الملفات المنفصلة.. قاعدة تنطلق منها السعودية في التعامل مع روسيا

الثلاثاء 18/أغسطس/2015 - 09:38 م
طباعة الملفات المنفصلة..
 
يبدو أن خريطة التحالفات الإقليمية حالياً، قائمة على قاعدة الملفات المنفصلة، ففي حين تجاهلت روسيا مخاوف دول الخليج من تملك إيران أسلحة هجومية مثل منظمة صواريخ S300 التي تعتزم روسيا تسليمها إلى إيران الأسبوع المقبل، تمسكت المملكة العربية السعودية بسياسة الانفتاح على موسكو، بإبرام الاتفاقيات الخاصة بالتسليح وأخرى بإدخال التكنولوجية النووية في المجالات السلمية.
ويمكن التأكيد حالياً على عدة نقاط أهمها أن المملكة العربية السعودية، بحاجة إلى روسيا لتسوية العديد من الملفات في المنطقة، خاصة السورية واليمنية، فضلاً عن القضاء على الجماعات الإرهابية المنتشرة في المنطقة، بعد تراجع نفوذ الولايات المتحدة في المنطقة، لكن يبقى التساؤل حول هل تلعب روسيا دورًا بارزًا في تقارب وجهات النظر بين طهران والرياض.
الملفات المنفصلة..
ومن الممكن أن تلعب موسكو هذا الدور، لكنها لن تنجح في حل الخلافات الجذرية والتاريخية بينهما، كما أن التقارب المصري الروسي، ودخول القاهرة بشكل مباشر لتقريب وجهات النظر بين السعودية وروسيا، ربما يساعد على هذا الأمر.
وتختلف دول الخليج مع سياسات إيران في المنطقة، وتتهمها بدعم الجماعات الإرهابية في المنطقة، فضلاً عن العمل على إحداث قلاقل في دول الخليج العربي، ولعل تصريح طهران بعد انقلاب ميلشيا الحوثي على شرعية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي والسيطرة على صنعاء، أنه بذلك قد سقطت العاصمة الرابعة في يد طهران أبرز دليل على سياسات إيران العدائية مع الدول المجاورة.
كما سجلت دول الخليج اعتراضها، على الاتفاق الإيراني مع الدول الست الكبرى، حول برنامجها النووي، وقالت إنه اتفاق خطير ويسمح في النهاية بامتلاك إيران السلاح النووي، خلال الفترة المقبلة.
الملفات المنفصلة..
وفي تطور جديد في الملف الإيراني، أعلن وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان، اليوم الثلاثاء 18 أغسطس 2015، إن بلاده ستوقع مع روسيا اتفاقية تسليم منظومة "إس - 300" الأسبوع المقبل، وقال إن الاتفاق بمثابة تدشين جديد لمسار العلاقات الاستراتيجية بين موسكو وطهران، وأن إيران ستتسلم المنظومة في وقت قصير بعد التوقيع.
ودخلت إيران في جدل قانوني مع روسيا، عندما أوقفت روسيا إتمام الصفقة عام 2010 إبان فترة حكم الرئيس دميتري مدفيديف، مراعاة لبعض المواثيق التي تراعيها موسكو في علاقاتها بجميع الأطراف، إلا أن إيران قامت برفع دعوى أمام المحاكم الدولية المختصة بسبب تعليق إتمام صفقة تصدير 5 وحدات من منظومة صواريخ "إس - 300" إليها، وطالبت بتعويض قدره 4 مليارات دولار.
وفي أبريل 2015 قام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتوقيع مرسوم رئاسي تم بموجبه إلغاء قرار الرئيس الروسي السابق مدفيديف، ومن ثم الإعلان عن توريد تلك الأنظمة الصاروخية المتطورة إلى إيران.
الملفات المنفصلة..
من جانبه، أكَّد نائب رئيس مجلس إدارة اللجنة العسكرية - الصناعية الروسية أوليغ بوتشكاريوف، أن روسيا ستصنع لإيران أنظمة جديدة من الصواريخ المضادة للطائرات من طراز "إس 300"، وأشار إلى أن العقد الموقع مع إيران، قد تمَّ تحديثه بموجب قرار من الرئيس الروسي، ولذلك سيتمُّ تسليم الصواريخ، بطبيعة الحال، من مصنع "ألماز — أنتي"، وليس من شركة "روس أوبورون إكسبورت".
ويبدو أن موسكو حريصة على علاقات طويلة الأمد مع طهران، حيث لعبت دوراً كبيراً في الوصول إلى تسوية للملف النووي الإيراني، وتحويله من ملف مواجهة إلى ملف تفاوض سياسي، إلى أن انتهى الأمر بتوقيع الاتفاق النووي بين إيران والسداسية الدولية، التي تعد روسيا أحد أقطابها، وهو الأمر الذي عكسته تصريحات وزير خارجية إيران، جواد ظريف، أثناء وجوده في موسكو أمس الاثنين 17 أغسطس 2015، بأن روسيا هي الشريك الرئيسي لإيران فيما يخص التعاون في المجال النووي.
الملفات المنفصلة..
وقالت تقارير إعلامية، إن العلاقات (الروسية – الإيرانية) لا تقتصر فقط على المجالين العسكري – التقني والنووي السلمي، بل تتعداهما إلى مجالات أخرى، بما في ذلك تطوير البنية التحتية، وبناء السكك الحديدية، وزيادة توريدات المنتجات الزراعية من إيران إلى روسيا.

شارك