هل يتحول "الجنود الأمريكيون" لوقود المعركة بين داعش وواشنطن؟

الأحد 13/سبتمبر/2015 - 06:06 م
طباعة هل يتحول الجنود الأمريكيون
 
 لا تتعلم الولايات المتحدة  كثيرا من أخطائها  فبعد مقتل الآلاف من جنودها في غزو العراق وانسحابها منها،  تصر على إرسالهم مرة أخرى الى اتون الجحيم العراقي في محاولة لاستعادة نفوذها من جديد وتأجيج الصراع السنى الشيعي في بلاد الرافدين. 

هل يتحول الجنود الأمريكيون
العديد من المؤشرات تؤكد على أنها عازمة على تكرار المحاولة مرة أخرى بعد أن  كشفت مصادر أمنية عراقية عن وصول مئات الجنود الأمريكيين الأسبوع الماضي الأول من سبتمبر، إلى قاعدة الحبانية شرقي الرمادي بمحافظة الأنبار غربي العراق وأن وصول القوات الأمريكية إلى القاعدة رافقه انسحاب كامل لمقاتلي مليشيات الحشد الشعبي من كل المناطق التي تقع حول مدينة الرمادي وصولا إلى مدينة الفلوجة شرقا وأن القوات الأمريكية كانت تستقل عربات عسكرية من نوع هامفي.
  وصول هذه القوات اكد على التكهنات التى اشارت الى  قرب انطلاق عملية عسكرية تهدف لاستعادة مدينة الرمادي من تنظيم الدولة   في العراق وبلاد الشام "داعش "الذي تمكن من السيطرة عليها قبل نحو ثلاثة أشهر بدعم من أبناء العشائر السنية في المحافظة الذين دربتهم قوات امريكية وأصبحوا مقاتلين متطوعين  وتم البدء في تخريج  دفعات منهم  يتوافق تخرجهم مع وصول القوات الامريكية  التي سبقها ايضا  وصول 80  عسكريا أخريين لتقديم الخطط العسكرية في معركة استعادة الفلوجة والرمادي من  داعش . 

هل يتحول الجنود الأمريكيون
الولايات المتحدة لم تنف الأمر بل قالت على لسان الجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة " إن الولايات المتحدة تبحث تكرار تجربة القاعدة العسكرية الجديدة التي أنشأتها في محافظة الأنبار، بمحافظات عراقية أخرى في ظل ما وصفها بالمكاسب التي تحققها الحملة على تنظيم الدولة وستقام القاعدة الجديدة داخل قاعدة التقدم العسكرية التي تبعد نحو25 كلم فقط عن مدينة الرمادي كبرى مدن محافظة الأنبار والتي سيطر عليها تنظيم الدولة وجاءت تصريحات ديمبسي في أعقاب قرار للرئيس الأميركي باراك أوباما نشر 450 عسكريا أميركيا إضافيا في العراق لأغراض تدريب القوات العراقية ضمن خطة جديدة لمواجهة تنظيم داعش، ومطالبته بتعجيل تسليح القوات العراقية والبشمركة والعشائر السنية. 

هل يتحول الجنود الأمريكيون
الحديث المستمر عن الدفع بقوات امريكية في مواجهة داعش يضع واشنطن امام عدة خيارات جميعها تشترك فيه قوات امريكية  تتمثل فيما يلي 
1- الخيار الأول: إرسال المزيد من القوات الأمريكية حيث انتقد السيناتور جون ماكين رئيس لجنة الخدمات المسلحة بمجلس الشيوخ،، إدارة الرئيس باراك أوباما،  باعتبارها مسؤولية  عن تدهور الوضع الأمني بالعراق وافتقاده لاستراتيجية واضحة هناك ودعا " لنشر المزيد من القوات الأمريكية بالعراق.
وهو الخيار الأكثر صعوبة حيث  يرفض الكثير من الأمريكيين عودة الجنود إلى حيث قُتل منهم عدة آلاف قبل أعوام قليلة وقال ريتشارد كلارك، مستشار مكافحة الإرهاب السابق بالبيت الأبيض: علينا الحذر بشدة، إذا كان علينا العودة ينبغي فهم الأسباب واحتمالية النجاح ووضع خطة دقيقة وما هي محاذيرها."
2- الخيار الثاني: استخدام مختلف للقوات الأمريكية بأرض العراق  من خلال نشرهم قرب الخطوط الأمامية لتحديد الأهداف لطائرات التحالف،  وقال ريتشارد كلارك، مستشار مكافحة الإرهاب السابق بالبيت الأبيض: المشكلة لا يوجد لدينا أي شخص بالخطوط الأمامية لتوجيه الضربات الجوية وفي أحيانا كثيرة تعود المقاتلات دون تنفيذ غارات."

هل يتحول الجنود الأمريكيون
3- الخيار الثالث: تدريب القوات العراقية حيث تصاعدت دعوات خبراء لتكثيف تدريب القوات العراقية، التي أنفقت أمريكا مليارات الدولارات في تدريبها وتجهيزها، وتتعثر في مقاتلة "داعش"، ودعا كينيث بولاك، مركز دراسات الشرق الأوسط بمعهد بروكينز،  دول أوروبية أخرى للمشاركة في توسيع البرنامج التدريبي وأنه أقصى ما يمكن للولايات المتحدة القيام به تدريبهم، وتزويدهم بالعتاد لكن ليس الإرادة للقتال."
4- الخيار الرابع: دعم العشائر السنية بالتدريب والسلح حيث تقف العشائر السنية في الخطوط الأمامية لقتال داعش منذ أكثر من عام،   ما بين  الحياد، والتحالف  بسبب تباطؤ الحكومة العراقية التي يقودها الشيعة، في تسليحهم.

هل يتحول الجنود الأمريكيون
مما سبق نستطيع أن نؤكد أن  الولايات المتحدة ليس لديها رفاهية الاختيار  سوى المضي في  بسط نفوذا في العراق،  أو ينحدر  نفوذا مرة  وهو الأمر  الذى تخشاه   بشدة لكنها تريد أن تتجنب  في نفس الوقت إرسال جنود أمريكيين إلى هناك للمشاركة في حرب برية أخرى قد تكون نتائجها آلاف جديدة من الجنود الأمريكيين الذين أصبحوا مع مرور الوقت وقود لمعارك الإدارات الأمريكية المتتابعة.


شارك