توقيف مجموعة في عدن يديرها «الحرس الثوري».. هل ستنجح اليمن في عبور الفخ الإيراني؟

الثلاثاء 01/سبتمبر/2015 - 01:35 م
طباعة توقيف مجموعة في عدن
 
في ظل الحرب الدائرة في اليمن، ومع الاتهامات بتورط إيران في دعم جماعة أنصار الله "الحوثيين"، وعقب وجود عمليات إرهابية في عاصمة الجنوب اليمني عدن بعد تحريها على يد المقاومة الشعبية والقوات الموالية لحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، أشارت تفجيرات عدن إلى وجود أيادٍ خارجية، وأن "إيران" وراء هذه التفجيرات.

اتهامات لإيران

اتهامات لإيران
كشفت مصادر مقربة من محافظ عدن نايف البكري لـ «الحياة» أن قوات الأمن قبضت أمس على 12 شخصاً بتهمة التخطيط لأعمال تخريبية في المناطق الجنوبية المحررة، وعثرت بحوزتهم على أجهزة متطورة لتأمين الاتصال بين صنعاء وطهران.
 وأشارت أنباء إلى أن قائد المجموعة التي تم القبض عليها هو من «الحرس الثوري» الإيراني. وضبطت قوات الأمن أسلحة كانت بحوزة المجموعة وخرائط لمدينة عدن وضواحيها، مؤكدة أن قادة الحوثيين ونظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح يقفون وراء هذه المجموعة التي تتلقى التعليمات من قائدها الإيراني.
وذكرت المصادر أن عناصر المجموعة كانوا يقيمون في فيلا في «المنطقة الخضراء» في عدن، وحصلوا على بطاقات هوية من مصلحة الأحوال الشخصية المركزية في صنعاء بأسماء مزورة باعتبارهم من أبناء الجنوب اليمني.
كما ذكر موقع "فري بيكون" الأمريكي المعني بأخبار الأمن القومي والقضايا السياسية بالولايات المتحدة، أن المخابرات الأمريكية أصدرت مؤخرًا تقريرًا استخباريًّا يفيد بأن إيران تعمل حاليًا على إرسال مزيد من المقاتلين إلى اليمن لمساعدة الحوثيين في السيطرة على البلاد.
وحسب التقرير، فإن المخابرات الأمريكية تعتقد أن عدد المقاتلين الإيرانيين والعراقيين الشيعة الموجودين الآن في اليمن لمساعدة الحوثيين نحو 5 آلاف مقاتل، لكنها ليس لديها أي معلومات عن عدد مقاتلي حزب الله الموجودين هناك.

إيران والحوثيون

إيران والحوثيون
الإعلان توقيف مجموعة من الحرس الإيراني في اليمن ليست هي الأولى، فقد كشف ﻭﻛﻴﻞ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﺪﻥ، ﺭﺋﻴﺲ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ، ﻧﺎﻳﻒ ﺍﻟﺒﻜﺮﻱ، في مايو الماضي، عن وجود أسرى إيرانيين من الحرس الثوري في قبضة المقاومة، مؤكدًا وجود إيرانيين يقاتلون إلى جانب المتمردين الحوثيين.
وقال البكري في تصريحات لصحيفة "الوطن" السعودية: إن عشرات الأسرى من المتمردين الحوثيين بحوزتهم، موضحًا أن الكثير ﻣﻨﻬﻢ ﺗﺮﺍﺟﻌﻮﺍ ﻋﻦ ﻣﻮﺍﻗﻔﻬﻢ ﻭﺍﻧﻀﻤﻮﺍ ﻟﻠﻤﻘﺎﻭﻣﺔ. وقال البكري: إن ﻫﺆﻻﺀ ﻏﺮﺭ ﺑﻬﻢ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻮﻥ ﻭﺃﻏﺮﻭﻫﻢ ﺑﺎﻟﻤﺎﻝ، ﻭﺃﻭﻫﻤﻮﻫﻢ ﺃﻥ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻣﻮﻥ ﺑﻪ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ.
التصريحات اليمنية، والأنباء التي تسرب من وقت إلى آخر، عن وجود دور إيراني أو مشاركة قادة إيرانيين في اليمن بجوار الحوثيين، ليس هو وليد اليوم، فهي علاقة ممتدة منذ خروج مؤسس جماعة أنصار الله بدر الدين الحوثي إلى طهران، في نهاية حرب عام 1994، ومن يومها وامتدت العلاقات بين الحوثيين وقادة الحرس الثوري الإيراني.
يعد حسين الحوثي- الابن الأكبر لـ بدر الدين- المؤسس الفعلي لجماعة الحوثيين، وأسس حزب "الحق" بعد فتح المجال للتعددية السياسية عام 1990، واحتل مقعدًا في مجلس النواب، وأسس كذلك "تنظيم الشباب المؤمن" عام 1991.
وارتبط حسين كوالده بمرجعيات إيران، وسافر إلى قم، وتأثر كثيرًا بالثورة الخمينية ومبادئها، وتلقى دورات تدريبية لدى حزب الله اللبناني الشيعي، بالإضافة إلى إقامة علاقات واسعة النطاق مع الحرس الثوري الإيراني.
الأهم من ذلك هو إيفاد الطلاب من اليمن إلى إيران بحجة الدراسة، وراحت تستقبل بحفاوة العشرات من الموفدين نحوها ليس من أجل العلم، وإنما لتقوم بصياغتهم صياغة جديدة بما يخدم أهدافها. 
لذك وعقب سيطرة الحوثيين على صنعاء في سبتمبر من العام الماضي، وهي تدعم كل تحركات الحوثيين في السيطرة على مقاليد الأمور في البلاد، وكانت أول زيارة لوفد من جماعة الحوثيين عقب السيطرة على مقاليد الأمور في القصر الحاكم بصنعاء، كانت إلى طهران وعقد اتفاقيات اقتصادية وعسكرية.

