صراع النفوذ بين تركيا وإيران على أراضي "داعش"

الخميس 20/أغسطس/2015 - 07:34 م
طباعة صراع النفوذ بين تركيا
 
تتنازع تركيا وإيران على مزيد من النفوذ  في سوريا والعراق وتستخدم كلا الدولتين جميع الوسائل من أجل تحقيق ذلك بداية من دعم فصائل الصراع على حساب أخرى وحتى إثارة المخاوف الدولية تجاه كلاهما البعض  تحت دعوى دعم تنظيم الدولة في العراق والشام "داعش" وهذا ما عبر عنه  أكبر هاشمي رفسنجاني رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني بقوله إنه "ليس من المستبعد أن يكون داعش قد أوجد لنفسه أوكارا في تركيا خلال هذه الفتر وأنه من الواضح جدا أن هناك أيادي تسعى للمساس بالعلاقات بين طهران وأنقرة".

صراع النفوذ بين تركيا
واعتبر أن هذه الاعتداءات على الشاحنات وخطوط نقل الغاز الإيراني إلى تركيا بأنها "مؤشر إنذار وأن  وسائل الإعلام المتطرفة  تقوم بإثارة المشاعر لأغراض خاطئة وأن  دور إيران وتركيا في إرساء الاستقرار الإقليمي واستمراره مؤثر جدا ولله الحمد، إن أرضيات التعاون بين البلدين واسعة جدا، حيث يمكن أن تكون لنا علاقات تعاون مستمرة  ولو عملت إيران وتركيا بصورة منسقة في  قضايا فلسطين والعراق وسوريا فبإمكانهما أن يكون لهما تأثير إيجابي في جميع الدول و أنه  لا سبب يدعو للتنافس بين إيران وتركيا في القضايا الإقليمية  وإن التجربة تقول إن التعاون بين البلدين من شأنه أن يؤدي لتعزيز واستمرار الأمن الداخلي في البلدين وأن الخلاف في وجهات النظر بين البلدين في مختلف القضايا أمرا طبيعيا و الفطنة الدبلوماسية تقارن بين أضرار ومنافع المواقف وتفضل المنافع والمصالح المستديمة على القضايا العابرة".
الخارجية الإيرانية قامت أيضًا باستدعاء السفير التركي لدى طهران لإبلاغه قلقها حيال استمرار الهجمات ضد الرعايا الإيرانيين على الأراضي التركية، واستمرار الاضطرابات شرق تركيا ودعا  السفير التركي رضا تكين  المدير العام لدائرة شئون بلدان الكومنولوث المستقلة والقوقاز بوزارة الخارجية الإيرانية  أنقرة إلى "بذل المزيد من الاهتمام حيال الحفاظ على أمن الرعايا الإيرانيين ووسائط النقل التابعة لهم".

صراع النفوذ بين تركيا
وهناك عدة أسباب وأحداث تكشفت عن عمق الصراع بين تركيا وايران ومحاولة كلا منهما الصاق اتهام دعم الارهاب بالآخر وتمثلت فيما يلى :
1- إغلاق الحدود  بين البلدين بعد مقتل مواطن إيراني وجرح 3 آخرين بهجوم مسلح استهدف حافلة إيرانية لدى دخولها الأراضي التركية عبر المنفذ الحدودي المشترك بين البلدين بمنطقة "تشالدران" بالقرب من مدينة فان التركية في 7 أغسطس2015م .
2- تعرض  شاحنات إيرانية إلى هجمات في تركيا خلال الأيام الماضية أدت إلى حرق الشاحنات دون إصابة سائقيها، وتعرض وسائل النقل الإيرانية خلال شهر يوليو  إلى 9 هجمات.
3- اعتبار تركيا ان ايران تتغول في العراق وسوريا،  على حساب مصالح وتركيا وحلفائها في كلا البلدين 
4- الانزعاج الإيراني من دعوة تركيا لإيران إلى سحب قواتها من العراق وسوريا معتبرًا أن هذا الامر محاولة من أردوغان للهيمنة على حظيرتها الخلفية. 
5- اعتبار تركيا أن انهيار النظام العراقي السابق وهيمنة الأحزاب السياسية الشيعية على الحكومة والبرلمان العراقيين، ودور الأكراد في شمال العراق والسلطة المركزية ببغداد، أدت كلها إلى تزايد النفوذ الإيراني في بلاد الرافدين  مما يشكل تهديدات  مباشرة للأمن القومي التركي.
6-  التوافق التركي السعودي حول  تحالف عربي إقليمي "سني" لمواجهة التمدد الإيراني المساند للتحركات الميدانية لمليشيات الحوثي وحزب الله الذى يقابله مساندة ميدانية لمليشيات  المعارضة السورية المسلحة التي تحارب حليف ايران الرئيس السوري بشار الاسد.
7- الصراع الجاري في العراق – تحديدًا منذ سقوط العاصمة بغداد مارس عام 2003، وما يجري في سوريا، وامتداد أيدي إيران فيهما-  ادى الى توتر العلاقات بين البلدين،  واصبحت إيران تنظر لتركيا على أنها “عدو محتمل” يهدد مصالحها الاستراتيجية في المنطقة.

