في خطوةٍ توافقية.. "الخليج" يسعى لإنهاء أزمات المنطقة

الأحد 13/سبتمبر/2015 - 09:23 م
طباعة في خطوةٍ توافقية..
 
في خطوة جماعية من قبل وزراء خارجية دول الخليج، تم التوافق على أن يضعوا حلولا للأزمات التي تشهدها المنطقة العربية بأكملها، على رأسها أزمات اليمن وسوريا وليبيا.
في خطوةٍ توافقية..
هذا ويعقد المجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية بعد غد الثلاثاء، دورته الـ136، برئاسة وزير خارجية دولة قطر رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري الدكتور خالد بن محمد العطية، وبمشاركة الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني، وذلك في مقر الأمانة العامة بمدينة الرياض.
الغريب أن الدول العربية، مستمرة في إدانتها بما يحدث في سوريا وليبيا واليمن، دون أي انجاز يذكر، فيما عدا السعودية التي قررت تشكيل تحالف لإنقاذ اليمن مما آلت إليه في ظل هجمات جماعة الحوثي ومحاولة الصعود للسلطة، ما دفع السعودية للتصدي لهم.
وصرح الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف بن راشد الزياني بأن وزراء خارجية دول الخليج الست سيبحثون خلال اجتماعهم الدوري في الرياض بعد غد الثلاثاء الأوضاع في اليمن وسورية وليبيا.
وقال الزياني في بيان اليوم الأحد 13 سبتمبر 2015، إن وزراء الخارجية سيتدارسون الموضوعات التي سيتم بحثها بين دول مجلس التعاون وعدد من الدول والمجموعات الدولية خلال انعقاد أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في نهاية شهر سبتمبر الجاري.
كما سيتداول الوزراء في آخر التطورات الإقليمية والدولية وفي مقدمتها الأوضاع في اليمن وسورية وليبيا وفلسطين المحتلة، الجهود الدولية المبذولة لمكافحة الإرهاب.
كذلك يبحث الوزراء عدداً من الموضوعات المتعلقة بمسيرة العمل الخليجي المشترك، وما اتخذته اللجان الوزارية من توصيات بشأن المسائل المتصلة بتعزيز التعاون والتكامل بين دول المجلس، وفق ما قال الزياني.
وفي إطار الدورة التي انعقدت قبيل الاجتماع التشاوري لوزراء خارجية دول الخليج، انطلقت أعمال الدورة العادية الرابعة والأربعين بعد المئة لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية برئاسة دولة الإمارات، بحضور الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي، وذلك لبحث مجمل قضايا العمل العربي المشترك الراهنة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ومشروعات القرارات المرفوعة بشأنها من قبل اجتماعات المندوبين الدائمين على مدى اليومين الماضيين.
وعلى غرار ذلك أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري، إن الأمة العربية تواجه تحديات وتهديدات جسامًا في الوقت الذي تصبو فيه شعوبها لتحقيق السلام والازدهار.
في خطوةٍ توافقية..
وأكد شكري أن تلك التحديات تحتاج إلى إصلاح وتطوير آليات عمل الجامعة العربية، بالشكل الذي يسمح لها بأن تكون أداة فعالة، ليس فقط لتوسيع وتعميق التعاون المشترك، وإنما لتكون أيضًا انعكاسًا لإرادته دولها الصلبة في التفاعل، بل والتعامل مع مختلف فرص وتحديات العصر الحديث، وتحقيقًا لآمال وتطلعات الشعوب العربية.
وأضاف: "أود أن أشيد بما تضمنه تقرير الأمين العام، نبيل العربي، حول نتائج أعمال اللجنة مفتوحة العضوية رفيعة المستوى لإصلاح وتطوير الجامعة العربية والفرق الأربع المنبثقة عنها، وأؤكد في الوقت ذاته الحاجة المُلحة لسرعة الانتهاء من عملية الإصلاح والتطوير، بما في ذلك من خلال إقرار الميثاق الجديد والنظام الأساسي لمجلس السلم والأمن العربي".
