مع تعنت الإخوان.. هل تكون "جينيف" الفرصة الأخيرة للحل في ليبيا؟

الأحد 30/أغسطس/2015 - 05:15 م
طباعة مع تعنت الإخوان..
 
ما زالت المفاوضات بين أطراف الحوار الليبي قائمة حتى الآن، في ظل رفض أعضاء المؤتمر الوطني الليبي المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين، والتي يواليها ميليشيات فجر ليبيا- كافةَ البنود المطروحة من قِبل المبعوث الأممي برناردينو ليون لدى ليبيا، والمكلف من الأمم المتحدة لإجراء الحوار وجمع الأطراف المتناحرة على طاولة واحدة.
ووافق المبعوث الأممي برناردينو ليون، من حيث المبدأ بنقل المفاوضات من الصخيرات إلى جنيف في محاولة منه لوضع حد لمناورات الإخوان وسعيهم إلى التأجيل، لتدخل بذلك المفاوضات إلى المرحلة الأخيرة قبل انتهاء مدة ليون في ليبيا.

مع تعنت الإخوان..
في ظل ذلك، أكد أحد أعضاء فريق التفاوض التابع للبرلمان الليبي المعترف به دوليا برئاسة عبد الله الثني، أن المبعوث الأممي برناردينو ليون أكد في اللقاء الأخير بالوفد أنه سيتم الإعلان عن تشكيل حكومة الوفاق في الموعد المحدد، قاطعًا بذلك الطريق على محاولات إخوان ليبيا لربح الوقت.
وقال البرلماني الليبي: إن ليون أكد له أنه مستاء من المؤتمر المنتهية ولايته، وإنه سيشكل الأسبوع القادم حكومة الإنقاذ دون الاكتراث بالأطراف التي ستتغيب عن المفاوضات.
وكان عضو البرلمان الليبي في طبرق أبوبكر مصطفى بعيرة، أكد أن الأسبوع المقبل سيكون حاسمًا في إجراءات تشكيل الحكومة التوافقية التي يسعى طرفا الصراع إلى التوصل إلى صيغتها النهائية.
وتنقسم ليبيا منذ الإطاحة بالرئيس معمر القذافي، إلى حكومتين وبرلمانين وجيشين، واحدة معترف بها دوليًّا وتقيم في طبرق ويواليها الجيش الليبي، والأخرى تابعة للمؤتمر الوطني المنتهية ولايته وتقيم في طرابلس ويواليها ميليشيات فجر ليبيا.
ومنذ بدء الحوار الليبي ويسعى الإخوان إلى عرقلة كافة الجولات حتى تظل ليبيا في حالة فوضى مما تمكنه من السيطرة على البلاد، كما يعمل المؤتمر على المماطلة في المفاوضات إلى شهر أكتوبر بحجة أن بنود الحوار لا ترضيه، والهدف هو الوصول إلى مرحلة يكون فيها البرلمان المعترف به دوليا قد أنهى فترته الانتقالية ويصبح وضعه الدستوري مثل وضع المؤتمر المنتهية ولايته.

مع تعنت الإخوان..
وتفقد بذلك خطة ليون أحد أبرز عناصرها، وهي اعتماد البرلمان كجهة شرعية تصادق على القوانين والملاحق وتضفي شرعية على الحكومة.
ووفق ما يرى مراقبون أن تكليف ليون سينتهي بالملف الليبي في شهر أكتوبر، وهو ما يعني أن جماعة الإخوان تخطط لإعادة الأزمة الليبية إلى المربع الصفر، وتدفع باتجاه الاحتكام إلى القوة لحسم الخلافات وفرض تقسيم ليبيا إلى دولتين واحدة في طرابلس والأخرى في طبرق.
ويذكر أن محاولات الإخوان لتمديد الوقت والمماطلة جاءت بعد أن أعلن صالح المخزوم رئيس وفد المؤتمر المنتهية ولايته للمفاوضات الاستقالة، وقبلها رئيس المؤتمر نوري أبوسهمين.
ورجحت مصادر من داخل المؤتمر أن هذه الاستقالة كانت مناورة لتمديد المفاوضات بينما أكدت مصادر من داخل مدينة مصراتة مركز قوات ميليشيا فجر ليبيا أن هناك خلافات حادة بين فجر ليبيا وقيادة المؤتمر المنحل.
وأعلن ليون عن عقد جولة جديدة من الحوار الليبي الأربعاء المقبل بجنيف بمشاركة المؤتمر الوطني العام الليبي. الممتنع عن المشاركة. 

