التكتلات العشائرية الجديدة في العراق تقوض فرص "داعش" في البقاء في الأنبار

الثلاثاء 08/سبتمبر/2015 - 03:11 م
طباعة التكتلات العشائرية
 
مع تزايد نفوذ داعش وخطورتها في العراق تتزايد الحاجة إلى نفوذ وقوة العشائر في العراق أيضا وهو ما دفع هذه العشائر إلى الإعلان عن تكتلات جديدة تنضم اليها لتكون قوة حقيقة تسطيع ان تواجه التنظيم الدموي كما تفعل مليشيات الحشد الشعبلى الشيعية وجزء من ذلك ما  أعلن عنه في ناحية البغدادي التي تقع على بعد 90 كم غرب الرمادي بتشكيل لواء مقاتل، قوامه العشائر الرافضة لتنظيم داعش، وطالب القائمون عليه بالدعم اللوجستي والمعنوي من رئاسة الحكومة المركزية في بغداد والحكومة المحلية في الأنبار
التكتلات العشائرية
وقال آمر لواء الأسد العميد حمد عبدالرزاق الدليمي، إنه "تم تشكيل لواء الأسد من 1100 مقاتل من أبناء عشائر البونمر والعبيد والكبيسات والبومحل في ناحية البغدادي وجميعهم من المنتفضين ضد تنظيم داعش وأن اللواء تم تشكيله بهدف مشاركة القوات الأمنية باستعادة المدن والمناطق التي سيطر عليها التنظيم ومسك الأمن فيها بعد التحرير وأن مقاتلي اللواء شاركوا بعمليات عسكرية إلى جانب الجيش ضد داعش في جبة وبروانة وكبدوا التنظيم خسائر مادية وبشرية كبيرة".
 التحالفات العشائرية في العراق تنظر لها الحكومات العراقية التي جاءت بعد الاحتلال الأمريكي بعين الريبة وتعرقل وجودها وانتشارها وهو ما دفع صهيب الراوي محافظ الانبار ورئيس اللجنة الامنية العليا في المحافظة  خلال توزيع الأسلحة ومستحقاتهم المالية لمقاتلي ابناء عشائر الانبار في قاعدة الحبانية إلى مطالبة الحكومة المركزية وقوات التحالف الدولي بتحويل تشكيلات مقاتلي العشائر إلى مؤسسة عسكرية رسمية تخضع لكل الضوابط الامنية والادارية والسياقات العسكرية وعلى الحكومة المحلية ان تعمل بالتنسيق مع الحكومة المركزية على تخريج وجبات اخرى من مقاتلي العشائر وتسليحهم كما حدث مع سرايا مغاوير مقاتلي العشائر الذي رأينا اثره في الميدان ".
التكتلات العشائرية
 وفي محاولة من الحكومة العراقية لتغير الانطباع العام عنها في انها لاترغب في دعم تحالفات وتكتلات العشائر  كشف فالح العيساوي نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار أن 500 مقاتل من أبناء المحافظة تم تجهزهم بأسلحة M16، وأنهم منتشرون بقضاء الرمادي مركز محافظة الأنبار لأجل الإسراع بانضمامهم للقوات الأمنية المتواجدة في القواطع الأمنية للمحافظة”.
وتابع أن "أبناء العشائر التي جُهزت بالسلاح بدأت بالانتشار في مدينة الرمادي، لإسناد القوات الأمنية المدعومة بالحشد الشعبي في مواجهة عصابات داعش الإرهابية المغتصبة لأراض المحافظة وأن هناك أعداد كبيرة من المتطوعين ينتظرون التدريب والتسليح لمقاتلة داعش".
 وكشف عن أن يوجد بالأنبار نحو 20 ألف منتسب للقوات الأمنية المحلية وأحرزوا تقدماً كبيراً في العمليات القتالية ضد التنظيم الإرهابي، وأن الحكومة المركزية تعمل على تجهيز الشرطة المحلية للأنبار وتصرف رواتب منتسبيها، وأن أكثر من 350 مدرباً ومستشاراً أمريكياً في قاعدة "التقدم" بالحبانية، الواقعة بين مدينتي الرمادي والفلوجة في غرب العراق، يشرفون على تدريب أبناء العشائر "فقط"، والذين وصلت أعدادهم حتى الآن إلى نحو سبعة آلاف.
التكتلات العشائرية
ونوه إلى أن جزءا من القوات العراقية والفرقة (16) انضموا للمقاتلين الذين يخوضون معارك من أجل تحرير الأنبار من سيطرة "داعش"، وذلك بعد إنهائهم تدريبات في بغداد أشرف عليها مستشارون من الولايات المتحدة الأمريكية وأن التدريبات والتجهيزات للقطاعات العسكرية المشاركة في معركة الأنبار "شارفت على الانتهاء"، في انتظار بدء المرحلة الثالثة والأخيرة لطرد تنظيم "داعش" من المحافظة.
 وبالرغم من هذه الجهود تبقى عدة معوقات أمام توحد العشائر ضد داعش يأتى على رأسها ما قاله سفيان العيثاوي مستشار محافظة الأنبار لشئون العشائر "إن مؤتمر شيوخ الانبار الذي انعقد اليوم في بغداد طرح قضية النازحين من محافظة الانبار ومشكلة عدم التسليح الجدي لأبناء العشائر وأن الشيوخ الذين حضروا المؤتمر هدفوا إلى توحيد كلمة العشائر في حربهم ضد مسلحي تنظيم داعش وأن عددا من الشيوخ تبرءوا من المسئولية تجاه أراضيهم وأهاليهم من أبناء الأنبار".
التكتلات العشائرية
 وأكد على أن داعش باتت تهدد جميع مناطق المحافظة، مما أدى إلى نزوح كبير للعائلات الأنبارية إلى إقليم كوردستان أو بغداد، مما يفاقم مشكلة التعامل مع النازحين نظرا للأعداد الكبيرة، كما أن المؤتمر صب اهتماما بالغا على قضيتهم وكيفية التعامل معهم في المناطق التي يستقرون فيها وأن هناك شكوى حول قلة تسليح أبناء العشائر في الأنبار، مما يثير استياء أبناء الأنبار وأن هناك عوائل محتجزة في مناطق من المحافظة ولا يسعهم الخروج منها ولا الحصول على المواد الغذائية والماء ويجب الإسراع في التحرك ومساعدة هؤلاء المحتجزين".
مما سبق نستطيع أن نؤكد أن الدعم العشائر في الأنبار وباقي أنحاء العراق، سوف يوحد جهودها بشكل كبير ويجعلها أكثر قدرة على توجيه قوتها إلى إلى تنظيم داعش، وهو الأمر الذي سوف يقوض إلى حد كبير فرص استمرار التنظيم الدموي في مناطقه .

شارك