مع ارتفاع أعداد اللاجئين.. ازدياد هجمات اليمين المتطرف في ألمانيا

الأربعاء 02/سبتمبر/2015 - 08:07 م
طباعة مع ارتفاع أعداد اللاجئين..
 
أعلنت وزارة الداخلية الألمانية أنها سجلت ارتفاعا كبيرا في عدد الهجمات على أماكن إيواء اللاجئين خلال النصف الأول من العام الحالي مقارنة بالأعوام السابقة.
وفى الوقت نفسه حذر مدير المخابرات الداخلية الالمانية هانز جورج ماسن من هجمات مقبله  قد يشنها اليمين المتطرف في ألمانيا. وقال ماسن في مقابلة مع مجلة "شتيرن" الألمانية إن عدد الهجمات المتصاعد على مراكز إيواء اللاجئين في ألمانيا يوضح أن الرادع من استخدام العنف، في تراجع مستمر. وأضاف مدير المخابرات بالقول: "لا يمكننا أن نستثني في الظروف الحالية تشكل مجاميع يمينية متطرفة مستعدة لشن هجمات".
 جدير بالذكر أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قد تعهدت الأسبوع الماضي بعدم التسامح مع الهجمات ضد طالبي اللجوء، ومواجهة اليمين المتطرف الذي استقبلها بصيحات الاستهجان لدى وصولها إلى مركز إيواء في مدينة  هايديناو .

وتشهد ألمانيا منذ أسابيع سلسلة أحداث من حرائق مفتعلة وتهديدات واعتداءات وحتى تظاهرات، كان أكبرها في مدينة هايديناو بساكسونيا شرق البلاد، إذ تحولت إلى أعمال عنف أصيب فيها 30 شرطياً بجروح.

الأعمال اليمينية المتطرفة لا تقتصر على شرق ألمانيا

الأعمال اليمينية
وفي سياق التحقيق في الهجمات على مراكز إيواء اللاجئين أعلنت الشرطة الألمانية اليوم الاثنين أن أحد الثلاثة المشتبه في إضرامهم النار بنزل للاجئين في مدينة زالتسهيمندورف غربي ألمانيا من متطوعي قوات الإطفاء، وكانت السلطات المحلية للمدينة ذكرت من قبل أن الشبهات تحوم حول تورط أحد رجال الإطفاء في الهجوم. وقال متحدث باسم الشرطة إن المشتبه به ساعد في أعمال إطفاء الحريق ليلة. ويقبع مع رجل آخر وامرأة في السجن على ذمة التحقيق بتهمة الشروع في القتل.
ويشتبه في أن الثلاثة ألقوا زجاجة مولوتوف عبر أحد نوافذ النزل، والتي دخلت إلى غرفة امرأة منحدرة من زيمبابوي كانت تنام فيها مع أبنائها الثلاثة، وتمكنت قوات الإطفاء التي تلقت بلاغا من أحد الجيران من السيطرة على الحريق قبل امتداده لحجرات أخرى في المبنى.
 
وفى سياق متصل دعا وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير إلى المزيد من التكاتف داخل الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بأزمة اللجوء. وقال شتاينماير اليوم الأربعاء عقب لقائه بنظيره الأردني ناصر جودة بالعاصمة الألمانية برلين، إن الأزمة تتخذ حالياً "بعداً يحتم علينا أن يقف أحدهم ويشير بأصابع الاتهام إلى آخر". وأضاف الوزير الألماني قائلاً: "اعتقد أننا لن نستمر هكذا".
 وفي الوقت ذاته أعلن شتاينماير عن مبادرة بالتعاون مع فرنسا وإيطاليا ستطرح في اللقاء القادم لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لوكمسبورغ في نهاية الأسبوع الجاري. وتتعلق هذه المبادرة بتحقيق "توزيع أكثر عدلاً" للاجئين داخل أوروبا.
وتجنب شتاينماير توجيه أي انتقاد مباشر لشركائه في الاتحاد الأوروبي. ولكن بالنظر إلى الوضع في المجر، حيث توجد أعداد كبيرة من اللاجئين أمام محطة القطار الرئيسة للعاصمة المجرية بودابست، قال الوزير الألماني: "إن عدد اللاجئين لا يمكن أن يكون سببا للتعامل معهم على نحو غير لائق، وكل دولة ملتزمة بفعل ما في استطاعتها من أجل توفير إقامة إنسانية للاجئين. والتسجيل يندرج ضمن ذلك".
 
