بعد انضمامهما للتحالف.. هل تساعد فرنسا وأستراليا في القضاء على "داعش"؟

الأربعاء 16/سبتمبر/2015 - 01:33 م
طباعة بعد انضمامهما للتحالف..
 
رغم اقتراب العام على شن هجمات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، على التنظيم الإرهابي "داعش"، فإن التنظيم ما زال يتوغل ويتمدد في أنحاء العالم، دون التأثر بأي ضربات تشنها الدول المتحالفة مع أمريكا.
بعد انضمامهما للتحالف..
هذا ويرى بعض المراقبين بأن التحالف الدولي، فشل فشلًا ذريعا في مواجهة التنظيم الإرهابي، نظرًا لعدم وضع استراتيجية قوية يواجه بها "داعش".
وفي ظل هذا، أعلن وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان اليوم الأربعاء 16 سبتمبر 2015 أن فرنسا ستوجه أولى ضرباتها الجوية لتنظيم "داعش" في سوريا في الأسابيع المقبلة.
يذكر أن فرنسا لم تشارك حتى الآن إلا في غارات جوية ضد تنظيم داعش في العراق، بسبب تخوفها من أن يؤدي توجيه ضربات للتنظيم في سوريا إلى تعزيز موقف الرئيس السوري بشار الأسد.
وحول موعد تنفيذ ضربات المقاتلات الفرنسية التي تقوم منذ الثامن من سبتمبر الجاري بطلعات فوق سوريا، قال لودريان: في الأسابيع المقبلة، ما أن تتوفر لدينا أهداف محددة بشكل جيد.
وكان نفذ الطيران الحربي الفرنسي، الأسبوع الماضي، أولى طلعاته الجوية الاستطلاعية فوق سوريا باستخدام طائرات "رافال" المقاتلة، وذلك مع توسيع عملياته ضد داعش.
وقال مسئول في وزارة الدفاع الفرنسية: إن هذه الطلعة استهدفت جمع معلومات عن تنظيم "داعش"، وتعزيز قدرة فرنسا على تقييم الوضع في سوريا، مضيفًا: ربما يتم تنفيذ مهام مماثلة خلال الأيام المقبلة.
وكان الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، قال أمس الاثنين، إن بلاده ستبدأ طلعات استطلاعية فوق سوريا ستمكنها فيما بعد من بحث شن غارات جوية.
ورفض لودريان الإدلاء بأي تفاصيل إضافية، قائلا: لن أكشف لكم كل خطط التحليق، سيكون ذلك خطأ تكتيكيا.
وأضاف أن داعش تقدم بطريقة يهدد فيها الجيش السوري الحر والمقاومة السورية في منطقة حلب وكذلك محور دمشق حمص ولبنان إذا نجح داعش في اختراق هذا الخط.
وتابع الوزير الفرنسي أن فرنسا تجمع معلومات بكل الوسائل التي تملكها وخصوصا الطائرات والأقمار الاصطناعية.
وفيما يخص تعزيز الوجود العسكري الروسي في اللاذقية معقل الرئيس السوري بشار الأسد، قال لودريان: إن السبب ليس واضحًا، متسائلًا: "هل هذا يعني أنهم يحمون أنفسهم في مواجهة سقوط محتمل لبشار الأسد؟ إنه سؤال يجب أن يطرح عليهم- على حد تعبيره- مضيفًا أن المهم هو أن تكون روسيا جزءًا من الحل، والحل لا يمر عبر بشار الأسد".
 ونفى وزير الدفاع الفرنسي وجود أي اتفاق ضمني مع النظام السوري لتتمكن الطائرات السورية من التحليق فوق الأراضي السورية بدون أن تتعرض للدفاعات الجوية السورية، قائلا: أي عملية جوية تنطوي على مخاطر ونتخذ كل الإجراءات الضرورية لتجنيب طيارينا المخاطر.
بعد انضمامهما للتحالف..
يأتي ذلك بالتزامن الذي أعلن فيه وزير الدفاع الأسترالي كيفن أندروس، اليوم الأربعاء 16 سبتمبر 2015، أن سلاح الجو الأسترالي نفذ أول غارة على تنظيم "داعش" في سوريا ودمر عربة مصفحة لنقل الأفراد.
