عام من الغارات .. التحالف الدولي يفشل في إسقاط "داعش"

الأربعاء 09/سبتمبر/2015 - 02:14 م
طباعة عام من الغارات ..
 
مع اقتراب عام على تدشين التحالف الدولي في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، لم يزال التنظيم الإرهابي يتوغل ويتمدد في جميع أنحاء العالم، وكأن التحالف الذي انضمت له أكثر من 60 دولة ومازالت الولايات المتحدة الأمريكية تدعو دولاً أخرى للانضمام، يقف عاجزًا في مواجهة "داعش"، وأن الأخير لديه القدرة علي مواجهة أي هجمات يتلقاها.
عام من الغارات ..
كان التحالف الدولي بدأ شن هجماته على داعش، في 19 من سبتمبر العام الماضي، بهدف القضاء على تنظيم الدولة الذي أصبح يتوغل وينتشر في البلاد العربية وكذلك الأوروبية.
 وقد شاركت في التحالف مئات الطائرات القتالية والتجسسية والرادارات والأقمار الصناعية وقادته الولايات المتحدة الأمريكية، بمشاركة عدة دول عربية، كان هدفه القضاء نهائيًا على التنظيم الإجرامي، واستعادة المناطق التي سيطر عليها مقاتلوه.
الغريب أن التحالف الدولي الذي دشنته أمريكا، قاد منذ بدأه بآلاف الطلعات الجوية التي راح ضحيتها أكثر من 10 ألاف قتيل حسب ما صرح به نائب وزير الخارجية الأمريكية توني بلينكين في شهر يونيو الماضي ولم يزل التنظيم يصارع أمريكا من أجل التصدي لهجماتها.
وإلي الآن لم يتوصل المراقبون إلى نتيجة الحرب التي يدشنها التحالف الدولي، ضد تنظيم "داعش"، هل يحقق التحالف هدفه في القضاء على داعش، أم أن التنظيم الإرهابي سيتوغل ويتمدد يومًا عن الأخر ويقضي بنفسه على ضربات التحالف؟
ومنذ بدأ هجمات الدول المشاركة في التحالف، علي "داعش"، وتتوالي الخسائر عن طريق تدمير مئات العربات المصفحة والدبابات وتعطيل أكثر من 20 في المائة من القدرات القتالية للتنظيم إحصائية شهر فبراير ومازالت الولايات المتحدة تحشد الدول لمقاتلته ومساعدتها استخباريًا.
وعلى الرغم من مساعي الولايات المتحدة الأمريكية، لانضمام دول أخري إلى التحالف الذي تقوده، إلا أنها حتى الآن لم تحقق أي نتائج تؤكد على نجاح هذا التحالف أجلا أم عاجلًا، وكانت أعلنت الولايات المتحدة أنها طلبت من أوزبكستان الانضمام إلى التحالف وأن الدولة الأكثر سكاناً وسط أسيا لها حرية اختيار طريقة المساهمة في القتال ضد التنظيم الإرهابي، حيث قال نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشئون وسط أسيا دانيل روزينبلم، إنهم طالبوا من أوزبكستان الانضمام إلى التحالف.
وأضاف روزينبلم أن التحالف الذي تقوده أمريكا ويقوم بقصف مقاتلي داعش في سوريا والعراق، لديه العنصر العسكري بالإضافة إلى الجهود الرامية لوقف تدفق تمويل داعش، ومن المعروف أن عدد سكان أوزبكستان يصل نحو31 مليون نسمة أغلبهم من المسلمين، حيث تعتبر هي الشريك الاستراتيجي لحلف شمال الأطلسي في منطقة وسط أسيا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، وساعدت في الحرب التي قادتها الولايات المتحدة على حركة طالبان بأفغانستان.
عام من الغارات ..
والجدير بالذكر أن تركيا، قد شنت أول ضرباتها الجوية على مواقع داعش في أواخر أغسطس الماضي بعد ما يقارب من عام على شن التحالف الدولي بقيادة أمريكا، هجماته ضد تنظيم "داعش"، حيث كانت تركيا رافضة المشاركة ضمن الدول التي انضمت للتحالف.
ويشارك في التحالف الدولي أكثر دول العالم قوة علي رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية، فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، الدنمارك وغيرها من الدول التي لم تغن الولايات المتحدة عن طلب الإعانة من دولة أخري سلاح جوها ضعيف نسبيًا لا تقدر إلا على حماية حدودها.
