تلاسن إيراني أمريكي جديد.. يزدي "أنتم عدونا الأوحد وأوباما "تمارسون اعتداءات غير تقليدية"

الثلاثاء 01/سبتمبر/2015 - 03:31 م
طباعة تلاسن إيراني أمريكي
 
على الرغم من إقرار الاتفاق النووي مع إيران برعاية وحماية الولايات المتحدة الأمريكية ومحاولات الرئيس الأمريكي باراك أوباما طمأنة المعترضين على الاتفاق بأن الولايات المتحدة لن تترك إيران تمارس تأثيرها في المنطقة من دون مواجهته- إلا أن ذلك لم يمنع إيران من ممارسة نفوذها بالمنطقة؛ مما دفع إلى استمرار المشاحنات بين الطرفين؛ حيث اتهم أوباما، إيران بشكل صريح بأنها قوة إقليمية تمارس اعتداءات بوسائل غير تقليدية من خلال تنظيمات تابعة لها، على دول الجوار، وأنه يجب إيقافها عند حدها ويجب تنسيق الجهود؛ مع دول الخليج لمنع تصدير الأسلحة الإيرانية، وتبادل المعلومات وتنسيق المنظومات المضادة للصواريخ.
تلاسن إيراني أمريكي
 وكان الرد الإيراني سريعًا حيث قال آية الله محمد يزدي رئيس مجلس خبراء القيادة الإيراني: إن الولايات المتحدة تبقى "العدو رقم واحد" لإيران رغم الاتفاق النووي، وإن الاتفاق النووي المبرم مع القوى الكبرى يجب أن لا يغير سياساتنا الخارجية والجمهورية الإسلامية، ولا تزال تعتبر الولايات المتحدة العدو رقم واحد، وإن إيران لن تسمح للولايات المتحدة بالسيطرة مجدداً على اقتصاد البلاد، وإن الولايات المتحدة ووراءها إسرائيل تقفان وراء كل المؤامرات وتشعل المنطقة في العراق وسوريا واليمن لحماية إسرائيل.
 الأوساط الأمريكية نفسها غير مطمنئة للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وتوجه الاتهامات إلى إيران؛ حيث قال إيمانويل أوتولنغي، من مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية: إن "الرئيس أوباما أعطى حلفاءه في المنطقة وعوداً عديدة بما فيها خطوط حمراء، بما يتعلق بالبرنامج النووي ونعرف أنه تم تخطي الخطوط الحمراء والولايات المتحدة قدمت تنازلات لإيران، وأن ما يقارب 50 مليار دولار سوف تضخ في الاقتصاد الإيراني، ولكن هناك من يشكك في الاتفاق، ويرى أن هذه الأموال ستذهب إلى مؤيدي إيران مثل حزب الله والميليشيات في العراق، وأن أتباع إيران ليسوا عوامل استقرار، لنقلها بلطف.. إنهم يحاربون وهم ملحقات للنظام الإيراني ولأهدافه في المنطقة، وبدلاً من رؤيتهم كعامل استقرار يجب النظر إلى كونهم يتسببون بالحرائق".
تلاسن إيراني أمريكي
هذا التلاسن سبقه حديث آية الله علي خامنئي الذي اعتبر فيه أن الاتفاق النووي مع القوى العظمى لن يغير سياسة إيران في مواجهة "الحكومة الأمريكية المتغطرسة"، ولا سياسة إيران لدعم "أصدقائها" في المنطقة، وأن جمهورية إيران الإسلامية لن تتخلى عن دعم أصدقائها في المنطقة، والشعبين المضطهدين في فلسطين واليمن والشعبين والحكومتين في سوريا والعراق والشعب المضطهد في البحرين والمقاتلين الأبرار في المقاومة في لبنان وفلسطين.
وأضاف أن "سياستنا لن تتغير في مواجهة الحكومة الأمريكية المتغطرسة، وأن سياسات الولايات المتحدة في المنطقة متعارضة بنسبة 180% مع مواقف جمهورية إيران الإسلامية، وكررنا مرات عديدة أننا لا نجري أي حوار مع الولايات المتحدة حول المسائل الدولية والإقليمية أو الثنائية. لقد تفاوضنا في بعض الأحيان، كما في الموضوع النووي، مع الولايات المتحدة على أساس مصالحنا".
تلاسن إيراني أمريكي
 هذا الخطاب- خطاب خامنئي- أثار امتعاض الولايات المتحدة الأمريكية واعتبرته "مزعجًا" ورد عليه جون كيري وزير الخارجية الأمريكي قائلًا: "إن الخطاب الذي ألقاه الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي يوم الجمعة، وتوعد خلاله بتحدي السياسات الأمريكية في المنطقة رغم الاتفاق الذي أبرمته إيران مع القوى الدولية بشأن برنامجها النووي "مزعج للغاية"، ولا أعرف كيف أفسر ذلك في مثل هذا الوقت سوى بالتعامل مع ما يبدو في ظاهره.. هذه هي سياسته لكني أعرف أنه عادة ما تتطور الأمور بشكل مختلف عن التصريحات التي تدلى في العلن إذا كانت هذه هي السياسة فهذا أمر مزعج ومقلق للغاية".
ليبقى التلاسن الأمريكي الإيراني هو شعار معركة ما بعد "الاتفاق النووي" الذي استفادت منه الولايات المتحدة وإيران فقط على حساب أمن ووحدة المنطقة العربية وأمان شعوبها.

شارك