لقاء تميم وهادي.. صفقة قطر المرفوضة لعودة الإخوان إلى حكم اليمن

الأربعاء 19/أغسطس/2015 - 08:04 م
طباعة لقاء تميم وهادي..
 
حالة من الصراع السياسي في اليمن، مع مساعي  قطر نحو تأمين مكان قوي لحليفتها جماعة الإخوان، في السلطة الحاكمة باليمن عقب تحرير اليمن من حكم جماعة انصار الله "الحوثيين".

لقاء قطر

لقاء قطر
وذكرت تقارير إعلامية، أن قطر تسعى إلى تثبيت حزب التجمع اليمني للإصلاح (إخوان مسلمون في اليمن) طرفا رئيسيا في المرحلة القادمة في اليمن. للمزيد عن جماعة الاخوان في اليمن اضغط هنا.
ونقلت صحيفة العرب اللندنية، عن مصادر مقرّبة من الوفد المرافق للرئيس عبدربه منصور هادي الذي اختتم زيارته إلى قطر، اليوم الأربعاء، القول إن "وضع حزب للإصلاح في ما بعد عودة الشرعية، كان أحد العناصر الرئيسية في اللقاء الذي جمع أمس الأمير تميم بن حمد آل ثاني بضيفه هادي".
وأشارت إلى أن قطر تحاول أن تدرك مجريات الحرب في اليمن، التي تميل بشكل متسارع لفائدة المقاومة الشعبية الداعمة لهادي، وتبحث لها عن موقع قدم، خاصة أنها اكتفت بدعم التدخل الذي قاده التحالف العربي في اليمن في مواقفها العلنية، لكنها لم تقدم مساعدات ذات بال للجهود التي تقودها السعودية لإعادة الشرعية إلى صنعاء.
وقالت إن المسعى القطري يأتي برغم أن حزب الإصلاح يلعب دورًا ثانويًا في المقاومة الجارية حاليا ضد مسلحي الحوثي والرئيس السابق علي عبدالله صالح، فضلا عن اتهامات له بأنه السبب الرئيسي لاستدراج المتمردين للسيطرة على عمران ثم صنعاء، وفتح بقية المحافظات أمامهم دون أيّ مقاومة تذكر من ميليشياته.

فرض الإخوان

فرض الإخوان
وفيما يبدو أن قطر تحاول فرض جماعة الاخوان لتؤمن لنفسها مكان في صناعة القرار اليمني، مع اقتراب عودة حكومة عبدربه هادي منصور، ونظرا للدور الكبير  للإمارات والسعودية في دحر الحوثيين من اليمن الجنوبي، ومواصلة الأمر حتى انتهاء الصراع في اليمن.
ويرى مراقبون أن قطر تخشى من تراجع نفوذها في اليمن، مع الدور الكبير للإمارات العربية المتحدة في دعم السعودية عبر نجاح رؤيتها بدعم اللجان الشعبية الجنوبية بالسلاح والعتاد والخبرات العسكرية في هزيمة الحوثيين والقوات الموالية لها في اليمن، وهو ما يجعل للإمارات مكانًا قوية في مستقبل اليمن، بعكس القطريين فشل رهانهم على الإخوان في مواجهة الحوثيين، ونجح رهان الإماراتيين في قرأت الواقع اليمني بشكل جيد.

