القبض على "المغسل" يعيد فتح ملف منفذي "تفجير الخُبر"

الخميس 27/أغسطس/2015 - 11:29 م
طباعة القبض على المغسل
 
تم تسليط الضوء من جديد على تنظيم "حزب الله الحجاز"، بعد إلقاء القبض على قائد النشاطات العسكرية في التنظيم الإرهابي الذي يظل ورقة ضغط في يد مؤسسة «الحرس الثوري الإيراني»، الذي أنشأه في النصف الثاني من ثمانينات القرن الميلادي الماضي، حتى يوجه به ضربات مقلقة للملكة السعودية، قبل تمكنها من محاصرة التنظيم في الداخل، والقضاء عليه، حتى يكاد لا يكون له أثر منذ مطلع الألفية الجديدة.
وكان التفجير الذي نفذه عناصر من التنظيم أواخر حزيران (يونيه) عام 1996، والذي أسفر عن مقتل 19 أمريكياً في مجمع سكني على أطراف مدينة "الخبر"،  بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، حيث أطلق التفجير شرارة تعقب عناصر التنظيم، إلى أن تم إلقاء القبض على معظمهم،
ولم يتبق سوى أربعةٍ منه فارين، وهم أحمد المغسل قائد النشاطات العسكرية في التنظيم ، الذي سلمته الأجهزة اللبنانية للسعودية قبل أيام، ، (اقرأ عن أحمد المغسل في هذا الرابط ... اضغط هنا)، 

القبض على المغسل
وكان قد تم القبض على المغسل في "مطار رفيق الحريري" أثناء قدومه إلى لبنان في رحلة قادمة من العاصمة الإيرانية طهران، التي طالبتها السعودية كثيرا بتسليم متهمين بالتورط في التفجير، وكانت طهران دائما تنكر علاقتها بالحادثة، أو وجود أحد من الشركاء في تنفيذ التفجير على أراضيها.
وإذا كان المغسل قد سقط في قبضة الأمن السعودي، فإن الجهود لم تزل مستمرة للقبض على آخرين، متهمين بالتورط في التفجير، أبرزهم: إبراهيم اليعقوب، وعبدالكريم الناصر (أحد أبرز القادة السياسيين في التنظيم)، وعلي الحوري، الذين يُرجح أنهم موجودون في إيران، أو أن الأجهزة الأمنية فيها تملك معلومات عنهم.
ورجحت مصادر أن يكون تروي السعودية في الكشف عن توقيف المغسل عائدًا إلى محاولة الحصول على أكبر قدر من المعلومات منه ، لاستكمال ملف التحقيقات حول واحدة من أخطر الحوادث الإرهابية في المملكة، لإغلاق ما تبقى من نقص في الملف.
 

سنوات من الإرهاب

سنوات من الإرهاب
«حزب الله الحجاز» له تاريخ طويل من الإرهاب، فقد ظهر إلى الوجود في أغسطس 1987 بتفجير في منشآت نفطية في رأس تنورة (شرق السعودية)، وفي آذار (مارس) 1988 تبنى الحزب تفجير منشآت شركة «صدف» للبتروكيماوية في مدينة الجبيل (شرق السعودية)، مصرّحًا وقتَها بأن أربعة من عناصره نفذوا التفجير، وبعد تفجير صدف، اكتشف حراس شركات صناعية في الشرقية متفجرات في أماكن متعددة، منها معمل التكرير في رأس تنورة، والجعيمة.
وتمكنت الأجهزة الأمنية السعودية من تفتيت خلايا متعددة لـ«حزب الله الحجاز»، واعتقلت كثيراً من أفراده، كما تم تنفيذ حكم الإعدام بحق أربعة من المسئولين عن تفجير شركة «صدف». وهم: أزهر الحجاج، وعلي عبدالله الخاتم، وخالد عبدالحميد العلق، ومحمد علي القروص.
وبعد إعدام الأربعة بدأ «الاعتراف المكشوف»، حيث أصدر ما يعرف بـ«حزب الله الحجاز» من دمشق، ومعه كيان منبثق عنه يُسمى «تجمع علماء الحجاز» بيانين، سميا فيهما منفذي عملية «صدف» بـ«الشهداء». وخرج وزير خارجية إيران آنذاك ليعلن عدم وجود علاقة لبلاده بالعملية، أو منفذيها، كما بدأ «حزب الله الحجاز» عمليات خارجية ضد ديبلوماسيين وسفارات سعودية عدة، من بانكوك إلى أنقرة.
 

إدراج على قائمة الإرهاب

إدراج على قائمة الإرهاب
في مارس 2014 أدرجت وزارة الداخلية السعودية، تنظيم «حزب الله الحجاز» ضمن قائمة مكونة من خمس حركات إرهابية، وجرمت من يؤيدها، أو يمولها، أو يُبدي تعاطفاً معها، أو يستخدم شعاراتها ورموزها، ومن يتبنى أفكارها.
وفي نوفمبر 2014، أعلن مجلس الوزراء الإماراتي قائمة تضم 84 جماعة وتنظيماً، صنفتها الحكومة الإماراتية على أنها "إرهابية"، ومن بينها «حزب الله الحجاز»، وأعلن الـ«إف بي آي»، في أغسطس العام ذاته، قائمة تضم 26 شخصاً، وصفهم بـ«الإرهابيين الأخطر في العالم»، منهم أربعة عناصر من «حزب الله الحجاز»، وهم: عبدالكريم الناصر وأحمد المغسل، وعلي الحوري، وإبراهيم اليعقوب، وأعلن المكتب مكافآت مالية بملايين الدولارات، لمن يملك معلومات تقود إلى مكان وجودهم، إلا أن مصادر أمنية قللت حينها من مستوى الخطورة الأمنية التي يمثلها السعوديون الخمسة، الذين أدرجهم مكتب التحقيقات الفيديرالي الأمريكي (إف بي آي)،، ضمن «أخطر المطلوبين». وأوضحت المصادر أن هؤلاء المطلوبين، الذين ينتمي أربعة منهم إلى ما كان يعرف بـ«حزب الله الحجاز»، أصبحوا «أوراقاً محروقة»، وأنهم لم يعودوا يشكِّلون «مصادر خطر جدية» على الأمن الأمريكي أو السعودي.
فهل تفتح خطوة القبض على "أحمد المغسل" ملف الفارين المطلوبين والمنتمين لـ"حزب الله الحجاز"، خاصةً في ظل تصاعد وتيرة الإرهاب في المنطقة، والتفجيرات التي تطال من وقتٍ لآخر مناطق ومنشآت ومساجد بالمملكة التي لم تزل توجه ضرباتِها على رأس تحالف عربي، إلى الحوثيين في اليمن؟ للمزيد عن "حزب الله الحجاز" في هذا الرابط (http://www.islamist-movements.com/2571) .
 
 

شارك