صراع النفوذ بين تركيا
ويؤكد محمد زاهد جول الخبير السياسي التركي على أن تركيا الآن  تواجه  الثالوث الأمريكي الداعشي الإيراني   الذى خلق التوتر على الحدود التركية السورية، وبذلك أصبحت هذه المنطقة بواسطة التحالف الكردي الأمريكي المشبوه نقطة توتر وقلق وتخويف لتركيا،  بسبب أكاذب الاعلام الكردي والعلوي والبعثي والطائفي والإيراني والأمريكي والغربي واتباعه من فضائيات تبث الأكاذيب دون أن تعرف أهدافها، فأمريكا وبحسب التهم الإيرانية لها تقدم الدعم لداعش، وداعش تقوم بقتل الأكراد واحتلال الأراضي السورية والعراقية وإثارة الحروب القومية والطائفية لخلق محور إيران والعراق والأسد،  وهو ما يخدم التحالف الإيراني الأمريكي ضد هذه المنطقة، والجهات المستهدفة هي تركيا والأكراد معاً، وبالأخص أن الحكومة التركية تسعى لإنهاء خلافها مع الأكراد داخل تركيا وخارجها، بدليل أن إيران تسعى لإفساد المصالحة التركية الكردية داخل تركيا، وتعمل على تخريب العلاقة بين الأكراد والأتراك، فإذا وجدت بعض الأحزاب الكردية التائهة ضالتها في المطامع الأمريكية، وصدقت من يدعي مساعدتها في المكائد الإيرانية أو العلوية الطائفية الحاقدة،
 وشدد على أن  أبناء الشعب الكردي أمام مسؤولية حماية أبنائهم وشبابهم أن يكونوا ضحايا المخططات الغربية والإيرانية، فلا مصلحة للشعب الكردي في كل المنطقة أن يكونوا ضحايا هذه المشاريع المشبوهة، حتى لو كانت بعض احزابهم السياسية والعسكرية متورطة فيها، فالأولوية هي للمصالحة والسلام مع الذين يمدون إليهم ايديهم بالمصالحة والسلام داخل تركيا وخارجها.

صراع النفوذ بين تركيا
وقال الكاتب الصحفي عبد الوهاب بدرخان أنه من المعلوم أن النظام الإيراني كما نظام بشار الأسد انفرد أواخر العام 2001 بعلاقة عميقة مع «القاعديين» الهاربين من أفغانستان أو المستجدّين فعمدا إلى توظيفهم في «مقاومة» الاحتلال الأمريكي بالعراق، بعد إيحاءات واشنطن بأن هذين النظامين هما التاليان على اللائحة بعد نظام صدّام حسين  في ما بعد صار «القاعديون» «داعشيين» وظلّوا يقدّمون إلى طهران ودمشق خدمات مقابل تسهيلات، وحتى عندما راحوا يعملون لمشروع «دولة الخلافة» لم يخرجوا كلياً من دائرة الاستخدام الأسدي - الإيراني.
 وشدد على أن نظام دمشق يفضّل حالياً الانسحاب من بعض المناطق (تدمر، مثلاً) لمصلحة «داعش» على تسليمها إلى المعارضة، انسجاماً مع سعيه لتثبيت فكرة «إمّا النظام وإمّا داعش»  فالتنظيم زائل، كما يعتقد الجميع، والمعارضة باقية لأن النظام إلى زوال  أما في العراق فمن الواضح أن التحقيق في ظروف سقوط الموصل سيجد صعوبة بالغة في تحديد مَن أعطى الأمر بالانسحاب وتسليم المدينة إلى «داعش» من دون مقاتلته  ورغم أن هذا الحدث عنى عملياً فشلاً كاملاً لنظام «إيرانيي» بغداد إلا أن طهران وأنصارها تصرّفوا كمن جاءته فرصة يتوقعها بل استدرجها، لتصبح اللعبة قاصرة على خيار مكشوف فـ «إمّا إيران وإمّا داعش».

مما سبق يتضح لنا أن التنازع التركي الإيراني على النفوذ  في سوريا والعراق وإن لم يكن معلنا الا أنه ينمو مع مرور القوة   وخاصة في مناطق التماس بينهما الى تشغلها داعش وتحاول أن تستفيد منها من أجل تحقيق هدفها في البقاء والتمدد بالمنطقة.  

شارك