تشكيل قوة عربية مشتركة.. هل تنجح في القضاء على "داعش ليبيا"؟

الثلاثاء 18/أغسطس/2015 - 03:28 م
طباعة تشكيل قوة عربية مشتركة..
 
عقب الاجتماع الذي انعقد بمقر جامعة الدول العربية صباح اليوم الثلاثاء 18 أغسطس 2015، لبحث الأزمة الليبية- طالب وزير الخارجية الليبي محمد الدايري، بتدخل الدول العربية عسكريا لمساعدة ليبيا في حربها ضد تنظيم داعش المتطرف وفقا لمعاهدة الدفاع العربي المشترك المبرمة سنة 1950.
تشكيل قوة عربية مشتركة..
ووصل إلى القاهرة، أمس الاثنين، وزير الخارجية والتعاون الدولي في الحكومة الليبية، على رأس وفد رفيع للمشاركة في الاجتماع، الذي تعول عليه ليبيا لمواجهة التنظيم المتطرف.
من جهته أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي على ضرورة توفير الدعم السياسي والعسكري لليبيا من أجل القضاء على تمدد تنظيم داعش.
وقال: نؤكد اتخاذ كافة التدابير اللازمة لإعادة الأمن والسلام في ليبيا، وتوفير الدعم السياسي والعسكري لصون وحماية سيادة ليبيا ودعم الجيش الوطني والقضاء على الإرهاب وهذا ما قرره القادة العرب.
وبحثت جامعة الدول العربية، اليوم الثلاثاء، في القاهرة، على مستوى المندوبين، طلباً ليبياً بالتدخل ومساعدة الحكومة لاحتواء تمدد داعش ووقف المجازر التي يرتكبها في مدينة سرت.
وكانت الحكومة الليبية المؤقتة، أعلنت عن عجزها في مواجهة التنظيم الإرهابي "داعش" في محاولة للاستنجاد بالدول العربية ودعمها عسكريًا.
يذكر أن رئيس الحكومة المعترف بها دوليًا، عبد الله الثني، أعرب عن غضبه من تجاهل بعض الدول للقضية الليبية، داعيًا إلى محاولة ايجاد حلول للقضاء على داعش.
وعرض مشروع بيان خلال اجتماع مجلس جامعة الدول العربية، على مستوى المندوبين الدائمين، في القاهرة اليوم لبحث تطورات الوضع في ليبيا والذي يطالب الحكومات العربية بدعم الحكومة الشرعية سياسيا وعسكريا بصورة عاجلة لمواجهة خطر تمدد تنظيم داعش ووقف جرائمه، خاصة بعد التطورات الخطيرة والمواجهات المسلحة التي تشهدها مدينة سرت بين تنظيم داعش وسكان محليين.
تشكيل قوة عربية مشتركة..
ويطالب مشروع البيان الدول العربية بسرعة تأسيس القوة العربية المشتركة لمساعدة ليبيا منهجيا واستراتيجيا لتمنع انهيار الأوضاع فيها، مطالباً مجلس الأمن الدولي برفع حظر السلاح المفروض على الجيش الليبي وسط توقعات بتفعيل القوة العربية المشتركة لمكافحة الإرهاب في ليبيا.
وأكدت مصادر بأنه يجري الآن تشكيل قوات عربية مشتركة للتدخل عسكريا في ليبيا ضد التنظيمات الإرهابية، وأن تلك القوات قد تكون بمشاركة خمس دول عربية.
من جانبها حذرت إيطاليا بدورها صوملة ليبيا، مشيرة إلى أن فشل القوى السياسية في تشكيل حكومة وفاق ربما يدفع المجتمع الدولي لتبني خطة لمهاجمة داعش جوا لاحتواء تداعيات تمدده.
وكان تنظيم داعش اقتحم مقار قضائية في مدينة سرت، وأعلن استبدالها بمحاكم تابعة له عقب مواجهات عنيفة مع قبائل المدينة، ولم يبق إلا محاكم ونيابات مناطق بن جواد وأبونجيم وأبوقرين فقط خارج سيطرة التنظيم.
وفي تطور لافت، ذكرت مصادر ليبية متطابقة أن داعش دفع بمئات المقاتلين إلى مناطق في بنغازي.
وذكر موقع بوابة الوسط الليبية أن 7 جنود على الأقل قتلوا في مواجهات بين داعش والجيش الوطني منذ الجمعة في مواجهات بحي الصابري.
 وقال الدايري: إن الإرهاب ضرب العسكريين والمدنيين في ليبيا، مشيرا إلى أن الإرهاب بدأ في ليبيا مع جماعة "أنصار الشرعية"، لافتًا إلى أن الأمم المتحدة قد صنفت من قبل، "أنصار الشريعة" كجماعة إرهابية.
وتسعى ليبيا إلى حث الدول العربية إلى الوقوف بجانبها بقوة ضد مسلحي "تنظيم الدولة" الذي بدأ ينتشر في أماكن عدة في البلاد، وتطمح في أن يساعدها ذلك في شن ضربات جوية على مواقع التنظيم.
تشكيل قوة عربية مشتركة..
ويلقى المقترح الليبي بشأن مساعدة ليبيا في مواجهة داعش دعمًا مصريًّا، ومساندة من الأردن والإمارات العربية المتحدة، ودعمًا من المملكة العربية السعودية.
وأدانت الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وبريطانيا، في بيان مشترك، الأحد الماضي، "الأعمال الهمجية" التي ارتكبها داعش في مدينة سرت الليبية.
وعبر البيان، الذي نشرته وزارة الخارجية الأمريكية عن قلق المجموعة الدولية بشأن قصف التنظيم لمناطق ذات كثافة سكانية في سرت، وارتكابه أعمال عنف بلا تمييز لترهيب الشعب الليبي.
وحتى الآن يزداد الوضع الليبي توترا يومًا بعد الآخر، ولم تنجح أي مفاضاوت من جانب الأمم المتحدة عن طريق مبعوثها الدائم لدى ليبيا برناردينو ليون، والذي يري مراقبون بأن هناك مماطلة من جانبه لإفشال الحوار وجر البلاد إلى حالة مستعصية يصعب معالجتها الآن، مؤكدين على أن عدم إنقاذ ليبيا الآن سيجعلها صومالًا آخر.

شارك