"الإخوان" في حرب دبلوماسية للإبقاء على سفير ليبيا في القاهرة

السبت 12/سبتمبر/2015 - 03:59 م
طباعة الإخوان في حرب دبلوماسية
 
ما زالت جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا، متعنتة في إنهاء أعمال القائم بأعمال السفارة الليبية في القاهرة، فايز جبريل، والذي من المفترض أن مدة اعتماده قد انتهت أواخر أغسطس الماضي، وتم تعيين السفير محمد صالح الدرسي.
الإخوان في حرب دبلوماسية
وتخوض جماعة الإخوان حربًا خفيةً للإبقاء على السفير الليبي فايز جبريل، والذي يعتبر عينًا لها على السياسية الدبلوماسية في مصر، وفي حال إنهاء اعتماده وعودته إلى ليبيا، ستفقد الإخوان مساعيها في تحقيق مطامعها في القاهرة.
وكانت الحكومة الليبية المعترف بها دوليًّا بقيادة عبد الله الثني، أرسلت خطًابا لوزارة الخارجية المصرية، يتضمن إنهاء أعمال السفير فايز جبريل، وتعيين الدرسي خلفًا له؛ وذلك لأن جبريل ذات توجه إخواني.
ويعتبر جبريل من أهم الشخصيات المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين؛1 حيث يدافع عن الإسلاميين المتشددين في بلاده وينزههم عن كل عمل إرهابي، ويرفض حقيقة ارتباطهم بالتنظيمات الجهادية المتطرفة أو المجموعات المتشددة، وقد اتهمه العديد من السياسيين ونشطاء حقوق الإنسان بالتحامل على الإعلام المصري؛ نظرًا إلى هجومه العنيف والمتواصل على وسائل الإعلام المصرية التي يعتبرها أداة لتضليل الرأي العام وتشويه صورة ليبيا.
ويبدو أن جماعة الإخوان المتمثلة في المؤتمر الوطني الليبي المنتهية ولايته، تتعنت في إنهاء أعمال جبريل فى القاهرة، حتى لا تفقد مكانتها الدبلوماسية في مصر؛ حيث أكدت مصادر إعلامية أن السفير الليبي بالقاهرة المنتهية فترة اعتماده، رفض تسليم السفارة للقائم بالأعمال الجديد محمد الدرسي الذي عينته الحكومة المؤقتة برئاسة عبدالله الثني.
ويتعمد جبريل المماطلة في تسليم كافة الأوراق التي طلبته منه الخارجية المصرية، باعتبار فترة اعتماده انتهت؛ حيث تحجج بأنه لم يتسلم مكتوبًا رسميًّا من وزارة الخارجية لتسليم عهدته إلى القائم بالأعمال المعين مؤخرًا.
ووفق مراقبين أن هذا الرفض غير المبرر يأتي في إطار ضغوط يمارسها الإخوان في ليبيا بمعية المؤتمر الوطني العام باتجاه قطع الطريق أمام عملية تطهير السفارات والتمثيليات الدبلوماسية الليبية من الموظفين والمسئولين الموالين للتنظيم الدولي.
الإخوان في حرب دبلوماسية
مصدر دبلوماسي بالسفارة الليبية، كشف أن جبريل أجرى اتصالات بمسئولين في المؤتمر الوطني العام، ونصحوه بأن يماطل في تسليم مكتبه حتى 20 سبتمبر الجاري، لضمان وجود ممثل عن إخوان ليبيا داخل القاهرة، بعد تشكيل الحكومة التوافقية.
وكانت وزارة الخارجية المصرية أوقفت التعامل بشكل رسمي مع السفير الليبي فايز جبريل لارتباطه بتنظيم الإخوان المسلمين ودعمه لهم، وأكدت في رسالة وجهتها إلى السفارة الليبية، أن عقيلة صالح قويدر رئيس مجلس النواب التابع لحكومة الثني أعلن في برقية رسمية إعفاء جبريل من منصبه.
ولوّحت الخارجية بعدم التعامل مع القائم بأعمال السفارة الجديد صالح الدرسي في حال لم يعد فايز جبريل كل المستندات التي تم منحها له بحكم منصبه الدبلوماسي إلى السلطات المصرية.
ويذكر أن ليبيا تشهد انقسامات عديدة منذ الإطاحة بمعمر القذافي، فقد انقسمت البلاد إلى حكومتين وجيشين وبرلمانيين، إحداهما معترف به دوليًا ويقيم في طبرق، والآخر محسوب على جماعة الإخوان المسلمين "المؤتمر الوطني المنتهية ولايته"، والمقيم في طرابلس.
ومن المعروف أن إخوان لييبا، يسعون إلى استمرار الفوضى في البلاد، رافضين أي حلول مقدمة من المبعوث الأممي لدى ليبيا برناردينيو ليون؛ حيث كان آخر تفاوض للتوقيع على بنود الاتفاق لتشكيل حكومة وفاق وطني، في العاصمة التركية اسطنبول؛ وذلك لإنقاذ مكانتها في السلطة؛ حيث إنه من المعروف أن تركيا من الموالين لجماعة الإخوان المسلمين، واتفقوا على تعديل لتسعة بنود في المذكرة المقدمة من الأمم المتحدة، وقرروا حضور الحوار الذي انعقد في جنيف الأسبوع الماضي.
الإخوان في حرب دبلوماسية
وكشفت مصادر، أن السفير المنتهية أعماله، متورط في قضايا تربح هو ومدير مكتبه أحمد المهرك، من التأشيرات الخاصة بالسفر إلى ليبيا، لدرجة أن ثروته تجاوزت ١٣٣ مليون يورو بعد تسلمه منصبه، بينما لم يكن يملك قبل ذلك أكثر من ٣٥ ألف جنيه مصري، وسيارة شيفروليه كروز.
وكان المهرك عضوًا بجبهة الإنقاذ الإخوانية في عهد العقيد الراحل معمر القذافي، ولم يكن يحمل الجنسية الليبية حتى وقت قريب، وهو من مواليد ١٩٥٩ ويملك جواز سفر أمريكيًّا، ويقيم في الإسكندرية، قبل أن يعينه فايز جبريل مديرًا لمكتبه على مدار ٣ سنوات، واجه خلالها اتهامات من ديوان عام المحاسبة الليبي، بإهدار المال العام.
والجدير بالذكر أن المنتمين لجماعة الإخوان في ليبيا قاموا باختراق السفارات وذلك بتعيين المحسوبين عليهم كدبلوماسيين ساميين بهدف تمرير مشاريعهم وخدمة مصالحهم في مختلف الدول، وهو ما حاولوا القيام به إبان صعود حركة النهضة التونسية إلى سدة الحكم؛ حيث حاولوا جاهدين الإطاحة بالسفير الليبي في تونس بغية تسهيل قنوات التواصل مع الحكومة الإسلامية الجديدة في ذلك الوقت.
وأعاد قرار مشاركة المؤتمر في جلسات الحوار في جنيف، الأمل في التوصل إلى اتفاق يُنهي النزاع التي تشهده ليبيا منذ الإطاحة بالقذافي.
للمزيد عن مماطلة الإخوان في إنهاء اعتماد جبريل اضغط هنا

شارك