بعد فصل 300 طالب وافد.. "الأزهر" يتطهر داخلياً من الفكر المتطرف

السبت 12/سبتمبر/2015 - 11:16 م
طباعة بعد فصل 300 طالب
 
عكست الإجراءات الأمنية التي اتخذتها القاهرة منذ تصاعد نفوذ الجماعات الإرهابية في المنطق، وخاصة تنظيم "داعش"، مدى إصرار الدولة على محاربة التنظيمات الإرهابية أمنياً، حيث أطلقت القيادة العامة للقوات المسلحة عملية "حق الشهيد" لتطهير سيناء مع الجماعات الإرهابية، وتعتبر العملية هي أكبر انتشار للقوات المسلحة في سيناء منذ حرب أكتوبر 1973، فضلاً عن مكافحة الفكر المتطرف عبر قيام الأزهر بإصلاحات داخلية، تمكن قياداته من تجديد الخطاب الديني، إلى جانب مكافحة الفكر المتطرف بين الطلاب.
وقالت تقارير تناقلتها العديد من المواقع الإخبارية، إن الأزهر فصل 300 من طلابه الوافدين، بسبب شكوك حول علاقتهم بتنظيم "داعش" وتم فصلهم بعدما تسلم الأزهر تقريرًا أمنيًا يحذر من مساعي "داعش" بناء شبكة له عبر العالم الإسلامي من خلال تجنيد الطلاب الوافدين للدراسة في الأزهر. 

بعد فصل 300 طالب
كانت السلطات الأمنية في البلاد أوقفت طالبين من طاجيكستان يدرسان في الأزهر على صلة بالتنظيم، وهو الأمر الذي يؤكد نية القاهرة التعامل بحزم مع التنيم الذي بات يسيطر على مساحات شاسعة من الأراضي العراقية والسورية.
التقرير الأمني الذي نشرته صحيفة "الشرق الأوسط" رصد مساعي طلاب من تنظيم "الإخون" الذي أدرجته الحكومة المصرية إرهابياً أواخر 2013، تسهيل مهمة سفر الوافدين إلى تركيا، مما أثار شكوكًا بشأن التحاقهم بعناصر "داعش" في سوريا، وأوصى التقرير الذي وضعته السلطات الأمنية، على مكاتب مسؤولين في الأزهر، باتخاذ خطوات من شأنها ضبط حركة الطلاب الوافدين.

بعد فصل 300 طالب
وقال مصدر مسؤول في الأزهر، إن المشيخة لا تعرف شيئا عن الوافدين المقيمين خارج مدينة البعوث الإسلامية ويقدر عددهم بنحو 20 ألفا، وذلك منذ دخولهم للبلاد وحتى مغادرتهم، ولا تمتلك المشيخة أية قاعدة بيانات محددة عن أماكن وعناوين وهواتف هؤلاء الطلاب المبعوثين في مصر وهو ما يجعلهم فريسة للعناصر المتطرفة.
وتابع التقرير الأمني، أن الجماعات الإرهابية والمتطرفة، تهدف بشكل جدي لتجنيد أعداد من الطلاب المبعوثين، لاستخدامهم في أعمال العنف، ونجحت بالفعل في خداع بعض هؤلاء الطلاب، وبعضهم انضم إلى "داعش" وشارك في مظاهرات الإخوان، خاصة عقب عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي في ميدان رابعة العدوية، قبل أن تقوم الحكومة المصرية بتغيير اسمه إلى المستشار هشام بركات.

بعد فصل 300 طالب
ويبذل الأزهر جهود كبيرة في مواجهة الفكر التكفيري، حيث أنشأت دار الإفتاء مرصد لتخليل وتفنيد الحجج والفتاوى الإرهابية، كما حرص الأزهر على دعوة كافة أطياف الشعب العراقي إلى التوحد ونبذ أسباب الخلاف والفرقة، وتفويت الفرصة على جماعات القتل والإرهاب التي تتاجر بدماء العراقيين وأرواحهم لتنفيذ مخططات إقليمية تسعى لتفتيت العراق والنيل من وحدته، وتمزيق أوصاله.
كما دعا الأزهر قادة الشعب العراقي ومرجعياته وقواه السياسية إلى الاصطفاف للقضاء على جماعات العنف والقتل والإجرام مهما اختلفت انتماءاتها ومسمياتها؛ إعلاء لمصلحة العراق ووحدة شعبه.

بعد فصل 300 طالب
ويعتمد "داعش" على شريحة من الشباب المتحمس من جهة والساخط من جهة أخرى على أوضاعهم المعيشية في بلدانهم بغية استقطابهم، معتمداً على 
1 - الادعاء بأن بلاد الشام والعراق هي أرض "الجهاد"، وهو الأمر الذي يظهر جليا في تعليقات عناصر هذه التنظيمات على مواقع التواصل الاجتماعي، لذلك فإن هناك حافز قوي في المشاركة في معركة بين الحق والباطل ورد ذكرها في الأحاديث النبوية.
2 - الانضمام إلى  "داعش" فرصة للعيش، في وسط إسلامي بحسب زعمهم، يطبق فيه تعاليم الإسلام بحسب الفهم السطحي أو الذي روجته تنظيمات التطرف، معتمدين على سطحية فكر الشباب الديني.
3 – عوامل الجذب التي يحترف "داعش" فيها، فالتنظيم الإرهابي ماهر في إخراج مقاطع الفيديو، فالتنظيم لديه القدرة على الترويج لنفسه عبر وسائل عصرية بدرجة كبيرة.
4 - يشكل التمويل والتسليح الذي يحظى بهما “داعش”، عوامل جذب للمقاتلين.

شارك