"شيخ محمود" الرئيس السابق للصومال
الجمعة 29/نوفمبر/2024 - 09:10 ص
طباعة
حسام الحداد
حسن شيخ محمود، هو رئيس الصومال السابق حيث بدأت الفترة الرئاسية من 16 سبتمبر 2012 حتى 8 فبراير 2017 وغادر بعدها الصومال إلي أمريكا ليعود في 30 أغسطس 2018.
وعزت مصادر مقربة من الرئيس السابق سبب عودته إلى إعلان تأسيس حزب سياسي جديد غير حزب " السلام والتنمية" الذى كان يشغل منصب رئيسه للخوض في الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في الصومال عام 2021.
وكان غادر شيخ محمود البلاد عقب خسارته في انتخابات 2017 وتسليم السلطة للرئيس الحالي محمد عبد الله فرماجو.
شيخ محمود هو الرئيس الثامن للصومال، كان أستاذ جامعي دخل السياسية عبر العمل في المجتمع المدنى، وكن الرئيس المنحدر من قبيلة "هوية" العريقة، والمقاول الذى لم يعرف له انتماء سياسي قبل انشاءه لحزبه المعارض، على الرغم من أنه لم يتول أى منصب وزاري ولم يعرف بقربه من اي فصيل منخرط في الحرب الاهلية المزمنة التي تشهدها الصومال منذ عقود وإن كان إخواني الهوى
نشأته وحياته:
نشأ في مدينة جلالقسي بوسط الصومال التي ولد بها في 29 نوفمبر 1955 وتلقي تعليمه الأساسي والثانوي بها ، ، ثم التحق بالجامعة الصومالية الوطنية وتخرج منها عام 1981، وعمل عقب تخرجه في وزارة التربية والتعليم مدرسا ومدربا في ثانوية لفولي الفنية حيث كان يدرس الطلاب ويدرب الحرفيين معا وفي عام 1984، انضم إلى الكلية الفنية لتدريب المعلمين كمحاضر، وفي عام 1986 م أصبح رئيسا للقسم قبل سفره إلى الهند لحضور برنامج ماجستير في التعليم الفني الذي تقدمه جامعة بوبال في الهند وحصل على درجة الماجستير وهو الأمر الذي جعله يتقن الإنجليزية بطلاقة .
في عام 1988 م وبعد عودته إلى الصومال من الهند اختير موظفا لشؤون التعليم في منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة" اليونسيف" في مناطق وسط وجنوب الصومال مع مجموعة من الخبراء الدوليين الذين يعملون على تطوير التعليم التقني والمهني في الصومال وهو مشروع كانت تنفذه " اليونسكو" استمر لمدة عامين حتى مغادرة بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة الصومال عام 1995م وسافر من خلال المشروع الى جميع أنحاء الصومال وكلف بالتركيز على إحياء قطاع التعليم في مناطق جنوب ووسط الصومال
فى عام 1999م المعهد الصومالي للتنمية والتطوير الإداري (SIMAD) وكان المعهد الأول من نوعه منذ انهيار الدولة الصومالية وكان الغرض الرئيسي من SIMAD إنتاج مستوى متوسط من الإداريين والفنيين لإعادة إعمار ما حطمه الصراع في الصومال.
وأصبح أول عميد للمعهد حتى استقالته في عام 2010 م وفي عام 2001، انضم إلى مركز للبحوث والحوار (CRD) كباحث في إعادة الإعمار بعد الصراع في الصومال و سافر على نطاق واسع في جنوب ووسط الصومال لإجراء البحوث في قضايا الصراع وإعادة الإعمار وتحديد أولويات السكان المحليين و أصبح الباحث الرئيسي.
في عام 2004، عين كنقطة اتصال في مركز البحوث والحوار في القضايا المتعلقة بتعزيز المجتمع المدني بالتشاور مع غيره من الأعضاء البارزين في المجتمع المدني، وعمل في تأسيس المنتدى الشهري في مقديشو، الذي أصبح أول مساحة محايدة مفتوحة للجمهور للتعبير عن آرائهم بشأن القضايا ذات الصلة في ذلك الوقت.
وفي أواخر عام 2005، أصبح منسق البرامج في مركز البحوث والحوار (CRD) وعينه المجتمع المدني جماعيا في مقديشو لقيادة تشكيل منتدى المجتمع المدني الصومالي، وهي مجموعة من الائتلافات والشبكات ومجموعات العمل العاملة في مختلف القطاعات. ومنذ ذلك الحين أصبح المنتدى صوتًا موحدًا للمجتمع المدني الصومالي.
منذ عام 2007، عمل مستشارا في الأزمة السياسية الصومالية مع مختلف المنظمات الدولية والمحلية، ومن بين هذه المنظمات التي عمل معها ما يلي:
1- برنامج الأمم المتحدة الإنمائي – الصومال
2- معهد الحياة والسلام
3- توفيق الموارد
4- جامعة أكسفورد، مركز دراسات اللاجئين.
5- المؤسسة الدولية لتحالف بناء السلام (Interpeace)
6- مركز البحوث والحوار (CRD)
7- وزارة التنمية الدولية البريطانية (DFID)
8- الحكومة الاتحادية الانتقالية في الصومال
9- اليونيسف في الصومال
وفي 2009 – 2010، عمل مستشارا في وزارة التخطيط والتعاون الدولي (MOPIC)، والحكومة الاتحادية الانتقالية الصومالية لإنشاء وحدة تنسيق المعونة وإدارتها داخل الوزارة وشيد الجامعة الصومالية للإدارة في مقديشو وعمل كرئيس لها حتى عام 2010.