الرغبة القطرية تصطدم بالسعودية

الرغبة القطرية تصطدم
رغبة أمير قطر في  تأمين موقف قوي لجماعة الإخوان في القرار اليمني، هو موقف يرتبط  بالسعودية والقيادات السياسية والعسكرية في اليمن بالإضافة الي دول التحالف وفي مقدمتها مصر والامارات والتي تعبر عن رفضهم لجماعات الإسلام السياسي وفي المقدمة جماعة الإخوان المصنفة كجماعة إرهابية من حكومات القاهرة وأبو ظبي.
السعودية باتت تدرك جيدا خطورة الجماعات الاسلامية، ولا تحبذ التعامل معها، وفي ظل السياسة الجديدة، وفشل الرهان على جماعة الاخوان ونجاح الرؤية المصرية الإمارتية في التعامل في اليمن، أصبحت الرياض لا تحبذ التعامل مع الإخوان.
والتجمع اليمني للإصلاح لم يكن يومًا في صراع مع السعوديين، ولكن يبدو بأن الرياض قد قامت بحساباتها الاستراتيجية، وقررت أنه قد آن الأوان لعدم التعامل مع فصائل الإسلام السياسي أينما وجدت في العالم العربي، سواءً في اليمن أو مصر أو ليبيا، لأنها في غير صالح السياسية السعودية.

رفض محلي

رفض محلي
قطر تحاول فرض الإخوان في اليمن الجديد، مقابل عروض سخية بتمويل مشاريع إعادة الإعمار، لكن هذا العرض ليس مقبول اقليميا، فهناك دول خليجية لديها القدر علي اعادة التعمير كالسعودية والامارات والكويت، وايضا سوف تصطدم  الرغبة القطرية برفض القوي المحلية.
فهناك رفض واسع في اليمن لأن محاولة لاختطاف جهود المقاومة وتجييرها لفائدة جهة غير فاعلة على الأرض وهي جماعة الاخوان، فضلا عن تجنّب تكرار تجربة الإخوان في مصر والتي مهدت لموجة الإرهاب والفوضى التي تعيشها البلاد الآن.
فالداخل اليمني اكتوي من تجربة التيار الإسلامي(السني "الاخوان" الشيعي "الحوثيين") لذلك سيكون ليس هناك مساحة للتسليم بقوي جماعات الاسلام السياسي مرة أخري.

واقع الإخوان

واقع الإخوان
كان الإخوان دائما شركاء في الحكم خلال العقود الاربعة الماضية، ومنذ تولي علي صالح الحكم وهم في السلطة بصورة أو باخري، وقبل خروج علي عبدالله صالح من سدة الحكم في 2012، كان لدى «الإخوان» ما يقرب من 70 % من مديري الوزارات. وأما بعد علي عبدالله صالح فقد زادت سيطرتهم بشكل ملحوظ، حيث أحكموا قبضتهم تماماً على الجوازات وعلى كافة المنافذ الجوية والبحرية وعلى دوائر الضرائب.
وعقب عاصفة سيطرة الحوثيين علي صنعاء في سبتمبر2014، ومع بدأ عاصفة الحزم في 26 مارس 2015،  استفادت دول الخليج مما حصل في اليمن في كونها تخلصت من نفوذ «الإخوان المسلمين» وسيطرتهم على «الدولة» اليمنية، وهو ما ساهم في ان يكون الخليجيون اقل احتياجا الي الاخوان، وكشفت لهم تراجع قوتهم وضعف تأثيرهم في الساحة اليمني، مع التجربة المريرة التي خاضها الخليج ماعدا قطر مع حكم الاخوان لمصر وتونس والتهديد الدائم لدول الخليج.

هل تنجح قطر؟

هل تنجح قطر؟
قطر والاخوان تسعي الي  منح حزب «التجمي اليمني للإصلاح» القيادة بوصفه رأس «السنّة» في اليمن وهي الرؤية التي تؤدي التي تعمق المشكلة الطائفية وتبقي علي الفوضى والحروب واستمرار النزعات في ظل وجود اقلية شيعية "الشيعة الزيدية" وهو ما ترفضه دول الخليج، وهو عدم اقصاء طرف علي حساب طرف والبعض عن الحسابات المذهبية في نمو ظاهرة التطرف المذهبي.
الواقع يقول إن مستقبل اليمن، لن يكون للإخوان دور رئيسي في صناعته، في ظل تجارب الإسلام السياسي الدموية في الحكم بعدد من البلدان العربية، سواء في رأس السلطة أو كفصيل سياسي مشارك أو معارض للحكم، فهل ستنجح قطر في تمرير وجود الإخوان كشريك في حكم اليمن؟

شارك