وقد طالبت ألمانيا الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي باستقبال مزيد من اللاجئين وبإظهار تضامن أكبر، في وقت يتوقع وصول مليون لاجئ إلى ألمانيا هذا العام. 
وقالت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل للصحفيين في برلين "إذا كان لدى أوروبا التضامن وأبدينا نحن تضامنا تجاه الآخرين فسنحتاج إلى أن نظهر التضامن الآن".

العرب

والجدير بالذكر أن ميركل تحولت إلى "محبوبة مواقع التواصل" بعد قرار بلادها وقف إعادة طالبي اللجوء السوريين إلى دولة الوصول في الاتحاد الأوروبي. وفيما حظيت المستشارة بتأييد كبير من المغردين العرب، اتسمت ردود الفعل الألمانية بالانقسام الواضح. 
"ماما ميركل"، "المستشارة الحنونة" و"أرجل من حكام العرب".. أوصاف عجت بها وسائل التواصل الاجتماعي بمجرد إعلان ألمانيا تعليق العمل باتفاقية دبلن التي تنص على إعادة اللاجئين لأول دولة دخلوا عن طريقها إلى الاتحاد الأوروبي. وجاء هذا القرار بمثابة الهدية لطالبي اللجوء السوريين الذين لن يضطروا للعودة لأول دولة وصلوا إليها في الاتحاد.
 وتسبب القرار في موجة من الترحيب بموقف المستشارة الألمانية على مواقع التواصل الاجتماعي، عبر صور جمعت بين عبارات بالألمانية والعربية، لاسيما وأن القرار تزامن مع تصريحات ميركل التي تعهدت فيها بعدم التسامح مع الهجمات التي تستهدف طالبي اللجوء في بلادها.
وتتوقع ألمانيا أن يزيد عدد طالبي اللجوء إليها إلى أربعة أمثاله ليصل إلى نحو 800 ألف هذا العام وهو رقم أكده وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير اليوم الأحد، لكن اثنين من رؤساء حكومات الولايات الألمانية الست عشرة قالا إن هذا الإجمالي قد يبلغ مليونا هذا العام. وقالت مصادر من حزب المستشارة ميركل إن من المقرر أن تجتمع المستشارة مع شخصيات كبيرة من حزبها المحافظ في وقت لاحق من اليوم لتقرير كيفية التعامل مع هذه الأزمة.

اجتماع أوروبي طارئ

اجتماع أوروبي طارئ
ومن جانبها أعلنت لوكسمبورغ، التي تتولى حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، اليوم الأحد عن عقد اجتماع طارئ لوزراء داخلية وعدل دول الاتحاد في الرابع عشر من سبتمبر المقبل في بروكسل للتشاور بشأن الارتفاع القوي في أعداد اللاجئين القادمين إلى أوروبا.
وأوضحت حكومة لوكسمبورغ أن الهدف من هذا الاجتماع هو تعزيز " الرد الأوروبي" على الأزمة الراهنة، وجاء في بيان لحكومة لوكسمبورغ إن "الوضع على صعيد الهجرة خارج وداخل حدود الاتحاد الأوروبي اتخذ في الآونة الأخيرة أبعادا غير مسبوقة."
وتأتي الدعوة إلى هذا الاجتماع بعد بضع ساعات من نداء مشترك في هذا الصدد وجهته ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وأعقب اجتماعا لوزراء داخلية فرنسا برنار كازنوف وألمانيا توماس دي ميزيير وبريطانيا تيريزا ماي على هامش لقاء في باريس عقدته تسع دول أوروبية، خصص لمناقشة أمن وسائل النقل. وتدعو ألمانيا وفرنسا وبريطانيا إلى تصنيف موحد لما يطلق عليه بـ"الأوطان الآمنة" وإنشاء مراكز تسجيل للاجئين في جنوب أوروبا بحلول نهاية العام الجاري على أقصى تقدير حيث ينتظر أن يجري في هذه "النقاط الساخنة" في إيطاليا واليونان مراجعة مدى حاجة اللاجئين للحماية.

شارك