"داعش" يتخفى في جلباب اللاجئين ويتسلل للدول الأوروبية

الثلاثاء 08/سبتمبر/2015 - 09:11 م
طباعة داعش يتخفى في جلباب
 
مع احتضان عددٍ من الدول الأوروبية للاجئي سوريا،  يسعى تنظيم الدولة "داعش" في التخفي وراءهم ودخول دول الاتحاد الأوروبي، وذلك لاستكمال تمددهم في دول الغرب، على غرار ما قام به التنظيم في منطقة الشرق الأوسط والمغرب الإسلامي، فضلا عن محاولات انتقامه من التحالف الدولي بقيادة أمريكا والذى يشن هجماته ضد التنظيم منذ نهاية العام الماضي، ويشاركه عددا من الدول الأوروبية، ليصبحوا بعد ذلك خطرا أمنيا على أوروبا.
داعش يتخفى في جلباب
هذا وقد أعلنت صحيفة " صنداي إكسبرس" البريطانية، أن أكثر من 4000 من مقاتلي تنظيم "داعش" تمكنوا من التسلل إلى دول الاتحاد الأوروبي في شكل لاجئين.
وأكد مصدر في هذا التنظيم الإرهابي بأن عملية انتقال هؤلاء إلى أوروبا تمت بنجاح، مشيرًا إلي أنهم انضموا إلى جموع اللاجئين المتزاحمة في ميناءي مدينتي أزمير ومرسين من حيث ينطلقون عبر المتوسط إلى إيطاليا، مضيفا أن مقاتلي تنظيم "داعش" بعد ذلك يتوجهون إلى دول أخرى وبخاصة إلى السويد والمانيا.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن هذه المعلومات أكدها اثنان من المهربين المحليين، حيث نقلت عن أحدهما قوله إنه: ساعد في دخول أكثر من 10 إرهابيين إلى أوروبا، بعضهم قال إنه يريد زيارة أسرته، وآخرون كي يكونوا على استعداد.
وحسبما يرى أحد عناصر التنظيم المتسللين أن هذه الخطوة بداية الانتقام من الضربات الجوية التي يقوم بها الائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، مضيفا نحن نريد إقامة الخلافة ليس فقط في سوريا بل في كل العالم، مؤكدًا أن الهجمات ستستهدف حكومات الدول الغربية لا المدنيين.
من جانبه أكد رئيس الاستخبارات الفدرالية الألمانية، هارد شيندلر، إمكانية أن يحاول الإرهابيون التسلل إلى بلدان الاتحاد الأوروبي بين صفوف اللاجئين.
وفي الوقت الذى شكك فيه رئيس الاستخبارات الفيدرالية في إمكانية أن يخاطر هؤلاء الإرهابيين بحياتهم للوصول إلى بلدان الاتحاد الأوروبي في عداد اللاجئين بحرا، وأنه من الأسهل عليهم بكثير فعل ذلك بشراء تذكرة سفر على الخطوط الجوية باستخدام وثائق مزورة أو مسروقة، قال: "لا توجد لدينا في الوقت الراهن معلومات عن وجود إرهابيين بين اللاجئين من الشرق الأوسط وإفريقيا. لكن لا يمكن استبعاد أن يستعمل الإرهابيون الإمكانات التي بحوزتهم للتسلل إلى أوروبا،
الجدير بالذكر أن عددا من المحللين والعسكريين الأوروبيين، قد حذروا في الأشهر الأخيرة من احتمال تسلل إرهابيين إلى الدول الأوروبية ضمن موجات اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين المتزايدة.
داعش يتخفى في جلباب
وفي هذا الصدد، حذر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس شتولتنبرغ، من خطر أن يؤدي تمدد تنظيم "داعش" إلى تسلل أفراده إلى أوروبا من خلال الهجرة غير الشرعية وعبر التخفي وسط جموع اللاجئين الغفيرة، مضيفًا أن خطر دفع تنظيمات مثل "داعش" ببعض المتشددين للتسلل إلى أوروبا بين صفوف موجة المهاجرين الهائلة يعد خطرا مقدرا بحجم الإشارات السياسية التي تنبه إليه، فالأمر أشبه بهجرة عكسية الآن من الشرق الأوسط إلى أوروبا للقيام بهجمات أكثر تركيزا وكثافة من ذي قبل، وهذا الأمر يتطلب يقظة استثنائية من كل الأجهزة الأمنية والاستخبارية وحتى العسكرية".
وأكد شتولتنبرغ على أن وصول الإرهابيين مع اللاجئين إلى الاتحاد الأوروبي أمر خطير للغاية، مشيرا إلى صعوبة التثبت من انتماء الأشخاص الوافدين إلى تنظيمات إرهابية، لافتا إلى أن مثل هذه المهمة تتطلب "قدرات استخبارية عالية جدا، أو مستحيلة.
وأشار الأمين العام لحلف الناتو في سياق توضيح مخاوفه إلى أنه ما إن يدخل الوافدون الجدد إلى منطقة شنغن حتى يصبح من حقهم السفر عبر 26 دولة دون قيد أو شرط، والكثير من هؤلاء الوافدين من دول مثل سوريا والعراق حيث يتمتع تنظيم الدولة الإسلامية بالنفوذ في مناطق شاسعة.
كان خبراء أمنيون أوربيون، قللوا من إمكانية تسلل مقاتلين تابعين لتنظيم "داعش" وسط موجات اللاجئين القادمين إلى أوروبا من سوريا والعراق.
داعش يتخفى في جلباب
وقال كلود مونيكيه ضابط المخابرات الفرنسي السابق الذي يرأس المركز الأوروبي للاستخبارات الاستراتيجية والأمن في بروكسل "لا حاجة لداعش لتصدير مقاتلين إلى أوروبا لأنها تستورد المقاتلين من أوروبا.
أما بالنسبة للمقاتلين الأوروبيين، الذي تدربوا وقاتلوا في العراق أو في سوريا ويريدون العودة إلى بلادهم خلسة دون أن يكتشف أحد أمرهم، ففكرة الاختباء بين مجموعات كبيرة من المهاجرين قد تبدو مغرية بعض الشيء، لكن المخاطر كبيرة.
ويعتبر تسلل عناصر تنظيم "داعش" إلي دول أوروبا أمر في غاية الخطورة، نظرًا لما يشكله التنظيم الإرهابي من خطر أمني على معظم الدول الاوروبية، كما أن التحالف الدولي لا يستطيع إحكام سيطرته على التنظيم حال تمدده وانتشاره في دول أوروبا نظرًا لمحاربة التنظيم في العراق وسوريا دون القضاء عليه حتي الآن، ولذلك سيصبح توغل عناصر داعش في الدول الأوروبية أمر غاية الخطورة وصعب القضاء عليه، وبالأخص مع انتماء العديد من الأوروبيين للتنظيم الإرهابي.

شارك