مع إعلان تركيا الحرب ضد التنظيم الإرهابي.. "داعش" تهدر دم "أردوغان"

الأربعاء 02/سبتمبر/2015 - 03:21 م
طباعة مع إعلان تركيا الحرب
 
رغم العلاقة الوثيقة التي كشفتها أفعال تركيا علي مدار المرحلة السابقة بدعمها للجماعات الإرهابية، وبالأخص في ظل توغل وانتشار التنظيم الإرهابي "داعش" في أنحاء العالم، بدأ الطرفان يشنان هجوما حادًّا تجاه بعضهما البعض.
مع إعلان تركيا الحرب
بدأت أولى الهجمات عقب انضمام تركيا للتحالف الدولي في مواجهة داعش رسميًّا، وشن أول ضرباتها على مواقع التنظيم الجمعة الماضية؛ الأمر الذي أشعل غضب التنظيم الإجرامي داعش، وأصدر فتوى لإهدار دم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، معتبرًا أنه مرتد.
ويبدو أن تركيا أنهت مصالحها المشتركة مع التنظيم الإرهابي "داعش" في ظل الاتفاقات والصفقات التي انعقدت بينهما على مدار العام الماضي، ووصل الأمر إلى تصفية حسابات بينهما.
وكانت تركيا شاركت قبل أيام، بأولى طلعاتها الجوية لضرب التنظيم المتشدد، بعد سماحها للطيران الأمريكي باستخدام قاعدة أنجرليك الحساسة جنوب البلاد، لطلعاته الجوية.
وأعلن التنظيم اليوم الأربعاء 2 سبتمبر 2015، إهدار دم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، لمشاركته في التحالف الدولي الذي تتزعمه الولايات المتحدة الأمريكية لضرب معاقل التنظيم المتشدد في سوريا والعراق.
وأصدر داعش فتوى نشرها على أحد المواقع الإلكترونية التابعة له؛ جاء فيها: "أردوغان المرتد يستحق الموت، لدعمه التحالف الدولي بزعامة الولايات المتحدة، وقيام الطائرات التابعة لهم بضرب مواقعنا".
وقال التنظيم في بيانه: "إن أردوغان يتحرك مع النصارى واليهود الكفار، ويساهم في إهدار دماء المسلمين"، مضيفًا أن فتوى إراقة دمه ستنتهي بمجرد إعلانه توبته، وإقلاعه عن دعم التحالف الدولي بزعامة أمريكا.
وأعلنت رئاسة هيئة الأركان التركية، أن الدبابات التركية، قصفت أمس الثلاثاء، مواقع لتنظيم داعش داخل الأراضي السورية المتاخمة لولاية كِلس، جنوب تركيا، رداً على مصرع جندي تركي بنيران من الداخل السوري.
مع إعلان تركيا الحرب
ودخلت تركيا الحرب ضد تنظيم داعش عقب تفجير سروج الدامي، جنوب البلاد، الذي راح ضحيته 32 ناشطاً كردياً يسارياً، وحمل بصمات التنظيم المتشدد.
يأتي هجوم تركيا الرسمي على مواقع داعش، بعدما يقارب من عام على شن التحالف الدولي بقيادة أمريكا، هجماته ضد التنظيم، ورفض تركيا المشاركة ضمن الدول التي انضمت للقضاء على داعش الإرهابي.
وكان شن الطيران التركي لأول مرة الجمعة الماضي  28 أغسطس 2015 أولى هجماته ضد التنظيم، في سوريا، بحسب ما أعلنت وزارة الخارجية التركية السبت؛ حيث تمتلك تركيا ثاني أكبر جيش في دول حلف شمال الأطلسي.
كانت وقعت تركيا في يوليو الماضي اتفاقًا آخر مع الولايات المتحدة فتحت بموجبه أنقرة قاعدة إنجرليك الجوية جنوبي البلاد للطائرات الأمريكية التي تشارك في شن غارات على تنظيم الدولة في إطار التحالف الدولي.
وتشن تركيا بشكل منفرد منذ أسابيع غارات جوية على مواقع داعش في شمالي سوريا، وكذلك استهدفت بصورة خاصة متمردي حزب العمال الكردستاني على الاراضي التركية وفي شمال العراق حيث للحزب معاقل.
الجدير بالذكر أن موقف تركيا في مواجهة داعش، ظل غامضًا لفترة طويلة، وعقب أن اقتحم التنظيم مدينة كوباني الواقعة على حدودها، رغم قرار البرلمان السماح بذلك، بدأت في الهجمات على مواقعه.
 ووضعت شروطًا للانضمام إلى التحالف الدولي ما يدعم الآراء القائلة إن أنقرة تدعم داعش، في إطار مؤامرة يقودها الرئيس أردوغان لتحصين المصالح التركية في سوريا والعراق؛ الأمر الذي يضع الحكومة التركية في مواجهة الغضب الدولي والإقليمي والشعبي.
مع إعلان تركيا الحرب
كان خبراء رأوا أن غرور أردوغان وحقده جعلاه يعمل على دعم الجماعات الإرهابية، انتقامًا من الولايات المتحدة وحلفائها ومن أوروبا التي رفضت انضمام تركيا إلى اتحادها، وانتقامًا مزدوجًا من دول المنطقة العربية، التي رفضت شعوبها تطبيق نموذج العدالة والتنمية عليها، وثارت ضد تنظيمات الإخوان المدعومة من الحزب الحاكم في تركيا، فضلا عن الطموح التاريخي لأردوغان وأنصاره من العثمانيين الذين أرادوا غزو الشرق الأوسط من جديد، ولكن على حصان الإخوان هذه المرّة، إلا أن اللجام انقطع بهم فتحولوا إلى تمويل الإرهاب.
ويرى مراقبون أنه مع بدء تركيا حربها ضد تنظيم داعش، ومن ثم حزب العمال الكردستاني ازداد تقاربها مع حليفتها الولايات المتحدة الأمريكية، هذه الأخيرة تسعى منذ بداية الحرب على ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية لجذب أنقرة لتكون رأس الحربة في الهجمات على التنظيم انطلاقًا من أراضيها، وهو ما بدأ يتجلى على أرض الواقع بعد عدة صفقات معلنة وأخرى سرية.

شارك