وذكر أن نهر الدماء العربية مازال يتدفق في العديد من الأقطار على يد جماعات الإرهاب الأسود، الذى بات يُهدد الشعوب العربية، حيث لا توجد دولة بمنأى عن هذا الخطر، وإن قوى الظلام أصبحت تترصد الأمن القومي العربي، وأمن الشعوب العربية، بُغية هدم بنيان الدولة الوطنية وتفكيك مؤسساتها واستنزاف مواردها.
وأوضح أن الإرهاب لا يفتقر إلى أطراف تغذية بالتمويل والسلاح وتقنيات الإعلام الحديثة، بهدف بث الفرقة والفتن والترويج للقتل والذبح تحت راية الدين، معقبًا: "هذا التحدي الجسيم يفرض علينا مسئولية كبيرة في صون مقدرات الأمة العربية، وحماية حاضرها ومستقبلها".
وأردف: "أطمئنكم أن مصر، انطلاقاً من واجبها الوطني ومسئوليتها القومية، لن تقف مغلولة الأيدي أمام من يعبث بأمن أمتنا العربية، وبالتالي علينا الاضطلاع بمسئوليتنا في  حماية شعوبنا من خلال رؤية مُتكاملة للمواجهة الصارمة لهذا الخطر المُنتشر حولنا: قائلا: لقد باتت مواجهة الإرهاب أولوية قصوى تستلزم استراتيجية خلاقة لتحصين الأجيال القادمة، واستئصال هذا المرض الخبيث، بما فى ذلك من خلال إصلاح الخطاب الديني ومواجهة التطرف الفكري وتجفيف منابعه والتعامل بحسم مع دُعاة الفتنة والخراب وسفك الدماء، فضلاً عن العمل بكل جدية على إيجاد تسويات سياسية للصراعات الإقليمية التي تعصف بمنطقتنا".
وأعرب عن إدانة مصر الشديدة لمواصلة إسرائيل الاستهانة بكافة قرارات الشرعية والضمير الانساني لقيام قواتها باقتحام المسجد الأقصى ومهاجمتها للمصلين بالقنابل والأعيرة المطاطية مما خلف عدداً من الإصابات.
في خطوةٍ توافقية..
وقال اننا نطالب سلطات الاحتلال بالتوقف الفوري عن مثل تلك التصرفات التي من شأنها تعميق الهوة في سبيل الجهود المبذولة لاستئناف مسيرة السلام وإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، كما ننوه إلى الخطورة البالغة بان يتحول هذا الوضع المأسوي الذى تعانى منه المنطقة على مر العقود الستة الماضية إلى صراع ديني بكل ما ينطوي عليه ذلك من وضع يؤدى إلى الانزلاق إلى حافة الهاوية ويخالف كل قواعد وأسس التطور الإنساني والدعوة لحماية الفرد وحقوق الإنسان.
ولفت إلى أن مصر تؤكد على دعمها التام لكافة الإجراءات التي تتخذها الحكومة الليبية تعزيزاً لسيادة الدولة في مواجهة عصابات الإجرام والإرهاب الأسود.
وعن الوضع المأساوي الذى يُعانيه الشعب السوري الشقيق قال شكري أنه عار على جبين الإنسانية، وهو وضع يجب من أجله بذل كل جهد مُمكن نحو انجاز حل سياسي يضع.
وأكد أن مصر تشجع في هذا السياق المبعوث الدولي ستيفان دي مستورا على الاستمرار في الدفع نحو الإعداد الجيد لمؤتمر جنيف3 ليكون بمثابة عملية تفاوض جادة على المرحلة الانتقالية بين النظام والمعارضة السوريين، مشددا على دعم مصر الكامل لحكومة اليمن والرئيس عبد ربه منصور هادي، وتمسكها بوحدة اليمن واستقلال وسلامة أراضيه، ودعمها لمسار العملية السياسية وفقاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية.
ويبدو أن الأزمات بدأت تشعل غضب دول الخليج، بعدما تخاذلت عن معالجة مشاكل هذه الدول لسنوات مضت، فهل ستنجح في وضع حلولا تؤدي إلي استقرار الدول المشتعلة، أم ستظل المباحثات مستمرة لحين انهيار البلاد؟

شارك