أبو العلا ماضي وتوقعات الوساطة بين أجهزة الأمن والجماعة الإسلامية
الإثنين 17/أغسطس/2015 - 08:44 م
طباعة

استأنف المهندس أبو العلا ماضي، رئيس حزب الوسط، نشاطه السياسي، بعد 72 ساعة من خروجه من السجن، مساء الأربعاء الماضي، إذ استقبل، مساء السبت، وفداً من الجماعة الإسلامية، برئاسة المهندس أسامة حافظ، أمير الجماعة الإسلامية، وعددًا من قياداتها.
وقالت مصادر بالجماعة إن اللقاء ناقش فكرة انسحاب الجماعة والحزب من جميع الكيانات التي أسستها جماعة الإخوان بعد عزل محمد مرسى، وتشكيل كيان جديد لتوحيد التيار الإسلامي، يواصل معارضة النظام الحالي. وأضافت أن «حافظ» شرح لـ«ماضى» ما سماه المأزق الذى يواجه الجماعة بسبب التحالف مع الإخوان والتورط في التحريض على العنف والابتعاد عن السلمية، وصعوبة الإعلان عن الانفصال في ظل رعاية التنظيم الدولي لقيادات الجماعة الإسلامية الهاربة، ودعمها بالخارج.
وتابعت المصادر أن «ماضي» عرض ملفاً وضعته الهيئة العليا للحزب يشمل رؤية جديدة للصراع السياسي في مصر، وجمع المعارضين في كيان مدنى يضم الاشتراكيين الثوريين و6 إبريل، والأحزاب المنسحبة مؤخراً من تحالف دعم الشرعية، ومنها الوطن والعمل، لافتة إلى أن «حافظ» وعد بدراسة الأمر في مجلس شورى الجماعة، وعرض المبادرة على الدكتور عماد عبدالغفور، رئيس حزب الوطن السلفي، الذى أعلن انسحابه من تحالف دعم الشرعية.
وقد شهد اللقاء نقاشاً حول الوضع الراهن والأزمة التي تعيشها حركات وأحزاب الإسلام السياسي وأن اللقاء الذى تم في مقر حزب الوسط بالمقطم، طالب فيه قيادات الجماعة الإسلامية، رئيس الوسط، بضرورة طرح «مبادرة» لخلخلة الوضع الحالي وإعادة حركات الإسلام السياسي للمشهد مرة أخرى، وأكدت المصادر أن «أبو العلا» طالب في المقابل بمنحه مُهلة كي يقدم أطروحاته للمشهد الحالي، على حد قوله، وذلك بعد وضوح الرؤية.
وأوضحت المصادر أن «أبو العلا» التقى بكل وفد على حدة، واستمر كل لقاء لما يقرب من الساعة، لافتة إلى أن ماضي تحدث مع القيادات عن لقاءاته مع قيادات الإخوان والجماعة الإسلامية بالسجون، وأن بعضهم يبدى تفهماً لفكرة التحاور مع النظام الحالي، للعودة للمشهد مرة أخرى، إلا أن البعض الآخر رفض الفكرة، خصوصاً مع تزايد وتيرة العنف في الشارع، ومزايدات بعض القيادات، الذين يتهمون من يريد التفاوض أو التحاور، على حد قول المصادر، بأنهم خونة.
وأكدت المصادر أن رئيس «الوسط» لديه تصور مبدئي عن كيفية حل الأزمة يتضمن بدء حوار جاد مع النظام بشكل مبدئي، وعلى أساس هذا الحوار يتم وضع بنود وأطر للتصالح، وذلك على حد قول المصادر، وأن الجماعة الإسلامية كانت تبحث عن سبيل للتواصل مع الدولة وأنها وجدت ضالتها في أبو العلا ماضي، الذى طرحت عليه الجماعة إتمام عملية التصالح.
وكانت قد تداولت أنباء أن «ماضي» قد طرح، خلال فترة حبسه، عدة مبادرات للتصالح مع الدولة، وقال مصدر مقرب منه إنه خلال زيارته في السجن أكد ضرورة التحاور مع النظام، ومن ثم تحديد ما يجب فعله خلال المرحلة المقبلة.
وكان حزب البناء والتنمية قد أصدر بياناً في الذكرى الثانية لفض اعتصام رابعة، دعا فيه إلى ضرورة إيجاد حل سياسي لإنهاء الأزمة بين الإخوان والنظام، مشدداً على ضرورة أن تكون هناك رؤية من قبَل النخب السياسية ووسائل الإعلام، وأكد ضرورة التوصل لحل سياسي عادل بعيداً عن الأطروحات «الصفرية» التي لن تزيد الوطن إلا رهقاً ولن نجنى منها سوى مزيد من إزهاق الأنفس وإتلاف الأموال.

