هل يحسم جيش " الفتح" مصير الزبداني بانتصارات "الفوعة"؟

الإثنين 31/أغسطس/2015 - 04:44 م
طباعة هل يحسم جيش  الفتح
 
على الرغم من التباعد المكاني بين بلدتي كفريا والفوعة الواقعة في ريف إدلب والمحاصرة من قبل قوات جيش الفتح، ومدينة الزبداني بريف دمشق المحاصرة من قوات النظام وحزب الله- إلا أن مصيرهما ارتبط ببعضهما البعض بعد فشل المفاوضات بين حركة أحرار الشام الإسلامية والوفد الإيراني، حول مصير الأخيرة بعد تهجير أهلها كما طلب الإيرانيون.

هل يحسم جيش  الفتح
قائد عسكري في جيش الفتح كشف عن أزمة المنطقتين وارتباطهما ببعضهما البعض، قائلا: "قوات النظام ومن خلفها إيران لا يمكن التفاوض معها إلا تحت نار المدافع، فالشروط التي تطلبها هي شروط مرفوضة تمامًا، وإذا أرادوا التفاوض على تهجير أهل الزبداني فبيننا وبينهم ساحات المعارك، وما سيحصل للزبداني ستراه إيران أمامها بالفوعة، فمصير أهالي الزبداني هو مصير الآلاف من ميليشياتها في الفوعة وكفريا، وهناك شروط لنا في التفاوض لن نساوم عليها".
 وتشهد مدينة الزبداني ومحيطها معارك متواصلة منذ عدة أشهر؛ بسبب موقعها الاستراتيجي المهم لقوات النظام السوري وفصائل المعارضة المسلحة، وانهارت الهدنة مجددًا بين حركة أحرار الشام الإسلامية والوفد الإيراني، وسط أنباء عن خلافات بين الوفد الإيراني ووفد دمشق، وهو ما أدى إلى فشل مفاوضات وقف إطلاق نار في الزبداني من جهة والفوعة وكفريا من جهة ثانية، ومصدر الخلاف أن الوفد الإيراني وافق على طلب إطلاق سراح آلاف المعتقلين بينهم نساء وأطفال محتجزون لدى النظام، لكن النظام السوري رفض ذلك ولم يستجب لطلبات إيران، بالإضافة إلى أن حركة أحرار الشام اشترطت السماح بخروج مَن هم دون سن 15 عاماً والنساء من أهالي الميليشيات في الفوعة وكفريا، الأمر الذي وافقت عليه إيران ورفضته الميليشيات الشيعية في الفوعة التي كان عناصرها يطمحون للخروج من الحصار، وعلى الرغم من الرفض المتبادل للاتفاق تم استئناف المفاوضات، من أجل انسحاب آمن لمقاتلي الزبداني ومضايا، مقابل خروج نحو ألف مدني من بلدتي كفريا والفوعة كمرحلة أولية للاتفاق، إضافة إلى إدخال مواد طبية وغذائية، إلى كل من الزبداني ومضايا وكفريا والفوعة وإخراج جرحى من البلدات والمدن الأربع السابقة».

