رُغم تنفيذ أنقرة ضربات جوية لمعاقل تنظيم "داعش"، ومسلحي جماعة "حزب العمل الكردستاني"، في العراق وسورية، منذ نحو 10 أيام، إلا أن العديد من الشواهد عززت من وجود علاقات وثيقة بين الحكومة التركية، التي يتزعمها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وتنظيم "داعش"، بدأت منذ اندلاع الثورة السورية في 2011، واستمرت حتى يومنا هذا.

ومن بين الشواهد التي تشير إلى وجود العلاقات بين تركيا والجماعات الإرهابية بينها "داعش"، التقارير التي صدرت من بعض الجهات الدولية، بينها "الاتحاد الاوربي"، والتي طالبت من تركيا وقف التعامل مع عناصر "داعش"، ووقف تسهيل بيع المواد النفطية لهم، فضلاً عن تسهيل بيع القطع الأثرية للدول الغربية.

وقال مراقبون إنه لا يمكن اعتبار الطلعات الجوية، التي بدأت أنقره في توجيهها ضد "داعش"، منذ نحو 10 أيام، تحول في العلاقة بين الطرفين، كون تلك الطلعات تستهدف في الأساس المُقاتلين الأكراد، وليس "داعش"، كما أن المنطقة الأمنة التي كانت تسعى أنقرة إلى إقامتها في الشمال السوري لم تنفذ وأنها لا تتعدى كونها أكثر من تصريحات عنترية لأنقرة، لتبرير المجازر التي تقوم بها ضد الأكراد.

اللافت أن تنظيم "داعش" يصدر من حين إلى آخر، تسجيلات صوتية وفديوهات مرئية تهدد الحكومة التركية، ومع ذلك لم تسجل أية تقارير أن "داعش" تبنت تفجيرات في الداخل التركي، كما ان التفجيرات التي وقعت في تركيا خلال الفترة الماضية نسبت إلى الأكراد وليس "داعش".

ونشر تنظيم "داعش" مقطع فيديو على الشبكة العنكبوتية، "الانترنت" اليوم (الثلاثاء) 18 أغسطس، دعا فيه الشعب التركي التمرد على حكم الرئيس رجب طيب أردوغان، الذي وصفوه بـ"الكافر والخائن" وناشده المساعدة في غزو تركيا.

فيما قال مراقبون إن التسجيل ربما يكون اجتهاداً شخصياً من قبل أحد عناصر التنظيم، خاصة أن مقطع فيديو لم يشمل تصريحات او حديث للقيادات المعرفة في التنظيم، إنما خرج من حساب على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" "ولاية الرقة" تحت عنوان "رسالة إلى تركيا".

أحد مقاتلي التنظيم تحدث بالتركية في التسجيل متهما اردوغان بأنه "باع البلاد للصليبيين ولحزب العمال الكردستاني الملحد" وسمح باستخدام القواعد التركية "للصليبيين والولايات المتحدة لمجرد أن يبقى في السلطة."

وأصدر المقاتل الذي كان يحمل بندقية وهو يتحدث تحذيرا للشعب التركي، وقال "يا شعب تركيا.. دون أن تضيع أي وقت يتعين عليك التمرد على هؤلاء الملحدين الصليبيين وهؤلاء الكفار الذين جعلوك عبدا للصليبيين تقاتل معهم."

وقال: "عموما وبأوامر من أبو بكر البغدادي وهو من نسل النبي .. فلنغزو اسطنبول التي يعمل الخائن أردوغان ليلا ونهارا من أجل تسليمها للصليبيين."

كان تنظيم "داعش" أصدار منذ شهرين مجلة باللغة التركية في يونيو يقول عنوان غلافها "فتح القسطنطينية" مشيرا إلى غزو إسلامي جديد لإسطنبول أكبر المدن التركية، فيما وافقت تركيا الشهر الماضي على فتح قواعدها ذات الأهمية الاستراتيجية الكبيرة أمام تحالف تقوده الولايات المتحدة في تغير كبير في موقفها السياسي بعد سنوات من الإحجام عن القيام بدور رئيسي ضد المقاتلين الإسلاميين الذي يقتربون من حدودها.