مع تعنت الإخوان..
وأكد ليون على ضرورة الانتهاء من تلك المفاوضات في إطار المدة المحددة التي تم الاتفاق عليها في جولة المباحثات التي انعقدت في جنيف خلال الفترة من 11 إلى 12 أغسطس الجاري؛ الأمر الذي سيمهد الطريق أمام الأطراف لاعتماد الاتفاق السياسي بشكل نهائي قبل إقراره رسميًّا.
وقال إنه "سيتم الأسبوع المقبل مناقشة الأسماء المطروحة من كافة الأطراف الليبية لتشكيل الحكومة المرتقبة"، مشيرًا إلى أن آلية الاختيار من تلك الأسماء المرشحة هي المتبعة لدى الاتحاد الأوروبي.
وجدد ليون تأكيده على ضرورة الانتهاء من مفاوضات الحوار الليبي؛ بسبب التحديات الكبيرة التي تواجه ليبيا، والتي من ضمنها استمرار معاناة الشعب نتيجة للنزاع وتوسع الخطر الإرهابي لتنظيم داعش وخطر الانهيار الاقتصادي.
واعتبر المبعوث الأممي أن "الحوار الليبي دخل مرحلته النهائية، حيث قطعت المباحثات التي انعقدت طوال السبعة أشهر الماضية شوطًا كبيرًا على صعيد تقليص الاختلافات بين الأطراف"، مؤكدا أن "المسئولية تقع على عاتق قادة ليبيا في كل الجوانب وعلى كل المستويات لكي ينبذوا خلافاتهم ويضعون مصلحة ليبيا فوق كل اعتبار". 
وكان ليون قد دعا يوم الأربعاء في إفادته لمجلس الأمن الدولي الفرقاء الليبيين إلى استغلال الفرصة التاريخية المتاحة أمامهم لصنع السلام، مؤكدًا ثقته في أن عملية الحوار السياسي التي أطلقتها البعثة منذ سبعة أشهر تقترب من مراحلها الأخيرة على الرغم من محاولات عرقلتها.

مع تعنت الإخوان..
وقال: "إن الرسالة الموجهة للقادة الليبيين واضحة وتتمثل في عدم وجود بديل آخر عن العمل المتحد والمشترك؛ ليتمكن الليبيون من النجاح في منع تكرار التقدم الكارثي الذي حققته تنظيم داعش الإرهابي في دول مثل سوريا والعراق".
وقد جدد ليون بالمناسبة امتنانه للجزائر نظير دعمها للوساطة الأممية؛ من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة الليبية.
يواجه برلمان طرابلس والحكومة المعترف بها انشقاقات عديدة وضغوط كبيرة من أطراف متشددة لدي كل منهما، تحول دون الاتفاق على موقف موحد، حيث تقدم أحد أعضاء وفد الحوار في المؤتمر الوطني العام محمد معزب باستقالته من الوفد الأربعاء الماضي، وسبقه في ذلك رئيس الوفد صالح المخزوم، وهو ما منع وفد المؤتمر الوطني العام من الاشتراك في الجولة التي عقدت الخميس الماضي.
ويدخل الحوار الليبي مرحلته النهائية، حسبما يرى مراقبون، بأن انتهاء المهلة المحددة للمبعوث الأممي دون أي نتيجة إيجابية ستؤدى حتمًا إلى استمرار الوضع المأساوي في ليبيا، في ظل مماطلة المجتمع الدولي بالتدخل أيضا وكذلك المساعي الشفوية من جانب الدول العربية دون تدخل فعلي في إنقاذ ليبيا مما آلت إليه.

شارك