إخوان ليبيا تلجأ لتركيا لإنقاذ مكانتها في السلطة
الثلاثاء 01/سبتمبر/2015 - 02:20 م
طباعة
رغم كافة المساعي التي يقوم بها المبعوث الأممي لدى ليبيا برناردينو ليون، إلا أن كافة المحاولات تبوء بالفشل في كل جولة من جولات الحوار، ويواصل ليون مساعيه في جمع الأطراف على طاولة واحدة قبل نهاية انتهاء مدة تفويضه بهذه المهمة قبل شهر أكتوبر المقبل، حيث يبدأ ليون، اليوم الثلاثاء 1 سبتمبر 2015، مشاورات في تركيا مع ممثلين عن المؤتمر الوطني العام-المنتهية ولايته، لمناقشة سبل إتمام عملية الحوار والتوصل إلى حل سلمي للأزمة السياسية والنزاع العسكري الذي يعصف بالبلاد.
يسعى المؤتمر الوطني المنتهية ولايته والمحسوب على جماعة الإخوان المسلمين ويواليه ميلشيات فجر ليبيا، ويقيم في طرابلس، إلى عرقلة الحوار بأي طريقة حتى تنتهي مدة ليون دون الوصول إلى أي حلول تؤدي إلى عودة الاستقرار لليبيا، وذلك سعيًا من الإخوان للوصول إلى الحكم بطرق "ملتوية".
وتشهد ليبيا انقسامات عديدة منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي، حيث استغلت جماعة الإخوان الفوضى التي شهدتها البلاد، وأرادت أن تصعد إلى الحكم بالضغط على الحكومة المعترف بها دوليًا والمقيمة في طبرق ولكن دون نتيجة؛ حيث إن حكومة عبدالله الثني تسعى لتشكيل حكومة وفاق وطني حسبما جاء في بنود الاتفاق المطروح من الأمم المتحدة؛ وهو الأمر الذي ترفضه الحكومة الموازية الإخوانية بغرض استمرار النزاعات وتمكنها من الهيمنة والسيطرة على البلاد.
واختار أعضاء المؤتمر الوطني، تركيا، لوضع شروطهم على الأمم المتحدة؛ حيث إن تركيا معروفه بتبنيها منهج وفكر جماعة الإخوان في جميع أنحاء العالم، وكذلك توقعًا منهم بأن تركيا ستقوم بالضغط على المبعوث الأممي لقبول الشروط المطروحة من جانب المؤتمر الوطني العام، وهي صعودهم في الحياة السياسية وحصولهم على أعلى نسبة في المشاركة حال تشكيل حكومة وفاق وطني.
وأفادت بعثة الأمم المتحدة للدعم، في بيان، بأن اجتماع اسطنبول، الذي سينعقد قبل بدء جلسة الحوار المزمعة في جنيف بعد غدًا الخميس 3 سبتمبر 2015، سيتطرق إلى تحفظات المؤتمر الوطني العام المتعلقة بالاتفاق السياسي وسبل تبديدها.
وناشد البيان أطراف الصراع في ليبيا بإعلاء مصلحة البلاد الوطنية والانخراط بشكل بناء في المناقشات لتسريع عملية الحوار، وفق البيان.
وأشار، إلى أن رئيس البعثة الأممية في ليبيا، أعرب عن امتنانه لتركيا على استضافتها لهذا الاجتماع وعلى دعمها المستمر لعملية الحوار السياسي الليبي.
وتستعد بعثة الأمم المتحدة لرعاية جولة جديدة حاسمة من المحادثات في جنيف يومي الخميس والجمعة المقبلين، على أمل التوصل إلى اتفاق يمهد الطريق أمام توقيع الأطراف المتنازعة على اتفاق.
ويواجه برلمان طرابلس الإخواني، والحكومة المعترف بها انشقاقات عديدة وضغوط كبيرة من أطراف متشددة لدي كل منهما، تحول دون الاتفاق على موقف موحد، حيث تقدم أحد أعضاء وفد الحوار في المؤتمر الوطني العام محمد معزب باستقالته من الوفد الأربعاء الماضي، وسبقه في ذلك رئيس الوفد صالح المخزوم، وهو ما منع وفد المؤتمر الوطني العام من الاشتراك في الجولة التي عقدت الخميس الماضي.
ورجحت مصادر من داخل المؤتمر أن هذه الاستقالة كانت مناورة لتمديد المفاوضات، بينما أكدت مصادر من داخل مدينة مصراتة مركز قوات ميليشيا فجر ليبيا أن هناك خلافات حادة بين فجر ليبيا وقيادة المؤتمر المنحل.
ويدخل الحوار الليبي مرحلته النهائية؛ حيث يرى مراقبون بأن انتهاء المهلة المحددة للمبعوث الأممي دون أي نتيجة إيجابية ستؤدي حتمًا إلى استمرار الوضع المأساوي في ليبيا، في ظل مماطلة المجتمع الدولي بالتدخل أيضًا، وكذلك المساعي الشفوية من جانب الدول العربية دون تدخل فعلي في إنقاذ ليبيا مما آلت إليه.
