استمرارًا لجرائمه.. "داعش" تقطع رأس المدير السابق لـ"آثار تدمر"

الأربعاء 19/أغسطس/2015 - 02:38 م
طباعة استمرارًا لجرائمه..
 
أقدم تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" على قتل الباحث الأثري السوري المعروف خالد أسعد أبو وليد عن عمر يناهز (82 عامًا)، بتهمة "العمالة" للجيش السوري.

إعدام "أبو وليد"

إعدام أبو وليد
وذكرت تقارير إعلامية أن عملية إعدام خالد أسعد أبو وليد، تمت بإحدى ساحات مدينة تدمر الرئيسية، وأمام جمع كبير من الأهالي.
قال المدير العام للآثار في سوريا، مأمون عبد الكريم الثلاثاء 19 أغسطس: "إن مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" ذبحوا عالم آثار في مدينة تدمر الأثرية، وعلقوا جثته على عمود في ميدان عام".
وأضاف المسئول السوري أنه تم إبلاغه الثلاثاء عن إعدام العالم البالغ من العمر 82 عامًا ويعمل منذ أكثر من 50 عامًا رئيسا للآثار في تدمر.
وقال عبد الكريم: "إن استمرار وجود هؤلاء المجرمين في هذه المدينة لعنة ونذير شؤم لتدمر وكل القطع الأثرية فيها.. تخيلوا كيف أن عالمًا كهذا وهب خدماته التي لا تُنْسَى للمكان والتاريخ يقطع رأسه وتعلق جثته على أحد الأعمدة الأثرية في وسط ساحة في تدمر؟".
وأوضح المسئول أن الأسعد عرف بعدة دراسات علمية نشرت في عدد من الدوريات الأثرية العالمية عن تدمر.
وفي السياق نفسه أكد الأديب والشاعر السوري محمد علاء الدين عبد المولى أن التنظيم ذبح الباحث الآثاري خالد الأسعد.
وقال الناقد الحمصي الذي يجمعه والأسعد العمل بمجال الآثار في حمص على صفحته في "فيسبوك": إن "تنظيم داعش يذبح عميل التاريخ والمعرفة والآثار خالد الأسعد. ويخلص الناس من عقله الشرير المليء بالأرض والعراقة وتيجان وكنوز تدمر. وينهي حياة رجل التصق بتراب سوريا المعجون بآلاف السنين وأحلام المستقبل. الرجل الذي تزوج تدمر بكل مراحلها، وأخلص لها بحثًا وتنقيبًا وترميمًا ومؤتمرات محلية وعالمية".

"داعش" في تدمر

داعش في تدمر
وسيطر تنظيم "داعش" في 21 مايو على مدينة تدمر بعد اشتباكات عنيفة ضد قوات الجيش السوري استمرت تسعة أيام.
وأثارت هذه السيطرة مخاوف جدية على آثار المدينة التي تعرف باسم "لؤلؤة الصحراء" وتشتهر بأعمدتها الرومانية ومعابدها ومدافنها الملكية التي تشهد على عظمة تاريخها.
وفقد "أبو وليد"، بعد أيام قليلة من سيطرة تنظيم "داعش" على مدينة تدمر قبل 3 أشهر، كما نشرت قبل 6 أشهر من الآن صورة للأسعد، وهو في طائرة سفرية، مع وفد من أهالي تدمر، خلال توجههم لزيارة طهران، ويرجّح أن تكون الصورة المذكورة، والزيارة لإيران، سببًا رئيسيًّا لإعدامه في المدينة التي كان يعشقها، ويعرف تاريخ كل حجرة فيها.

حياته

حياته
ولد خالد الأسعد في العام 1934م، بالقرب من معبد "بل" الأثري، وحصل على إجازة بالتاريخ من جامعة دمشق عام 1956، ومن ثم دبلوم التربية.. بدأ نشاطه السياسي بحزب البعث، عام 1954، وحاز على عضوية المؤتمر القطري الثامن، وفي العام 1963، تم تعيينه كمدير عام لآثار ومتاحف تدمر، وبقي في منصبه حتى أحيل للتقاعد بالعام 2003، إلا أنه لم ينقطع عن عمله الأثري.
عالم آثار
تعلّم خالد الأسعد، اللغة الآرامية، وكان المسئول عن ترجمة نصوص المكتشفات الأثرية بتدمر حتى قيام الثورة السورية في العام 2011، كما كان يرأس الجانب السوري في جميع بعثات التنقيب السورية- الأجنبية المشتركة.
من أهم اكتشافاته، حسناء تدمر، القسم الأكبر من الشارع الطويل، التترابيل، وبعض المدافن التدمرية الأرضية.
أصدر وترجم "الأسعد"، أكثر من 20 مؤلفًا عن تدمر والمناطق الأثرية في البادية السورية، كقصر الحير الشرقي والغربي، والنقود التدمرية، وطريق التجارة الدولي، المعروف بطريق الحرير.
كما كان مسئولا عن استقبال كافة الشخصيات العالمية، التي كانت تزور تدمر، بما فيهم رؤساء جمهوريات، ووزراء كبار في دول عظمى، ونال العديد من الأوسمة والجوائز العالمية.

شارك