"القوة العربية".. حلم الولايات المتحدة لتوريط العرب في سوريا

الخميس 03/سبتمبر/2015 - 09:08 م
طباعة القوة العربية.. حلم
 
تريد الولايات المتحدة الأمريكية توريط  الدول العربية في الصراع السوري للقضاء على ما تبقى من  جيوشها، وفى الوقت نفسه لا تدفع التكلفة البشرية الهائلة للحرب في حال تدخلها بريًا هناك، ولذلك فهي تبعث بالرسائل المباشرة وغير المباشرة للدول العربية في محاولة لجس النبض حول مدى استعداد هذه الدول لإرسال قوات إلى سوريا .
القوة العربية.. حلم
آخر هذه الرسائل ما أعلن  عنه جون كيري وزير الخارجية الأمريكي بأنه "مقتنع" بأن دولاً في الشرق الأوسط سترسل "في الوقت المناسب" قوات برية إلى سوريا لقتال تنظيم داعش وأن هذا الأمر سيناقش في الجمعية العامة للأمم المتحدة  نهاية الشهر الجاري سبتمبر 2015م،  مستبعدا عزم بلاده إرسال قوات برية الى سوريا،  لان هناك دولاً  وهناك أناس في المنطقة (لم يسمها) قادرة على فعل ذلك وأن هذا الأمر سيكون "موضوع نقاش" خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في نهاية سبتمبر2015م . 
المحاولة الأمريكية لجر الدول العربية إلى الحرب البرية مع "داعش " أكدها أيضًا أندرس فوغ راسموسن الأمين العام السابق لـحلف شمال الأطلسي قائلا " لا أعتقد هدف التحالف  يمكن إنجازه عبر الحملة الجوية وحدها وأعتقد أنه سيكون من الأفضل أن دولا من المنطقة العربية، هي التي تقدم القوات لتعمل على الأرض وأعتقد أنه يمكنهم ذلك، حينما يحصل بدعم من عمليات الولايات المتحدة والحلفاء الآخرين.
القوة العربية.. حلم
وقالت مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة إن القوات على الأرض يمكنها أن تكون  مزيجا من قوات المعارضة المعتدلة  التي سيجري تأهيلها، وأيضا قوات من الدول الإقليمية،  وإن  الشركاء الإقليميين هم من عليهم أن يفعلوا ذلك،  وقال جون بوينر رئيس مجلس النواب الأمريكي " إذا كان الهدف تدمير الدولة الإسلامية، والرئيس   باراك أوباما ، فلا أعتقد أن الاستراتيجية التي أوجزها تحقق ذلك وفي نهاية المطاف، ستتطلب هزيمتهم أكثر من الضربات الجوية، في مرحلة ما على قوات أحدهم أن تكون على الأرض".
الولايات المتحدة  مُصرَة إذًا  على  جر الدول العربية الى حرب غير مأمونة النتائح،  وهذه الرغبة تتنامى بعد فشلها في هزيمة "داعش " من خلال «التحالف» العاجز عن تحقيق نجاح ضد داعش الا بوجود  «قوات على الأرض» وهوما يطرح  عدة تساؤلات منها هل تغامر دول الخليج علي انخراط قواتها العسكرية البرية في معارك ضد "داعش"  وتقع في الفخ الأمريكي لتوريطها في حرب  غير معلومة النتائج ؟

الخليج والترقب الحذر

الخليج والترقب الحذر
تخشى دول الخليج  دخول حرب غير مضمونة النتائج كما تخشى من استفادة  العدو الإيراني من تورطها في هذا النزاع بريا بما يضعف جيوشها الوليدة، وتخشي رد الفعل الشعبي لو وصلت نعوش جنودها إلي بلادهم بدلا من انتصارهم، فإيران تريد توريط جيوش الخليج في حرب مع  داعش كي تعظم قواتها في المنطقة وتزيد حصارها وتهديدها للخليج، ولهذا يرى خبراء عسكريون أن دول الخليج التي قد تشارك يمكن أن تكتفي بوحدات صغيرة من القوات الخاصة الإماراتية والقطرية وربما السعودية ولن تشارك هذه الوحدات إذا ما تم إرسالها في القتال، بل ستكون في غرف عمليات لتنسيق حركة مسلحي المعارضة السورية والتعاون مع استخبارات المعارضة وتقديم المشورة والمعدات للمعارضة، وهو دور لعبته قطر والإمارات خلال الحرب على نظام «القذافي» عام 2011.
وهناك آمر آخر يثير حفيظة الخليجيين، وهو ارتباط إرسال قوات على الارض  بقرار تركيا والزجّ بقواتها في الحرب، وهو محل خلافات خليجية تركية، وأن هذا سر الغضب الأمريكي الخليجي على رفض الرئيس التركي إرسال قوات إلي سوريا ورفضهم أيضا اقتراح تركيا بفرض منطقة حظر جوي كي يظل خطر داعش يضغط علي الأتراك عبر ضربهم أكراد سوريا وتظاهر أقرانهم في تركيا ضد «أردوغان» وخلق اضطرابات تستفيد منها واشنطن في الضغط على تركيا للتورط عسكريا في سوريا.

مصر ورفض التدخل العسكري

مصر ورفض التدخل العسكري
تتخد مصر موقفًا محددًا من التدخل البري في سوريا حيث أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي "أن مصر على استعداد تام للمساهمة في الحرب التي سيشنها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ضد داعش ولكن مصر ان تقوم  بإرسال مصر قوات برية سواء للأراضي العراقية أو السورية، وأن المشكلة ليست في إرسال قوات برية، ولكن الخطر يتمثل  في الإرهاب بالمنطقة،  وأن مصر على استعداد لتبني استراتيجية كاملة لمحاربة التنظيم المسلح وأنه سيوفر أي دعم مطلوب لمكافحة التنظيم الإرهابي مع  إيجاد استراتيجية شاملة لمواجهة الإرهاب في المنطقة، وأن العمل العسكري ضد داعش ليس الحل الوحيد". 
واختتم حديثه بالتشديد على "أنه من المهم جدا العمل على وقف المتطرفين الأجانب من الانضمام إلى الجماعات المسلحة في سوريا والعراق، لأنهم سيعودون إلى بلادهم، بما في ذلك في أوروبا.  وأن هناك حاجة لاستراتيجية أوسع تعالج أيضا الفقر وتحسين التعليم في المنطقة.

الخلاصة

تريد  الولايات المتحدة الأمريكية تخفيف المخاطر الواقعة عليها من جرا  محاربة  داعش بتوريط دول عربية في ارسال قوات برية على راسها مصر والسعودية ، لأنها بدون ذلك سوف تظل خططها  بلا هدف أو أقدام، فطالما أنه لا توجد «أقدام» تسير عليها الاستراتيجية  على الأرض، ستظل داعش قوية على الأرض، وستظل الحرب في إطار حرب المصالح على الطريقة الغربية،  ما بين محاولة ابتزاز دول الخليج ومحاولة ترويض النظام المصري الحالي الذى أصبح سيدا لقراره.

شارك