وقال عادل معوض، محامى الجماعة الإسلامية، إن رؤية الحزب منذ بداية الأزمة تركزت على ضرورة إيجاد حل سياسي من خلال تصويب لما حدث بعد 30 يونيو، ليتماشى مع احترام الإرادة الشعبية، ووأد الانقسام وإنهاء الخلاف المجتمعي لحماية الأجيال المقبلة من مغبة الصرعات السلطوية وحفاظاً على الاستقرار والرقى والتنمية الشاملة. وحول المصالحة التي يقودها «ماضي» قال معوض: أرى أننا في حاجة لحوار غير مشروط مع الدولة تحركه الروح الوطنية فقط، مع إيجاد لغة بنّاءة للحوار البنّاء، الذى سيؤدى لإنهاء الأزمة.
وقال محمد عبد الموجود، مسئول الاتصال بحزب الوطن، إن الحزب يبحث إيجاد حل سياسي يرضى الجميع، مضيفاً: رؤيتنا لإنهاء الأزمة تتمثل في الاحتكام للدستور والقانون، أما عودة الرئيس المعزول فلا تشغلنا حالياً، ولن نتحدث فيها، فهي متروكة لـ«مرسى» شخصياً، لكن الأهم الآن ضرورة الجلوس للحوار. وتابع أن أبو العلا ماضي مهموم بمشاكل الوطن ولا يخشى في الحق لومة لائم. من جانبه قال أحمد عبد العاطي، كادر شاب في تنظيم الإخوان، إن أي فكرة للمصالحة ستحدث إن عاجلاً أو آجلاً، موضحاً أن قضية التصالح متعلقة بشروط التفاوض، ومكاسب كل طرف من عملية التصالح، موضحاً أن عدداً كبيراً من شباب الإخوان غير مهيأ في الوقت الحالي لأى تصالح.

وقال الدكتور عمار على حسن، الخبير في شئون الحركات الإسلامية، إن هناك عدة أسئلة تحتاج لإجابات عاجلة، من بينها: هل أطلقت الأجهزة الأمنية سراح أبو العلا ماضي لأنه قضى فترة الحبس الاحتياطي ولا علاقة لخروجه بصفقة ما؟ أم أن هذا الخروج، ومن قبله خروج الدكتور حلمي الجزار القيادي الإخواني والسماح له بالسفر للخارج بعلم الدولة، يؤشر إلى أن الرجلين سيجريان في المستقبل اتصالات لتقريب وجهات النظر بين تنظيم الإخوان والدولة؟ وأضاف: وهل أبو العلا راجع نفسه ويريد أن يكون الوسيط بين الجماعة وأجهزة الأمن، أم أنه تخلى عن كل ذلك ويريد أن يبتعد عن الإخوان والدولة ويبنى على ما تبقى من حزب الوسط للمشاركة في المعارضة؟ وهل هناك ضغوط سعودية في اتجاه حدوث تلك المصالحة؟ ذلك لأن السعودية في حاجة لإخوان اليمن لمواجهة الحوثيين، وهل هناك ضغوط أمريكية على السلطة لاستيعاب الإخوان؟ وهل الأوضاع المتفجرة في تركيا وبروز معارضة ضد رجب طيب أردوغان لمساندته للإخوان دون مقابل على حساب الدولة التركية تضغط على إخوان الخارج ليكونوا أكثر جاهزية وقبولاً للتصالح؟ وهل السلطة في مصر مستعدة للتصالح رغم أنه سيفقدها بعض مناصريها وجزء من شعبيتها؟ وعلى أي شروط ستتم؟ وعلى أي أساس وما النتائج المترتبة؟
قواعد الإخوان لا ترغب في التصالح مع السيسي شخصياً، والجماعة اختلفت مع الدولة، وعادوا مرات إليها، وأهداف الإخوان لن تتحقق إلا من خلال الدولة، لكن العقبة أمامهم هي عبدالفتاح السيسي، خاصة بعد أن نعتوه بالقاتل والمخادع والكافر، ونرى أن حديث حمزة زوبع الأخير هو تمهيد من الإخوان لقواعدهم لقبول مثل تلك المصالحة، فما نستطيع قوله أن كل شيء في السياسة وارد، فمن استعاد الإخوان ووظفهم في خدمة الدولة كان الرئيس الأسبق محمد أنور السادات، والسيسي أقرب للسادات منه لجمال عبدالناصر، فليس هناك ما يمنع من إقدامه على تلك الخطوة، لكن لا بد أن نسمع صوت الطرف الآخر، فالإخوان يحتاجون للتمهيد لقواعدهم، كذلك السيسي سيحتاج للتمهيد لشعبه.

