في ظل المجتمع الدولي.. "بوكو حرام" تقتل 150 شخصًا في نيجيريا

الأربعاء 19/أغسطس/2015 - 10:08 م
طباعة في ظل المجتمع الدولي..
 
في ظل المجتمع الدولي..
قتل نحو 150 شخصا غرقا في أحد الأنهار أو رميا بالرصاص أثناء فرارهم من مسلحي "بوكو حرام"، الذين شنوا هجوما على قريتهم النائية في ولاية يوبي شمال شرق نيجيريا، بحسب ما أفاد سكان محليون أمس الثلاثاء 18 أغسطس 2015 ، ووصل عشرات من مسلحي الجماعة المتشددين إلى قرية "كوكوا-غاري" بدراجات نارية وسيارة يوم الخميس الماضي وفتحوا النار على سكان القرى الذين أصابهم الذعر.  
وصرح أحد سكان القرية ويدعى مودو بالومي "لقد فتحوا النار على الفور ما أجبر السكان على الفرار، وأطلقوا النار على عدد من الأشخاص. وللأسف فقد غرق العديد من السكان الذين حاولوا الفرار في النهر وغرق العديد منهم".
وأضاف "طبقا لآخر حصيلة لدينا فإن 150 شخصا قتلوا إما بإطلاق النار عليهم أو غرقا في الهجوم. وتعمد المسلحون قتل صياد حاول أن ينقذ السكان من الغرق". 
وقال بالومي إن السكان المحليين انتشلوا جثث العديد من الغرقى على مسافة بعيدة من القرية. 
ولم تنتشر تلك الأنباء إلا بعد خمسة أيام نظرا لأن المسلحين دمروا أعمدة الاتصالات المحيطة بالقرية التي تبعد 50 كلم من مدينة داماتورو عاصمة ولاية يوبي، منذ اندلاع التمرد في 2009. 
وأكد مسئول حكومي محلي وقوع الهجوم إلا أنه قال إن عدد القتلى لم يتجاوز الخمسين قتيلا. 
وقال في بيان بعنوان "بوكو حرام لم تقتل 150 في يوبي" ان الجيش تلقى اخبارية قبل الهجوم ولذلك تمكنت قوات الجيش والقوات المدنية من نصب كمين لمسلحي بوكو حرام خارج قرية كوكوا-غاري. 
واضاف ان "المسلحين وقعوا في الكمين ودار اشتباك قتل فيه اربعة من عناصر بوكو حرام اضافة الى مدني مقاتل". 
وفي حال صدقت رواية سكان القرية فسيكون هذا اكبر عدد من القتلى يقع في هجوم واحد لبوكو حرام منذ تولي الرئيس محمد بخاري منصبه في 29 مايو متعهدا بالقضاء على المتمردين. 
في ظل المجتمع الدولي..
واوقع تمرد بوكو حرام وعمليات الجيش ضدها أكثر من 15 ألف قتيل في نيجيريا منذ 2009 اساسا في شمال البلاد حيث الغالبية المسلمة.
وفي وقت سابق ونظرا لحجم الانتهاكات التي ترتكبها بوكو حرام، دعا المفوض السامي لحقوق الإنسان، زيد رعد الحسين، في الأول من يونيه الماضي إلى وضع استجابة هائلة، فيما حث الحكومات في منطقة بحيرة تشاد على ضمان احترام حقوق الإنسان في التدابير المتخذة ضد الجماعة المتطرفة.
وقال المفوض السامي في كلمة أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف إن فريقه تمكن من توثيق انتهاكات لحقوق الإنسان "واسعة النطاق وبعيدة المدى" ترتكبها بوكو حرام، وكان فريق من خبراء مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، قد زار شمال شرق نيجيريا وجنوب النيجر، وشمال الكاميرون، من أجل جمع الأدلة لوضع تقرير في هذا الشأن وعرضه على المجلس في سبتمبر القادم. و يعتزم الفريق