هل يحسم جيش  الفتح
وعلى الرغم من ذلك رصد "المرصد السوري لحقوق الإنسان" استئناف الاشتباكات والقصف مع انتهاء الهدنة بين الطرفين وأكد محمد أبو القاسم، الأمين العام لـ «حزب التضامن» الذي فوضته الفصائل المقاتلة في الزبداني التفاوض باسمها، انتهاء الهدنة وفشل المفاوضات وعودة العمليات العسكرية إلى البلدات الثلاث، وهو ما دفع إلى إحراز جيش الفتح تقدم جديد على جبهة الفوعة؛ حيث سيطرت على عدة مواقع في محيط بلدة الفوعة منها موقع فرن الدخان الثاني والخطوط الدفاعية الأولى بالقرية، كما سيطر على حاجز الكهرباء ومنطقة الصواغية الاستراتيجية بشكل كامل، وعلى عدة نقاط في منطقة دير الزغب.
وتعتبر منطقتا فرن الدخان والصواغية خط الدفاع الأول عن بلدة الفوعة من الجهة الشمالية الشرقية، بينما تعتبر دير الزغب خط الدفاع من الجهة الغربية، أي أن قوات جيش الفتح أصبحت على مشارف البلدة التي تضم مئات من الميليشيات الإيرانية ليكشف القائد العسكري في حركة أحرار الشام أبو مالك عن أنهم قاموا بالتمهيد للمعركة بإطلاق أكثر من 700 قذيفة على قوات النظام المتمركزة في الفوعة ومنطقة الصواغية، ومن ثم قاموا بالهجوم على مواقع الميليشيات؛ مما أجبرهم على ترك مواقعهم والهروب إلى داخل بلدة الفوعة بعد تحقيق إصابات مباشرة في صفوفهم، وأنهم استطاعوا قتل 12 جنديًّا للنظام أثناء كمين محكم بالقرب من منطقة الصواغية بعد السيطرة عليها، وأن طائرات النظام الحربية لم تستطع مؤازرة القوات الموجودة على الأرض؛ بسبب هطول الأمطار.

هل يحسم جيش  الفتح
وأعلنت «حركة أحرار الشام» مقتل عناصر لقوات الأسد بينهم ضابط برتبة عميد في عملية نوعية في دمشق، إطلاق عليها "نصرةً للزبداني"، بالإضافة إلى سقوط 200 قذيفة وصاروخ على مناطق في بلدتي الفوعة وكفريا، ليرد الطيران الحربي السوري بغارات على مدينة بنش وبلدة معرة مصرين ومناطق أخرى في محيط البلدتين، إضافة إلى قصف مناطق في بلدة بسامس بجبل الزاوية ومناطق في مدينة جسر الشغور، أدت إلى مقتل ثلاثة بقصف الأطراف الجنوبية لبلدة كفرنبل بريف معرة النعمان الغربي، إضافة إلى سقوط جرحى بقصف بلدة أورم الجوز قرب أريحا، ورد جيش الفتح بعشرات القذائف على مناطق الطائفة الشيعية الموالين للنظام، ودارت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين له وجيش الفتح في محيط قمة النبي يونس بجبل الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي، وسط أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين وسط تقدم للمقاتلين في المنطقة ومعلومات عن سيطرتهم على تلة استراتيجية.
 يذكر أن البداية كانت من "جيش الفتح"؛ حيث استهدف في 20 يونيو 2015م، بلدتي "الفوعة وكفريا" المواليتين للنظام بعشرات قذائف المدفعية محلية الصنع، ضمن حملة استهدفت من بدايتها الضغط على قوات النظام لإيقاف حملته على مدينة الزبداني، وأعلن وقتها أن المعركة لن تتوقف إلا إذا توقف النظام عن قصف المدنيين داخل الزبداني، وعدم التفكير باقتحامها مجدداً، وتعتبر بلدتي "كفريا والفوعة" آخر التجمعات السكنية التي يسيطر عليها النظام في كامل مساحة محافظة إدلب، ويقطنها أتباع الطائفة الشيعية، وكان النظام زج بغالبية أبنائهما في معاركه في دمشق، وترك البقية مقسمين بين مدينتي إدلب وأريحا، قبل أن يتمكن جيش الفتح من السيطرة على كلا المدينتين.

هل يحسم جيش  الفتح
مما سبق نستطيع أن نستنتج أن جيش الفتح يساوم النظام والقوات الإيرانية الداعمة له بهدف تحفيف الضغط على منطقة الزبداني الاستراتيجية وذات الأغلبية السنية، بينما النظام السوري يحاول الحفاظ على معمل تفريخ مقاتليه في البلدات الشيعية في الفوعة، وهو ما يدركه جيش الفتح جيدًا، ويحاول أن يستفيد منه. 

شارك