معركة جديدة داخل "حزب النور" بسبب السلام الجمهوري وتحية العلم

الثلاثاء 25/أغسطس/2015 - 04:24 م
طباعة معركة جديدة داخل
 
أثار الدكتور يونس مخيون رئيس حزب النور، أزمة بين قيادات الحزب وقواعده، خصوصًا المنتمين للدعوة السلفية، بعد وقوفه للسلام الجمهوري في حفل افتتاح قناة السويس، ما تبعه وقوف عدد من قيادات الحزب، أبرزهم المهندس صلاح عبد المعبود عضو المجلس الرئاسي لـ"النور".
معركة جديدة داخل
واعتمد قواعد الحزب، على فتوى سابقة للدكتور ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية، حرم فيها الوقوف للنشيد الوطني، ورفضه القانون الذي أصدره الرئيس عبدالفتاح السيسي، بتجريم من يهين العلم والسلام الجمهوري بالحبس 6 أشهر، كما اعتمدوا على فتاوى الدكتور محمد إسماعيل المقدم مؤسس الدعوة السلفية، الذي يشغل منصب مستشارها، بعد إعفائه من منصبه كعضو مجلس أمناء الدعوة السلفية في انتخابات الدعوة السلفية مؤخرًا، والشيخ أحمد حطيبة.
كما رفض أعضاء النور، خلال مشاركتهم في الجمعية التأسيسية لوضع دستور 2012 الوقوف للسلام الجمهوري، كما تغيب وتأخر بعضهم عن جلسات مجلس الشعب والنواب والجمعية التأسيسية، التي تضمنت عزف السلام الجمهوري.
معركة جديدة داخل
يقول محمد صلاح المتحدث الإعلامي لحزب النور: إن "النور" يعترف بالوقوف احترامًا للسلام الجمهوري، وبعض الممارسات الفردية التي تصدر من بعض الشخصيات لا تعمم كسياسة عامة يتبعها الحزب.
وأضاف صلاح: "عدم الوقوف للسلام الوطني، اجتهاد شخصي من أشخاص، وليس سياسة للحزب"، مؤكدا أن "النور" حزب ذو مرجعية إسلامية، وليس حزبًا دينيًّا.
وقال أحد شباب الدعوة السلفية- طلب عدم ذكر اسمه-: إن حالة من الغضب سادت بين شباب الدعوة المنتمين للحزب، بما يفعله قيادات الحزب بالوقوف للسلام الجمهوري، أو غير ذلك من المخالفات الشرعية التي أقرها شيوخ الدعوة السلفية بما فيهم "برهامي"، ومنها تصعيد بعض الأقباط، وعلى رأسهم نادر الصيرفي، مؤسس ائتلاف أقباط 38، والمرشح على قوائم الحزب لعضوية الهيئة العليا، وعمله في اللجنة القانونية للحزب، ما يخالف ما كان يصدره شيوخ الدعوة السلفية، من أنه لا ولاية لغير مسلم أو امرأة، إضافة إلى السماح بوضع صور لمرشحات على الدعايات الحزبية للانتخابات البرلمانية، لافتًا إلى أن شباب الدعوة السلفية المنتمين للحزب، مقتنعين بفتاوى سابقة لـ"برهامي" و"المقدم" و"حطيبة".
معركة جديدة داخل
ومن الجدير بالذكر أنه في 20 سبتمبر 2012، قد أفتى كل من الشيخ عبد الآخر حماد، مفتي الجماعة الإسلامية، والشيخ سعيد عبد العظيم، عضو مجلس أمناء الدعوة السلفية، بأنه لا يجوز الوقوف للسلام الوطني وتحية العلم، وأن هذين الأمرين مخالفان شرعيًّا، وذلك بالمخالفة لفتوى دار الإفتاء المصرية التي قالت 19 سبتمبر 2012: إن تحية العلم المعهودة، أو الوقوف للسلام الوطني، أمران جائزان شرعاً، ولا كراهة فيهما ولا حرمة. 
وقال مفتى الجماعة الإسلامية في تصريحات صحفية: "نخالف دار الإفتاء في هذه الفتوى لأمرين: الأول هو أن الوقوف للسلام الوطني وتحية العلم فيهما تعظيم لمن لا يرد الشرع بتعظيمها"، مضيفا: "نحن أمرنا بتعظيم شرع الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم، أما غير ذلك فليس لنا أن نقف معظمين لعلم أو لغيره". وقال مفتي الجماعة الإسلامية: "إن الأمر الثاني الذي سيجعلنا نخالف دار الإفتاء في هذه الفتوى أن السلام الوطني يحتوى على موسيقى، وأن الاستماع