حياته السياسية
لم يعرف له نشاط سياسي قبل انتخابه ولكنه يوصف بأنه إسلامى معتدل وبالإضافة الى عمله الاكاديمي كانت بداية عمله بالسياسة عندما شارك في أعمال مدنية مثل تشكيل مجموعات ضغط على الفصائل السياسية المتنازعة في الصومال للتوفيق بينها وكانت الأنشطة الرئيسية التي ركز عليها محاولة فتح قنوات الاتصال فيما بين زعماء الفصائل في مقديشو و بعد اتفاق القاهرة عام 1997، صار عضوًا في فريق التفاوض حول إزالة وتفكيك الخط الأخضر الذي قسم مقديشو في الشمال والجنوب بعد حرب عام 1992، ونجح في ذلك وفي أواخر التسعينيات، أجرى مسحا لتقييم السوق والتعرف على أهمية إنشاء المراكز التقنية والمهنية للشباب الصومالي لإتاحة فرص محدودة لخريجي المدارس الثانوية والحاقهم بالتعليم العالي والمهني والتطوير الوظيفي.
في عام 2011، أصبح عضوا مؤسسا لحزب السلام والتنمية (PDP) في الصومال وهو أول حزب أعلن عنه كطرف سياسي معارض في مقديشو وخاض انتخابات الرئاسة مرشحا عن الحزب وفى الجولة الاولى تصدر الرئيس الصومالي السابق شريف شيخ احمد النتيجة 64 صوتاً، وحصل حسن شيخ محمود على 60 صوتا وانسحب كل من عبد الولي محمد علي رئيس الوزراء الصومالي المنتهية ولايته، ورجل الأعمال عبد القادر عصبلي من المنافسة وفى الجولة الثانية حصل على 190 صوتًا في الدورة الثانية من الانتخابات، متغلبًا على الرئيس المنتهية ولايته شريف شيخ أحمد والذي حصل على 79 صوتًا وادى اليمين الدستورية رئيسا للصومال بعد انتخابه مباشرة في 10 سبتمبر 2012م
وقد أنهى انتخاب محمود أكثر من عقدين من المرحلة السياسية الانتقالية، إذ اصبح أول رئيس صومالي منتخب في مقديشو منذ بداية العملية الانتقالية في البلاد منذ العام 2000 بدعم من المجتمع الدولي، وكان الرؤساء السابقون انتخبوا في بلدان الجوار لدواعي امنية.
وقال في كلمة بعد انتخابه "اشكر لكل من ساهم في هذا المسار التاريخي. ان ما حدث اليوم سيكتب بحروف من ذهب في التاريخ الصومالي، وآمل ان يتجه الصومال الى الافضل وان تصبح مشاكلنا جميعها من الماضي".
وفور إعلان النتيجة، تصافح الرئيس المنتخب والرئيس المنتهية ولايته وأعلن شريف عبر التليفزيون المحلي قبوله بنتيجة الانتخابات وإقراره بالفوز "العادل" لخصمه مؤكدا أنه يغادر السلطة "بلا ضغينة".
واضاف شريف " انه شيء سار بالنسبة الي ان اشهد انتخابات عادلة في مقديشو بعد 42 عاما منذ ان سيطر محمد سياد بري على السلطة في 1969م "
وبانتخابه دخلت الصومال في مسار جديد منح الصومال مؤسسات دائمة وحكومة مركزية حقيقية منذ الاطاحة بنظام الرئيس سياد بري في 1991 وغرقت البلاد في الفوضى وتوالت فيها الحكومات الانتقالية منذ العام 2000.
مواقفه
له العديد من المواقف منها :
القادة ينظرون إلى الدولة على أنها آلة لصنع الأموال
أدان الفساد الذي استشرى في الدولة قائلا "القادة ينظرون إلى الدولة على أنها آلة لصنع الأموال إنهم لا يريدون التخلي عن سلطاتهم الفساد كان عاملا فاعلا ولا يزال كذلك .
يجب مواجهة الأفكار الإرهابية بغير السلاح
أكد على ضرورة مواجهة مجموعة الشباب المتطرفة والمنتمية لتنظيم القاعدة بوسيلة أخرى غير السلاح قائلا "الشباب ليست مجرد ميليشيا عادية، هي أيديولوجيا. لا يمكن أن تحارب الأيديولوجيا بالسلاح فقط، وهو ما تفعله الحكومة الحالية مجموعة الشباب العسكرية هزمت ولكن الأيديولوجيا لا تزال باقية نحن نحتاج إلى حرب متعددة الأوجه لمواجهتهم لأننا لو استمرينا على هذا المنوال فإن العمليات الانتحارية ستستمر"
الوضع الأمني في الصومال "هش"
وصف الوضع الأمني في الصومال بأنه "هش" قائلا " ان هناك امن في أجزاء من البلاد التي استطاعت القوات الأثيوبية والكينية طرد عناصر الشباب منها ولكن على الرغم من التحسن في هذا المجال وإذا سرت في أنحاء مقديشو تلاحظ أنها مختلفة عما كانت عليه منذ 18 شهرا. لكن السؤال هو إلى أي مدى يمكن المحافظة على ذلك؟ إن الوضع لا يزال هشا".
علاقته مع الاخوان في الصومال
عرف عنه علاقته الوطيدة مع حركة الإصلاح "فرع الإخوان المسلمين بالصومال" حيث تعاون معهم في عدة مشاريع خيرية كبناء مدارس التعليم الأساسي والثانوي، ومرافق بالجامعات، ومستشفيات الأبحاث في الصومال.