الإفراج عن "أبو العلا ماضي".. تساؤلات وشكوك
الأحد 16/أغسطس/2015 - 08:59 م
طباعة

جاء قرار الإفراج عن المهندس أبو العلا ماضي، رئيس حزب الوسط 10 اغسطس 2015، مثيرًا للعديد من التساؤلات حول أسباب هذا القرار وتوقيته.

فبعد عامين قضاهما خلف أسوار السجون، تم إخلاء سبيل أبو العلا ماضي الذي يعد واحد من الحلفاء الاساسيين لجماعة الاخوان الارهابية، وصاحب الادوار المثيرة للريبة، في فترة ولاية المعزول مرسي لفتح باب التساؤلات حول ملابسات اخلاء سبيله، وهل هو مقدمة للتهدئة وفتح باب الحوار مع الاخوان، او لتعزيز شق الصف بين الجماعة وحلفائها، او جاء اخلاء سبيله بعد تفاهمات، بين ماضي والاجهزة الامنية، على خلفية ما يردده بعض النشطاء الاسلاميين من وجود علاقات قديمة بين ماضي وبعض الاجهزة الأمنية.
وقد قدم البعض تصورًا عن إخلاء سبيل أبو العلا ماضي بأن هناك ضغوطًا أوروبية وراء الإفراج عن أبو العلا ماضي، ليس هذا فقط بل إن هناك وعودًا أوروبية لجماعة الإخوان المسلمين لإجراء مصالحة سياسية شاملة في مصر وعودتهم للحياة السياسية بعد افتتاح قناة السويس، خاصة بعد زيارة جون كيري، وزير الخارجية الأمريكي، إلى مصر وأن الحكومة المصرية سهلت خروج القيادي الإخواني الدكتور حلمي الجزار، والدكتور علي بطيخ، إلى تركيا للتواصل مع الإخوان في الخارج وتوصيل وجهة نظر النظام، وإن خروج الجزار من مصر دفع النظام للإفراج عن ماضي لقيادة الحوار في الداخل في ظل زيادة الضغوط علي الإخوان في الداخل. وأكد محللون تابعون لجماعة الإخوان، أن النظام يحرص دائمًا على إبقاء رمز سياسي من جماعة الإخوان المسلمين خارج السجن، خاصة بعد خروج القيادي الإخواني حلمي الجزار من مصر وسفره إلى تركيا.
ودلل المراقبون، على تحليلاتهم، بالإفراج عن الدكتور "حلمي الجزار" القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، عقب إفلات "الدكتور عمرو دراج"، وزير التعاون الدولي السابق بحكومة المعزول مرسي والقيادي بحزب الحرية والعدالة، ونجاحه في الخروج من مصر، بعد حملات التضييق الأمني الواسعة التي طالت قيادات جماعة الإخوان.
وبحسب النشطاء والمراقبين، فإن الإفراج عن أبو العلا ماضي يأتي في هذا السياق للإبقاء على رمز سياسي في خارج السجن، خاصة أن أبو العلا ماضي يعد من الشخصيات المقبولة لدى أطراف عدة من كلا التيارين سواءً المعارض أو الداعم للنظام.

وفي المقابل، نفى محللون سياسيون آخرون، أن يكون الإفراج عن أبو العلا ماضي، له علاقة بالمصالحة مع الإخوان، مؤكدين أن النظام لا يريد المصالحة في الوقت الحالي، وأضاف الخبراء، أن النظام يسعى لإشغال الرأي العام بقضية الإفراج عن ماضي وأسبابها، خاصة بعد موت عصام دربالة، رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية في السجن، بحسب بيان الجماعة الإسلامية.
وفي هذا الإطار، حذر ممدوح إسماعيل، البرلماني السابق، من إمكانية كون الإفراج عن المهندس أبو العلا ماضي، رئيس حزب الوسط، بمنزلة تغطية من السلطة على وفاة الدكتور عصام دربالة.
وقال إسماعيل -في تدوينة: "إخلاء سبيل المهندس أبو العلا ماضي.. الحمد لله.. ولكن إنه أسلوب التغطية المخابراتي بعد قتل عصام دربالة، رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية، والسلاموني ومرجان ومحمد مهدي"، بحسب رأيه.