وقال الدكتور كمال الهلباوى، القيادي الإخوانى المنشق،: «جميل أن يخرج أبو العلا ماضي بمبادرة لحل الأزمة، لكن الأهم من ذلك هو موقف من ارتكب أعمال عنف ضد الشعب المصري والدولة والجيش والشرطة، وما هو مصير هؤلاء بعد المصالحة، وأضاف أن الإخوان عليهم أولاً الاعتراف بالخطأ وبخارطة الطريق والدستور وبالرئيس السيسي، والاعتذار للشعب المصري، أما الاعتقاد بأن العنف طريق فهذا لا يستوجب مصلحة بل عقاباً.

وقال فؤاد الدواليبى، منسق جبهة إصلاح الجماعة الإسلامية، إن هناك عدداً من قيادات الجماعة، على رأسهم عبود الزمر، يبحثون الآن الخروج الآمن للجماعة، خاصة بعد وفاة المهندس عصام دربالة، رئيس الجماعة السابق، وهى الوفاة التي اعتبرت قواعد الجماعة أنها بسبب التحالف مع الإخوان، وجددت القواعد مطالبتها بالانسحاب مما يسمى تحالف دعم الشرعية.
انسحاب الجماعة الإسلامية من تحالفات الإخوان

وعلى صعيد آخر كشف مصدر من داخل الجماعة الإسلامية، عن وجود حالة من الغضب لدى قواعد الجماعة، بعد وفاة رئيسها السابق، عصام دربالة، ومن قبله وفاة القيادي البارز بها، عزت السلاموني، مطالبين بالانسحاب من تحالف الإخوان.
وأضاف المصدر، أنه بعد تولي أسامة حافظ، رئاسة الجماعة حاليا، فإن هناك اتجاها داخل صفوفها بإعلان الانسحاب النهائي من تحالف الإخوان.
وأشار إلى أن قواعد الجماعة الإسلامية ترى أن استمرار الجماعة في تحالف الإخوان أضر بوضعها الحالي، وأدى إلى انهيارها، لافتا إلى أن هناك تحركا من قواعدها لرفض ما تقوم به قيادات الجماعة الهاربة في الخارج.

ومن جهته، أكد منسق جبهة إصلاح الجماعة الإسلامية، الشيخ فؤاد الدواليبي، أن هناك حالة من الانقسام بين صفوف الجماعة، بسبب الاستمرار في تحالف الإخوان، وبقاء قيادات في السجون، وأشار الدواليبي، إلى أن من يطالب بالتصعيد هي القيادات الهاربة خارج مصر، منوها بأن هناك حالة من التمرد في محافظات القناة وأسيوط وسوهاج والأقصر وبني سويف، حول بقاء القيادة الحالية داخل تحالف الإخوان، الأمر الذي تسبب في إلقاء القبض على قيادات الجماعة.
وأكد أن هذا الضغط سيكون بمثابة إعادة الروح للجماعة الإسلامية مرة أخرى، وأنهم سيبحثون الانسحاب بالفعل من تحالف الإخوان خلال أيام.
وعلى صعيد اخر فقد اشتعلت الحرب بين الجماعة الإسلامية ومنشقيها مرة أخرى، وذلك بعد قيام اللجان الإلكترونية للجماعة على صفحاتها بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" بنشر صور عدد من المنشقين ومكتوب عليه "قاتل" في إشارة منهم لتسبب هؤلاء في وفاة الشيخ عصام دربالة رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية في سجنه.
ومن ضمن هؤلاء الذين هاجمتهم لجان الجماعة الإسلامية الدكتور خيري عطية القيادي بالجماعة الإسلامية بأسيوط، والشيخ فؤاد الدواليبي عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية السابق، لتعلن بذلك بدء حرب جديدة بين قيادات وأبناء الجماعة الإسلامية والمنشقين عنها الذين رفضوا هذه الحملات المسيئة لهم واعتبروها تحريضا عليهم وخطر على حيواتهم، مؤكدين استمرارهم في فضح الجماعة الإسلامية، وكان على رأس هؤلاء المنشقين الشيخ عوض الحطاب أمير الجماعة الإسلامية السابق في دمياط.
للمزيد عن أبو العلا ماضي ومواقفه۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔ اضغط هنا
الإفراج عن "أبو العلا ماضي"۔۔۔۔۔ تساؤلات وشكوك۔۔۔۔۔۔۔۔ اضغط هنا