الغريب أنه منذ بداية شن التحالف هجماته على داعش ومعظم الدول تهنئه وتبشره بقرب القضاء "داعش" وأن الحرب محسومة إنما هي أشهر قليلة ويتخلص العالم من التنظيم الإرهابي، وكانت وكالات الأنباء في الأشهر الأولى تنقل الأخبار التي مفادها القضاء على عشرات المقاتلين من التنظيم واستهداف كبار قيادييه وتحطيم آلياته ومخازن أسلحته وغيرها من الأخبار التي كانت معظمها صحيحة ولم ينكرها التنظيم، ولكن وبعد إسقاط الطائرة الأردنية في مدينة الرقة السورية وقتل قائدها معاذ الكساسبة حرقًا بطريقة وحشية بدأ التنظيم يسمِع صوته وينفي ويرد ويتحدى ويدخل في حرب إعلامية كانت الأنجح في تاريخه بشهادة خصومه، ثم بدأت أمريكا توسع تحالفها وانضمت دول جديدة إلى التحالف الدولي، فالتنظيم يتمدد رغم القصف الجوي والحرب الاستخبارية على الأرض.
 وحسب أراء المراقبين، فقد قاد تنظيم داعش أذكى حرب استنزاف في تاريخه في الأشهر الأولى لبداية القصف، فقد تحصن عدد من مقاتلينه بمدينة عين العرب واتخذوا منها ساترًا وخاضوا ضد الفصائل الكردية المسلحة حرب شوارع دامت أربعة أشهر ألقت خلالها قوات التحالف مئات الأطنان من القنابل وشنت مئات الغارات من أجل استعادة مدينة كوباني.
عام من الغارات ..
وكما حلل العديد من الخبراء أن ذكاء داعش كان بسبب استدراج التحالف في الأشهر الأولى لتكثيف القصف عليه وعلى مواقعه في عين العرب وريفها في حين تقوم عناصره في المدن الأخرى بقتال الفصائل المسلحة والجيشين العراقي والسوري بهدف انتزاع مدن جديدة وربح الوقت من أجل إخلاء مقراته وتغيير مخابئه وتغيير الخطط.
ومع مرور الوقت على الحرب بين الطرفين داعش والتحالف، توسع التنظيم بصورة لافتة سيطر على مناطق مختلفة في سوريا والعراق وعبرت الحدود وبايعتها فصائل مسلحة أخرى وانضمت تحت رايتها وقيادتها، بل إن مدنًا عراقية وسورية مثل الرمادي وبيجي وتدمر سيطر على معظمها التنظيم وطبق فيها أحكامه دون أن ننسى عاصمتيه السورية والعراقية "الرقة والموصل" اللتين مازالتا تحت سيطرته بالإضافة إلى ما اعترف به المسئولون في التحالف أن الـ 1000 مسلح الذين يقتلون شهريًا سرعان ما يعوضهم التنظيم بألف آخرين ينضمون إليه.
هذه المشاكل التي اعترضت التحالف سببها أن التنظيم بعد أن كانت قياداته العسكرية بعثية في نسخته العراقية أضيفت إليه قيادات عسكرية من كل أنحاء العالم بعد أن أعلن ما أسماه بالخلافة، وأغلب هذه القيادات المنضمة خبرت الحروب في المناطق التي شهدت توترات ونزاعات والبعض الآخر منهم كانوا أمنيين وعسكريين في جيوش نظامية.
عام من الغارات ..
التحالف اليوم في موقع هجوم ودفاع في آن واحد فرغم أنه لم يخسر طوال 11 شهرًا إلا طائرة واحدة لكنه في نفس الوقت خسر مئات الملايين من الدولارات وفقد المصداقية أمام شعوبه التي انتظرت أن يقضي على التنظيم الإجرامي الذي تسبب في إرهاب العالم بأكمله في فترة قليلة، لكن داعش خالفت التوقعات وتمددت لتصبح الولايات المتحدة الأمريكية قائدة التحالف مجبرة على تغيير الخطة وتعويضها بالخطة "ب" التي ستكون بطلتها تركيا في الفترة القادمة.
ووفق مراقبون فإن فشل التحالف وضرباته العسكرية الجوية كان له أسباب أخرى تمثلت بالخذلان الأمريكي ليس فقط للشعب السوري، بل حتى لدول الجوار السوري لبنان، الأردن، وكذلك تركيا.
فيما يبدو أن بادرة الأمل في القضاء على داعش، أصبحت معدومة، في ظل التخاذل الذي تتبعه الدول المشاركة في الضربات، وعدم وجود استراتيجية واضحة تدفعها إلى مواجهة التنظيم والقضاء عليه تمامًا.
لمعرفة مزيد من التفاصيل عن فشل التحالف اضغط هنا

شارك