ويرى مراقبون أن استعدادات فرنسا وكذلك أستراليا، لشن ضربات على مواقع "داعش" قد يساعد دول التحالف في الحد من تمدد وتوغل التنظيم إلى الدول وقد يقضي نسبيًا على التنظيم الإرهابي، فهل بالفعل سيكون لهم دور في القضاء على التنظيم خلال المرحلة القادمة؟
الوزير الأسترالي قال: إن هذه الضربة تندرج في إطار توسيع مشاركة أستراليا في التصدي لداعش ليس فقط في سماء شمال العراق، بل أيضًا في سماء شرق سوريا؛ بهدف إضعاف قوات التنظيم وتدميرها.
أضاف أندروس أن طائرة من طراز "إف/ إيه-18 إيه هورنيت" تابعة لسلاح الجو الملكي دمرت في الغارة آلية مصفحة لنقل الأفراد لتنظيم الدولة الإسلامية بصاروخ موجه، موضحًا أن "طائرتي هورنيت رصدت الآلية التي كانت مخبأة في مجمع لداعش".
وزير الدفاع الأسترالي أضاف أن هذه المعلومات نقلت إلى مركز العمليات المشتركة من قبل إحدى طائرات الرصد، وفور تلقيها الإذن استخدمت طائرة هورنيت سلاحًا محدد الأهداف لتدمير الهدف.
وكانت شاركت طائرات من الولايات المتحدة وكندا وتركيا ودول الخليج العربية في غارات على مواقع التنظيم في سوريا، بينما اكتفت طائرات فرنسية بطلعات استطلاعية فوق سوريا تمهيدًا لشن ضربات.
وكانت أستراليا أعلنت الأسبوع الماضي أنها ستوسع في غضون الأيام المقبلة نطاق مشاركتها في الغارات الجوية التي يشنها تحالف دولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق لتشمل الجهاديين في سوريا، وذلك تلبية لطلب واشنطن التي تقود التحالف.
بعد انضمامهما للتحالف..
الجدير بالذكر أن تركيا قد شنت أول ضرباتها الجوية على مواقع "داعش" في أواخر أغسطس الماضي، حيث كانت تركيا رافضة المشاركة ضمن الدول التي انضمت للتحالف.
الجدير بالذكر أن التحالف الدولي بدأ شن هجماته على داعش، في 19 من سبتمبر العام الماضي، بهدف القضاء على تنظيم الدولة الذي أصبح يتوغل وينتشر في البلاد العربية وكذلك الأوروبية.
 وقد شاركت في التحالف مئات الطائرات القتالية والتجسسية والرادارات والأقمار الصناعية وقادته الولايات المتحدة الأمريكية، بمشاركة عدة دول عربية، كان هدفه القضاء نهائيًا على التنظيم الإجرامي، واستعادة المناطق التي سيطر عليها مقاتلوه.
ومنذ بدء هجمات الدول المشاركة في التحالف، على "داعش"، وتتوالى الخسائر عن طريق تدمير مئات العربات المصفحة والدبابات وتعطيل أكثر من 20 في المائة من القدرات القتالية للتنظيم إحصائية شهر فبراير، وما زالت الولايات المتحدة تحشد الدول لمقاتلته ومساعدتها استخباريًا.
وإلى الآن لم يتوصل المراقبون إلى نتيجة الحرب التي يدشنها التحالف الدولي، ضد تنظيم "داعش"، هل يحقق التحالف هدفه في القضاء على داعش، أم أن التنظيم الإرهابي سيتوغل ويتمدد يومًا عن الأخر ويقضي بنفسه على ضربات التحالف؟
وعلى الرغم من مساعي الولايات المتحدة الأمريكية، لانضمام دول أخرى إلى التحالف الذي تقوده، إلا أنها حتى الآن لم تحقق أي نتائج تؤكد على نجاح هذا التحالف.
فيما يبدو أن بادرة الأمل في القضاء على داعش، أصبحت معدومة، في ظل التخاذل الذي تتبعه الدول المشاركة في الضربات، وعدم وجود استراتيجية واضحة تدفعها إلى مواجهة التنظيم والقضاء عليه تمامًا.
 

شارك