أيضا زيارة تشاد في الأيام المقبلة، وأشار زيد إلى أن المقابلات التي أجراها فريقه في الميدان مع الناجين من فظائع بوكو حرام، بيّنت نمطا من الهجمات الشرسة والعشوائية بما في ذلك المجازر، وإحراق القرى، وأماكن العبادة والمدارس، وذبح الناس الذين لجأوا إليها، والتعذيب، والاختطاف على نطاق واسع، بما في ذلك الأطفال وتجنيدهم. وقال، "أعطى الناجون في نيجيريا لموظفي مكتبي شهادات مؤلمة عن القتل الجماعي الشنيع للرجال والفتيان الذين جمعهم عناصر بوكو حرام معا وقتلوهم رميا بالرصاص أو عذبوهم حتى الموت بقسوة سادية قبل أن يختطفوا نساء القرى، وقد أكدت المقابلات التي قامت بها المفوضية أيضا أنه أثناء احتجازهن، الذي استمر في كثير من الحالات لعدة أشهر أو سنوات، تعرضت النساء والفتيات للاسترقاق الجنسي والاغتصاب وأجبرن على ما يسمى زواج. العديد من الناجيات من هذه التجارب المرعبة هنّ الآن حوامل من مغتصبيهن"، وشدد زيد على أهمية أن تضمن سلطات البلاد مساءلة جميع المسئولين عن تلك الفظائع وتقديمهم إلى المحاكمة، مشيرًا إلى أنه خلال السنة الماضية، أدت هجمات قاسية جدًا على البلدات والقرى في الكاميرون، النيجر وتشاد إلى معاناة كبيرة، حيث تم حرق السكان حتى الموت في منازلهم وتم قطع رؤوسهم واستعبادهم واغتصابهم وتعذيبهم وتجنيدهم قسرًا، وأضاف أن انتهاكات بوكو حرام أيضا لها تأثير اقتصادي كبير بسبب تدمير الجسور وقطع الطرق وتدمير الحقول الزراعية والتهجير، وأعرب عن أسفه لما تسببت به التدابير الأمنية التي تتخذها سلطات دول المنطقة للحد من حركة التنقل، بما في ذلك إغلاق الحدود، وفرض حظر على المركبات ذات العجلتين، وحظر التجول، وكميات المضبوطات التي يشتبه أنها كانت في طريقها إلى بوكو حرام وفرض القيود على الصيد ومناطق صيد الأسماك، من تفاقم الوضع السيء، وما تشكله من تهديد بانتشار الفقر بين السكان في المنطقة بأسرها. كما تغذي هذه التدابير مشاعر عدائية بين السكان وتعزز التعاطف مع بوكو حرام. وأضاف أمام مجلس حقوق الإنسان، "كما في نيجيريا، قتل مقاتلو بوكو حرام مدنيين، أحرقوا قرى واختطفوا نساء وأطفالا. هجوم بوكو حرام منذ أسبوعين في النيجر الذي أدى إلى مقتل 38 مدنيا على الأقل في قرى بمنطقة ديفا، وتفجير 15 يونيو الماضي، ان الذي استهدف قوات الشرطة في العاصمة التشادية، هما تذكيران دمويان على أن جماعة بوكو حرام مازالت قادرة على التسبب بضرر كبير"، وأعرب السيد زيد أيضا عن قلقه إزاء مصير الأسرى الذين تحتجزهم بوكو حرام، "وينتهي مصير البعض منهم إلى الاعتقال، وفي بعض الأحيان لفترات طويلة ودون سبب".
وليس حادث الامس الذي أودى بحياة 160 من الأهالي ببعيد عن المجازر التي ترتكبها بوكو حرام في إفريقيا، دون التدخل المناسب من المنظمات الدولية والمجتمع الدولي وعلى رأسها الأمم المتحدة، بينما تركز الولايات المتحدة وحلفاؤها على محاربة تنظيم الدولة "داعش" في العراق والشام منذ عام دون تحقيق أي تقدم على الأرض.

شارك