السويداء شوكة جديدة في قلب النظام السوري

الأحد 06/سبتمبر/2015 - 11:45 ص
طباعة السويداء شوكة جديدة
 
المتحف المفتوح ومدينة الدروز أنها السويداء تلك المحافظة والمدينة السورية التي احتفظت بنفسها بمنأى عن أزمات الثورة السورية والصراع المسلح بداخلها على الرغم من وقوعها في الجنوب الشرقي من العاصمة دمشق معقل النظام السوري  وفي الغرب من محافظة درعا مهد الثورة السورية وبجوار البادية السورية التي تمرح فيها داعش 
السويداء شوكة جديدة
 النظام السوري كان حريص طوال الوقت على إخراج المدينة وأهلها من معادلة الصراع السوري من خلال استمالة أهالي المحافظة تارة بالسماح للمجندين بالخدمة في مناطقهم، وذلك لتشجيعهم على الالتحاق بالجيش، وتارة بتخويفهم من "الإرهاب" تارة أخرى، حيث أكد اللواء محمد الشعار وزير الداخلية السوري في لقاء سابق مع ممثلي الطوائف والأديان هناك أن بلاده تتعرض لمؤامرتين خطيرتين؛ الأولى تتمثل في المخطط "التكفيري الإلغائي" الذي يسعى لـ"تفتيت الوطن"، والثانية هي "مؤامرة كونية" من أعداء لم يسمهم، إنهم سخروا لها كل إمكاناتهم المادية والبشرية والعسكرية والإعلامية ولذلك يجب أن تتكاتف الجهود بعد أن بدأت  المعارك تصل إلى أطراف المحافظة ولذلك فإن مسئولية المحافظة وأهلها هي الوقوف إلى جانب الجيش والقوات المسلحة السورية .
السويداء شوكة جديدة
حديث وزير الداخلية السورية لم يمر عليه عدة أشهر حتى تلوث يد النظام باغتيال الشيخ وحيد البلعوس أحد مشايخ الموحدين الدروز في السويداء بتفجير سيارة مفخخة استهدفته أثناء مروره بسيارته في ضهر الجبل في ضواحي مدينة السويداء مع 40 شخصاً من رجاله، مساء الجمعة 4 سبتمبر 2015م، وهو من كان يتزعّم مجموعة من "مشايخ الكرامة" أو "رجال الكرامة"، التي تضم رجال دين دروز آخرين وأعياناً ومقاتلين، لحماية المناطق الدرزية من تداعيات النزاع السوري. وكان يتمتع بشعبية واسعة لدى أبناء الطائفة الدرزية، وعرف بمواقفه الرافضة لأداء الدروز الخدمة العسكرية الإلزامية خارج مناطقهم وهو ما ادى  إلى حالة من التوتر والغضب في السويداء، بلغت ذروتها بمطالبة "رجال الكرامة" بمنطقة حكم ذاتي وخروج من أسموهم "عصابة الأسد من المحافظة" وزمرة وفيق ناصر، رئيس الفرع العسكري في المدينة وتعهد أيضًا بحماية متظاهرين من أبناء المدينة، اعتصموا منذ ثلاثة أيام، مطالبين بإجراءات إصلاحية، تتعلق بإيقاف الفساد والمفسدين، وتحسين الوضع المعيشي.
السويداء شوكة جديدة
وأشار "المرصد السوري لحقوق الإنسان" بأن عشرات من أنصار البلعوس خرجوا إلى الشارع بعد انتشار خبر مقتله، وحمّلوا النظام السوري مسئولية التفجيرين، ما أسفر عن مقتل "ستة عناصر من القوى الأمنية ليل الجمعة 4 سبتمبر 2015م خلال هجوم مسلحين على فرع الأمن العسكري" في المدينة بل واعتبر الرئيس الجديد لـ "رجال الكرامة" رأفت البلعوس في بيان منطقة "جبل العرب التي تضم الدروز منطقة محررة" مع استمرار عمل المؤسسات العامة والخدمية بإشراف الإدارة الذاتية المنبثقة من الهيئة المؤقتة لحماية الجبل وطالب بالتالي:
1- اعتبار جبل العرب منطقة محررة من عصابات الأمن وزمرهم.
2- إبطال دور اللجان الأمنية الأسدية، وتسليم الشئون الأمنية لرجال الكرامة في كل مدينة وبلدة من المحافظة.
3- استمرار عمل المؤسسات العامة والخدمية بإشراف الإدارة الذاتية المنبثقة عن الهيئة المؤقتة لحماية الجبل.
4- تكليف غرفة عمليات رجال الكرامة وتنسيق العلاقة مع كل المسلحين الشرفاء بالجبل من كل الفصائل بتطهير مواقع السلطة والإشراف على حفظ الأمن واستمرار الحياة الطبيعية بالمحافظة.
5- تكليف لجنة التفاوض السياسي بالتواصل مع الحكومات وهيئات ومؤسسات المجتمع الدولي لإيصال الحقائق 
6- اعتماد وضع الجبل تحت بند منطقة آمنة أو منطقة حظر جوي
7- فتح معبر حدودي مع الأردن بالتنسيق مع حكومته.
8- دعوة كل أبناء الجبل من عسكريين ومدنيين في كل المواقع القدوم للجبل والمشاركة بحمايته.
السويداء شوكة جديدة
مقتل البلعوس كشفت عن اتهامات واسعة من قبل مجموعة "رجال الكرامة" لمن أسمتهم "زمرة ناصر وعصابة الأسد في السويداء واعتبرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام مسئولية كل ما جرى ويجري من اغتيالات وزج الجبل في أتون هذه المواجهة الدموية وأن تسلط وعسف السلطة الأسدية ذكى الحرب بين الإخوة، وهو ما دفع سكان المدينة إلى تنظيم مظاهرة حاشدة ضد الفساد وسوء الأحوال المعيشية والأمنيّة تحت شعار "خنقتونا" والتي طالبت بتوقيف عصابات السرقة التي اتّهم فيها بعض المتظاهرين رئيس الفرع العسكري في السويداء وفيق ناصر بالمسئولية عن هذه العصابات لأنّها في المقابل تضمن الوفاء له وللأجهزة التابعة له وسبق للشيخ البلعوس أن انتقد وفيق ناصر مطالباً بإقالته إثر إشكالات عدة حصلت بين أهل السويداء وعناصر من الأجهزة الأمنيّة التي يتولّى مسئوليّتها
السويداء شوكة جديدة
مما سبق نستطيع أن نؤكد على أن صفقات النظام السوري مع الاقليات في سوريا بدأت في التلاشي وأن دعاوى حمايتهم من الإرهاب والقتل لم تعد مجدية بعد أن طالت يده قاداتهم ومن كانوا يدافعون عن النظام من قبل وهو ما يحدث الآن مع الدروز ثم العلويين من بعدهم لتنضم "السويداء" إلى الخناجر التي تذبح النظام الأسدي.

شارك