المدينة، وتصدت قوات الجيش للهجوم وقتلت العشرات من مسلحي التنظيم.
وأوضحت المصادر أن مسلحي داعش قتلوا العشرات من قبيلة الفرجان، إحدى أكبر القبائل الليبية، والمناهضة للتنظيم المتطرف.
وأضافت أن سكان المنطقة السكنية الثالثة في المدينة الواقعة بين بنغازي وطرابلس، عثروا على 12 قتيلًا مقطوعي الرءوس.
انتفاضة أهالي سرت..
على غرار ذلك تم الاتفاق بين شيوخ وأعيان بعض مدن غرب ليبيا، على تشكيل قوة مشتركة من طرابلس والزنتان ومصراتة وورشفانة ومناطق جبل نفوسة، تكون مهمتها التوجه خلال ساعات إلى مدينة سرت لقتال تنظيم داعش.
وقررت القوة المشتركة ترك ونبذ الخلافات بينها، وتلبية نداء قبائل مدينة سرت التي ناشدت القبائل والمدن الليبية، مساعدتها في حربها التي أطلقتها ضد عناصر تنظيم داعش.
وتدخل ليبيا في وضع أسوء على مدار المرحلة الماضية، عقب انتفاضة أهالي "سرت"، ضد عناصر تنظيم داعش، وتضاربت الأنباء حول من الذي يسيطر على المدينة، وهل تمكن عناصر داعش من اقتحامه؟ وكيف سيواصل السكان انتفاضتهم ضد "داعش"؟
انتفاضة أهالي سرت..

شارك