إلى الموسيقى والمعازف محرمًا بإجماع الأئمة الأربعة"، مستدلا بما ذكره البخاري في صحيحه عن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ليأتي على الناس زمان يستحلون فيه الحرى والحرير والخمر والمعازف"، مؤكدًا أن هذا الحديث دليل على تحريم المعازف. وقال "حماد": "ليس معنى حديثنا هذا يفهم منه أننا لا نحب بلادنا ولا نريد الدفاع عنها، بل نحن نحب مصر ونفديها بأرواحنا"، مضيفا: "إذا كان الحب يصل إلى التقديس ومخالفة أمر الله فنحن نرفض ذلك رفضا جما". ودعا مفتي الجماعة الإسلامية دار الإفتاء المصرية إعادة النظر في فتاويها قائلا: "ندعو دار الإفتاء إعادة النظر في مثل هذه الفتاوى وعدم فتح الأبواب والأمور المخالفة للشريعة". ومن جانبه علق الشيخ سعيد عبد العظيم، عضو مجلس أمناء الدعوة السلفية، على فتوى دار الإفتاء بتصريح مقتضب قائلا: "لا يجوز الوقوف للسلام الوطني وتحية العلم". 
وتعجب عبد العظيم قائلا: "أنت لا تقف للقرآن عندما نسمعه، فكيف نقف للسلام الجمهوري أو حدادًا على الموتى، ومثلا قبل اختراع السلام الجمهوري هل الناس ماكنش عندها حب للأوطان". وكانت دار الإفتاء المصرية أفتت أن تحية العلم المعهودة، أو الوقوف للسلام الوطني، أمران جائزان شرعاً، ولا كراهة فيهما ولا حرمة. وأشارت دار الإفتاء في فتوى لها إلى أنه إذا كانت تحية العلم أو الوقوف للسلام الوطني في المحافل العامة التي يُعَدُّ فيها القيام بذلك علامة على الاحترام، وتركه يؤدي إلى الشعور بترك الاحترام، فإن الوقوف يتأكد فعله حينئذٍ، دفعًا لأسباب الفرقة والشقاق، واستعمالاً لحسن الأدب ومكارم الأخلاق.
معركة جديدة داخل
وفي 28 سبتمبر 2013 استنكر الدكتور محمد ابراهيم منصور، ممثل حزب النور، في لجنة الخمسين الهجوم الذي تعرض له نتيجة عدم التزامه بالوقوف دقيقة حدادًا على أرواح الشهداء؛ خاصة أنها مسألة منهجية ومعروف موقف أعضاء الدعوة السلفية وممثلو حزب النور منها.
ومن ناحية أخرى أكد أعضاء بمجلس أمناء الدعوة السلفية استيائهم من الهجمة الشرسة التي تستهدف أعضاء النور بالخمسين ومحاولة اصطياد الأخطاء لهم، من خلال تسليط الضوء على بعض المشاهد التي هي محل خلاف مثل الوقوف للسلام الوطني أو دقيقة حدادًا على أرواح الشهداء.
ومن جانبه قال الدكتور ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية وعضو مجلس الأمناء في حينه، نرفض الوقوف دقيقة حدادًا على الأموات، فنحن ندعو للشهداء ونصلي ونترحم عليهم لكن وقوف 60 ثانية على الموتى بدعة ليست من الشريعة.
وأوضح أن الأمر يتكرر باستمرار ويتم الضغط علينا فعندما لم يقف أعضاء من حزب النور حداد على الأنبا شنودة حملونا ما لا يحتمل، ونؤكد هذه قضية شرعية، فلماذا يتم الهجوم والضغط علينا في هذا الأمر.
"برهامي" أوضح أن الوطنية ليست في الوقوف حدادًا على الموتى، وخير دليل على ذلك الأمر أن حسني مبارك وأعوانه كانوا يقفون حدادًا في مثل هذه المواقف "زي الألف"، وهم بايعين البلد.
وقال "برهامي": نطلب احترام منهجنا: حيث إن ما نفعله ليس إهانة للرموز الوطنية والمخالفين معنا، ومن يخونوننا ويشنعون علينا يعرفون، ويوقنون أننا نخاف على مصلحة مصر، وثبت ذلك أثناء الثورة وكل المواقف حتى أمن الدولة الذين أدخلونا السجون كان يقول رجالهم لي: "أنا متأسف يا شيخ ياسر"، وأجزم بأن الليبراليين والعلمانيين يعلمون أننا نريد مصلحة البلد ومع ذلك يتهموننا في وطنيتنا.
فيديو برهامي يتحدث عن السلام الوطني

شارك