هل توافق روسيا على مطلب ليبيا بدعمها في الحرب على الإرهاب؟

الإثنين 17/أغسطس/2015 - 11:26 م
طباعة هل توافق روسيا على
 
تصاعدت أجواء القلق لعدى العديد من الدول الأوربية خاصة المُطلة على البحر المتوسط، بسبب التدهور الأوضاع الأمنية في ليبيا على خلفية سيطرت تنظيم "داعش" على مدينة سرت، وارتكابه جرائم وصفت أنها ضد الإنسانية، بينها تنفيذه عملية تصفية جسدية لـ22 جريحا في الحي (رقم 3) في مدينة سرت، وسط ليبيا، فضلاً عن التمثيل بجثثهم قبل حرقه للمستشفى، رغم وجود الجرحى فيه.
فيما تحدثت تقارير إعلامية عن سقوط أكثر من 100 قتيل في 3 أيام من المعارك الطاحنة في سرت، دفعت أهالي المدينة للنزوح، وهو ما عبر عنه رئيس الحكومة الليبية عبد الله الثني، إن مدينة سرت تتعرض لأبشع جرائم الإبادة على أيدي تنظيم "داعش" الإرهابي، وقد راح ضحية جرائمه العشرات، ولا يزال العدد مرجحًا للزيادة في ظل صمت مجلس الأمن الدولي.
هل توافق روسيا على
ويبدو أن الحكومة الليبية يئست من المجتمع الدولي، الذي لطالما ناشدته برفع الحظر على تسليح الجيش الوطني الليبي لتعزيز قدرته القتالية على مواجهة الجماعات الإرهابية، ناشد مسئولون في الجيش دولة روسيا مساعدة ليبي في حربها ضد لإرهاب، وهو ما يؤكد أن روسيا ستكون لاعباً أساسياً في حل العديد من ملفات الشرق الأوسط.
من جانبه، طالب الثني المجتمع الدولي إلغاء حظر السلاح عن الجيش الليبي، وتوجيه ضربات محددة الأهداف لتمركزات الخلايا الإرهابية  التي تقوض أمن واستقرار المنطقة برمتها، ولفت إلى أن حكومته على اتصال مستمر بعدد من الدول الصديقة والحليفة لاتخاذ موقف دولي عاجل لإيقاف "المجازر الوحشية" ضد المدنيين في مدينة سرت، إلا أنه لم يسمِ أحد من تلك الدول الصديقة أو الحليفة.
هل توافق روسيا على
اللافت أن (الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وبريطانيا) أصدرت بياناً مشتركا أمس الأول (الأحد) نددوا فيه بالأعمال "الهمجية" التي ارتكبها تنظيم "داعش ليبيا"، إلا أنها رفضت التدخل العسكري لحل النزاع هناك، وهو ما يزيد من الشكوك حول ما يريده الغرب من ليبيا خلال الفترة المقبلة.
وطالبت الحكومة الليبية المعترف بها دوليا تطلب الدول العربية توجيه ضربات جوية ضد تنظيم داعش في مدينة سرت الساحلية، واتهمت المجتمع الدولي بالتخاذل والصمت المثير للشكوك إزاء ما وصفته بـ "جرائم داعش" في ليبيا، مجددة مطالبتها للدول الصديقة والحليفة بممارسة مزيد من الضغوط على مجلس الأمن الدولي لرفع الحظر عن توريد السلاح للجيش الليبي.
هل توافق روسيا على
وفي حين، قصفت القوات الجوية الليبية التابعة للحكومة الليبية مواقع لمسلحي تنظيم "داعش" في مدينة سرت، قالت وكالة "سبوتنيك" الروسية إن مقاتلة ليبية أقلعت من مدينة مصراتة وأصابت أهدافها بدقة في سرت، كما أفادت مصادر أن طيرانا حربيا مجهول الهوية شن غارات سابقة خلال الساعات الأولى من صباح السبت الماضي، على أهداف عسكرية تابعة لـ''داعش'' في مدينة سرت، وأكدت المصادر أن طائرتين استهدفتا مقرات للتنظيم في المجمع الإداري ومقر الأمن الداخلي ومقر الجامعة إضافة لفندق على البحر يتخذه ''داعش'' مكانا لتخزين الذخيرة، وأوضحت المصادر أن أصوات الانفجارات توالت لعدة ساعات، بينما هرعت سيارات الإسعاف إثر توقف القصف لنقل عشرات الجرحى والقتلى.
من جانبه، ناشد المستشار السياسي لرئيس مجلس النواب الليبي أحمد العبود، لـ"سبوتنيك"، الحكومة الروسية بأن تتعاون مع ليبيا في حربها ضد الإرهاب، معرباً عن تمنيه أن تلاقي طلباتهم، التي تتمثل بتوفير الطلبات الليبية من التسليح وتوفير قطع الغيار، موافقة من الكرملين، وأكد أن هذا التنظيم الإرهابي، الذي تحالف مع ميليشيات "فجر ليبيا" الذراع المسلح لـ"الإخوان" في ليبيا، استطاع استغلال حالة الفراغ في مدينة سرت، وتمكن من السيطرة على منطقة استراتيجية وهامة من مناطق انتاج النفط والموانئ النفطية.
هل توافق روسيا على
وتوقع مراقبون استجابة موسكو لطلب الليبيين، خاصة أنها تسعى لإيجاد منفذ لها وأوراق ضغط في ملفات الشرق الأوسط، كما أن تحسن العلاقات بين (روسيا ومصر) سيساهم في حسم العديد من الملفات وحلها، كما أن تقارير أشارت إلى تنسيق مصري مع روسيا في حل الأزمة الليبية، وهو ما ظهر في سرعة استجابة موسكو للطلب المصري في أعقاب الضربات التي وجهها سلاج الجو المصري لمعاقل تنظيم "داعش" في درنة، حيث طلبت مصر من مجلس الأمن الدولي، فرض حصار بحري على السواحل الليبية لمنع إمداد العناصر الإرهابية بالسلاح، وهو ما وافقت عليه موسكو إلا أن مساعي مصر فشلت بسبب الإصرار الأوربي على بقاء الأوضاع في ليبيا على ما هي عليه.
هل توافق روسيا على
فيما حذر وزير الخارجية الإيطالي باولو جنتيلوني أمس، من تحول ليبيا إلى صومال ثانية ما لم يتم التوصل خلال أسابيع إلى اتفاق بين الليبيين عبر محادثات السلام الجارية تحت إشراف الأمم المتحدة، وقال الوزير الإيطالي: "إن الوقت ضيق، خصوصًا عندما يصبح وجود تنظيم داعش بهذه الخطورة،  في إشارة إلى المعارك العنيفة في مدينة سرت بين سكانها ومسلحين من التنظيم المتطرف".

شارك