من جهة أخرى، قال المهندس عمرو فاروق، الأمين العام لحزب الوسط، إن الإفراج عن ماضي ليس سياسيًا، وإنما هو إفراج قانوني، مضيفًا -في تصريحات صحفية- أن فكرة الحوار السياسي سيعاد طرحها الفترة المقبلة بعد عقد اجتماع مع ماضي وعودته لرئاسة الحزب.
ونفى فاروق أن يكون الإفراج بناءً على تفاوض مع الدولة، مؤكدًا أن إخلاء السبيل جاء بعد إتمامه الحد الأقصى لمدة الحبس الاحتياطي حسب القانون 143 إجراءات جنايات، وهي سنتان، وأكد أن قرار المحكمة جاء بعد قبول الاستئناف المقدم من دفاع "أبو العلا ماضي"، وإخلاء سبيله بضمان محل إقامته.
وعن إمكانية لعب حزب الوسط دور الوساطة السياسية، قال فاروق: "إننا ندعو كل الأطراف من الإخوان والدولة للجلوس والحوار بشأن المستقبل لإنهاء حالة الصراع والانقسام السياسي الموجودة في البلد حاليًا لأنها الأمل في إقامة دولة عادلة"، مضيفًا أن الفترة المقبلة قد تشهد تغيرات كبيرة.
ووصف نجل أبو العلا ماضي، مرافعة الدكتور محمد سليم العوا، بأنها السبب وراء قبول المحكمة الاستئناف وإخلاء سبيل والده.

اما القيادي الإخوانى المنشق والباحث في شئون الجماعات الإسلامية سامح عيد، قال إن هناك أحاديث كثيرة عن خروج أبو العلا ماضي، رئيس حزب الوسط وسعد الكتاتني في فترات سابقة، مضيفا أن خروج ماضي قد يكون له جزء إيجابيي على الإخوان وقيادات حزب الوسط استغلاله خاصة أنه وجه تفاوضي ولديه علاقات جيدة".
ويضيف "عيد" أن هناك تراجعا إخوانيا عن موقفهم خلال الفترات السابقة بعد زيارة "كيرى"، لافتا إلى أن هناك أحاديث عديدة حول أهمية التفاوض والحوار وقد يكون خروج "ماضى" سببا في دفع هذه المشاورات والحوار بوساطة حزب الوسط باعتباره أول من خرج من تحالف الإخوان وقدم بادرة طيبة تجاه الدولة ورفض العنف.
القيادي الإخوانى المنشق، قال أن هناك إمكانية حقيقة لفتح حوار مع الجماعة خاصة بعد محاولات الإخوان بقيادة يوسف ندا وراشد الغنوشي دفع السعودية نحو المصالحة أو تعديل أوضاع الجماعة في مصر ولن تكون مصالحة بالمعنى المعروف لكن ستكون بفتح الباب ولو قليلا أمام الحوار ووقف التضييق على الجماعة.

ومع كامل الاحترام لكل التحليلات التي تقول بان هناك فرصة للمصالحة بين النظام والجماعة الارهابية، بينما على ارض الواقع تظل هذه المصالحة بعيدة المنال خاصة مع استمرار الجماعة في انتهاج العنف سبيلا لتحقيق اهدافها، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى تلك الشروط التي وضعتها الجماعة والغير قابلة للنفاذ وعلى رأسها عودة المعزول مرسي للحكم. وغير ذلك ممارسات الجماعة في استعداء الخارج "بعض الدول الاوروبية وامريكا" والتحالف مع تنظيمات ارهابية في الداخل "تنظيم ولاية سيناء" وكذلك تكوين تحالف قطري تركي لضرب الاقتصاد المصري من ناحية ومن ناحية أخرى تشويه سمعة مصر. واخرها استعداد قيادات في جماعة الإخوان خلال الايام القليلة القادمة بالقيام بجولة تشمل الولايات المتحدة وبريطانيا وعدداً من الدول الأوروبية، ما وصفته مصادر بالجماعة بـ«جمع توقيعات» في إطار ما يطلق عليه «الحملة الدولية»؛ لوقف إعدام الرئيس الأسبق محمد مرسي وعدد من قيادات الجماعة.
واستبقت الجماعة جولتها الأوروبية بطلبات للقاء عدد من المسئولين الأمريكيين، إلى جانب تقديم خطاب احتجاجي لوزارة الخارجية الأمريكية، اعتراضاً على زيارة الوزير جون كيري الأخيرة لمصر، وقالت المصادر: إن الجماعة تقدمت باحتجاج على دعم الولايات المتحدة للقاهرة بطائرات إف 16 الحديثة.
وكشفت قيادات بحزب «الوسط» عن مبادرة جديدة يطرحها رئيس الحزب المفرج عنه مؤخراً أبو العلا ماضي، تستهدف ما وصفته تلك القيادات بالخروج من «الأزمة السياسية» بين النظام وجماعة الإخوان وحلفائها.
للمزيد عن أبو العلا ماضي۔۔۔۔۔۔۔۔ اضغط هنا