مجددًا.. السعودية تعود لتطبيق سياسة الحزم تجاه العناصر الإرهابية

الخميس 20/أغسطس/2015 - 04:22 م
طباعة مجددًا.. السعودية
 
عقب توغل الإرهاب إلى أراضيها، بدأت المملكة العربية السعودية تتخذ حذرها من انتشار العناصر المسلحة في البلاد، وبالأخص بعد عمليات التفجيرات الإرهابية التي طالت عدد من مساجد الشيعة بالمملكة وأسفرت عن عشرات القتلى والمصابين.
مجددًا.. السعودية
في حين رأت السعودية أن الأمر بات خطيرًا في ظل انتشار التنظيم الإرهابي "داعش" في عدة بلاد عربية، وكذلك ظهور عناصر من تنظيم القاعدة الإرهابي مجددًا، تسعى إلى اتخاذ الإجراءات التي تراها إرهاب لتلك التنظيم، بعدما أعلن مسئوليته عن التفجيرات التي وقعت على أراضيها الفترة الماضية.
وبالفعل قامت السلطات السعودية اليوم الخميس 20 أغسطس 2015 بتنفيذ، أول حكم إعدام بحق عضوين ينتميان لتنظيم القاعدة بعد إدانتهما بقتل مواطن فرنسي في المملكة.
ويأتي ذلك بعد ثبوت تورط الإرهابيين عيسى بركاج وإسحاق شاكيلا "تشاديي الجنسية" بتنفيذ عمليات للقاعدة قبل سنوات.
وقالت وزارة الداخلية السعودية في بيان لها: "أقدم كل من عيسى صالح حسن بركاج، وإسحاق عيسى أحمد شاكيلا، تشاديا الجنسية، بانضمامهما إلى خلية إرهابية داخل البلاد تابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي تعتنق المنهج التكفيري المخالف للكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة، وتعمل على رصد ومتابعة المستأمنين والمعاهدين وإطلاق النار عليهم".
وأوضحت أن المتهمين أطلقا النار على الفرنسي لورنت باريو من سلاح، بناءً على معتقد فاسد باستباحة دماء المستأمنين والمعاهدين والشروع في اغتيال بعض المسئولين الأجانب داخل المملكة ورصد ومراقبة السيارات التابعة لإحدى القنصليات بالمملكة وإطلاق النار على بعض منسوبيها، واتفاقهما على استهداف الرعايا الأجانب بصفة فردية بقصد اغتيالهم.
مجددًا.. السعودية
وأضافت أن الأجهزة الأمنية تمكنت بعد توفيق الله ثم بما توفر لها من كفاءات أمنية مختصة وإمكانات متقدمة من القبض عليهما وفضح مخططاتهما وتحديد إداناتهما، وضبط أدوات جرائمهما التي اجتهدا في إخفائها، وقد أسفر التحقيق معهما عن توجيه الاتهام إليهما بارتكاب جرائمهما، وبإحالتهما إلى المحكمة المختصة، صدر بحقهما صك شرعي يقضي بثبوت ما نسب إليهما شرعاً والحكم بقتلهما تعزيراً، وصدّق الحكم من محكمة الاستئناف المختصة، ومن المحكمة العليا، وصدر أمر ملكي بإنفاذ ما تقرّر شرعاً، مؤكدة أنه تم تنفيذ حكم القتل تعزيراً بحق الجانيين صباح اليوم الخميس في مدينة جدة.
ويعد إعدام اليوم، أول تنفيذ لحكم إعدام لمنتمين لتنظيم القاعدة التي تحاربه السلطات السعودية التي تحتجز آلاف المتشددين في سجونها.
ويتوقع مراقبون أن تعود المملكة إلى سياسة الحزم السابقة تجاه العناصر الإرهابية، وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين التي صنفتها المملكة ضمن الجماعات الإرهابية.
مجددًا.. السعودية
بدأت السعودية تتخذ الحذر تجاه المنابر الدينية والإعلامية التي يسيطر على أغلبها موالون للإخوان، ويتخذونها بوابة لتصفية الحساب مع خصوم الجماعة وخاصة في مصر.
فيما كشفت مصادر أن مقربين من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز استاءوا من أسلوب الجماعة في استغلال تسامح القيادة الجديدة، وعودتها إلى احتكار المنابر والترويج لأفكار ومواقف تتناقض مع سياسات المملكة.
وترددت أخبار قوية عقب تسلم العاهل السعودي على أنه ذات توجه إخواني ويدعم التقارب مع الإخوان، وأنه يعارض تعاطي الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مع ملفهم، لكن لم تصدر أي مؤشرات من المملكة في هذا الاتجاه.
يقول الكاتب والمحلل السياسي السعودي سلمان الأنصاري في مقال نشره موقع "سي إن إن": إن التيار الإخواني في السعودية أشد خطرًا من غيره، وذلك بسبب حال الانفصام الإخواسلفي. 
وأشار الأنصاري، إلى أن تنظيم الإخوان لديه مرونة فقهية تتشكل بحسب متطلبات المرحلة، وهي مرونة أكبر نسبيًّا مما لدى السلفية التقليدية، وبالإضافة فإن لدى هذا التيار الإخواني رؤية سياسية وحركية وأطماع سلطوية لا يحيد عنها بعكس التيار السلفي المعتدل الذي يرفض التدخل في شئون الحكم، ولا يتسامح- لا من قريب ولا من بعيد- مع الأفكار الخوارجية الداعية لشق يد الطاعة عن ولاة الأمر.
مجددًا.. السعودية
فيما علق الإعلامي السعودي خالد المجرشي على شائعات مصالحة المملكة مع جماعة الإخوان، قائلًا: "إن السعودية لا تتحالف مع إبليس ومع قوى الشر أياً كان المبرر".
وراهن الإخوان على تقارب القيادة السعودية مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وروجوا لتحالف تركي سعودي يكونون طرفًا فيه على حساب مصر، لكن أردوغان الذي زار السعودية واستقبله الملك سلمان اختار أن يكون في صف إيران التي زارها، وأطلق من على أرضها تصريحات داعمة لموقفها من اليمن في تناقض تام مع ما صرح به خلال زيارته للرياض.
ويوضح الكاتب سلمان، أن حزب الإخوان وصل إلى أدنى درجة مرحلية في مقرهم الرئيسي في جمهورية مصر العربية، التي كانت بين قوسين أو أدنى من الدخول تحت المظلة الإيرانية الثورية. 
واختتم المحلل والكاتب، أن كل من يعتقد أن الإخوان ستعود إلى الثقة السياسية السعودية مخطئ تمامًا، حتى وإن ظهر ما يشبه عكس ذلك من خلال تعامل المملكة الاحتوائي مع ملفات خارجية وإقليمية كجماعة الإصلاح في اليمن أو حماس في غزة، قائلا: قلب المملكة كبير ولكن رحمتها لا تعني نسيان المتسببين بالتهديدات الوجودية لكيانها في أي حال من الأحوال.

شارك