اعتراف إيراني

اعتراف إيراني
وكان لقادة إيران والحرس الثوري العديد من التصريحات والتي تمثل وجود علاقة مع الحوثيين، ففي مايو الماضي، أدلى نائب قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، العميد إسماعيل قاآني، بتصريحات وصفت بالـ "عنجهية"، وقال فيها: "إن جماعة أنصار الله –الحوثيين- التي تدافع عن اليمن اليوم تدربت تحت العلم الإيراني"، مضيفا: "كل الذين يقفون معنا اليوم هم في الواقع جاءوا للوقوف تحت العلم الإيراني، وهذه تعد نقطة قوتنا الإقليمية الفاعلة والحقيقية في منطقة الشرق الأوسط، التي يفتقدها أعداؤنا"، وفقًا لصحيفة مشرق نيوز الإيرانية.
وفي تفاخر وهمي قال العميد الإيراني: "لقد اكتسبنا قوتنا وعظمتنا في المنطقة من خلال قدرتنا العسكرية، ومن خلال الدول والتيارات التي تقف إلى جانب الثورة الإيرانية، وتعمل تحت العلم الإيراني في منطقة الشرق الأوسط".
كما أكد القائد العام للحرس الثوري الإيراني، اللواء محمد علي جعفري، أن إيران هي التي صنعت الجماعة الحوثية في اليمن بقوله: إن "المقاومة اليمنية"- ويقصد جماعة الحوثي في اليمن- تعتبر اليوم آخر إنجاز للثورة الإيرانية، وإن "الحوثيين يتخذون من الثورة الإيرانية نموذجًا لمقاومة النظام المتسلط"، على حد تعبيره.
وأضاف جعفري في تصريحات صحفية، مايو الماضي، أن "مشروع تصدير الثورة الإيرانية إلى الخارج يسير بشكل جيد، وإننا نشهد صحوة ومقاومة إسلاميتين"، حسبما نقلت عنه وكالة "فارس".
وزعم جعفري أن الثورة الإيرانية حققت نجاحات عديدة في الداخل والخارج، قائلا: "إننا نشاهد اليوم آخر إنجازات الثورة الإيرانية في اليمن؛ حيث يقاوم اليمنيون (الحوثيون) النظام المتسلط؛ حيث لا يستطيع الأعداء الإقليميون والدوليون وقف هذه الحركة".

المشهد اليمني

المشهد اليمني
تحرير اليمن وخاصة محافظات الجنوب والسيطرة على أغلب محافظات الوسط اليمني، يضيق الخناق علي جماعة الحوثيين، في ظل فشل مساعي الحوار، ومع وضع اللمسات الأخيرة لتحرير صنعاء، أصبحت زعزعة استقرار الجنوب والمدن المحررة تحت شعار ظهور رايات تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" أو تنظيم القاعدة في اليمن، ليوضح رسالة إلى الشعب اليمني والمجتمع الدولي أن هدف الحوثيين من السلطة هو إغراق اليمن في حرب أهلية، وفوضى أمنية، تدار من الخارج بمساعدة من الداخل، وهو المخطط الذي بات واضحًا في الجنوب عبر أيادي إيران في الداخل اليمني، فهل ستنجح اليمن في عبور الفخ الإيراني؟

شارك