"البنتاجون" نموذج للتناقض الأمريكي حول الأزمة السورية

السبت 19/سبتمبر/2015 - 04:06 م
طباعة البنتاجون نموذج للتناقض
 
تشكل وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" نموذجًا للتناقض الأمريكي حول الأزمة السورية، ففي الوقت الذي تدعم فيه فصائل سورية مسلحة؛ من أجل تعجيل الحل العسكري في سوريا تتحدث كل فترة عن ضرورة الحل السياسي بين أطراف الأزمة من خلال الحوار
البنتاجون نموذج للتناقض
المستجد الجديد الذي طرأ على موقف البنتاجون هو قيام روسيا بنشر 4 مقاتلات في سوريا قرب اللاذقية، معقل الرئيس السوري بشار الأسد، مما يؤشر على خوض موسكو الحرب ضد المعارضة التي تدعمها واشنطن بشكل مباشر، وهو ما دفع الإدارة الأمريكية إلى فتح قناة للاتصالات مع موسكو، ويدخل البنتاجون على الخط ليبلغ وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر نظيره الروسي سيرغي شويجر أن هزيمة تنظيم داعش وضمان الانتقال السياسي في سوريا أمران يجب أن ينجزا معاً.
وأعلن البنتاجون أيضًا أن وزيري دفاع الولايات المتحدة وروسيا جددا الاتصالات العالية المستوى بينهما لبحث النزاع في سوريا، وأن الوزيرين بحثا المجالات التي تتقاطع فيها الرؤيتان الأمريكية والروسية ونقاط الخلاف بين البلدين، واتفقا على إجراء مزيد من المناقشات حول آليات الحوار بين الجيشين، لتجنب حدوث أي مواجهات عرضية بينهما في سوريا، في ضوء الحملة" ضد تنظيم داعش بالتوازي مع المحادثات الدبلوماسية الهادفة إلى ضمان انتقال سياسي في سوريا.
البنتاجون نموذج للتناقض
التناقض  الذي يمارسه "البنتاجون" كشف عن أسبابه موقع "ديفنيس نيوز" الأمريكي قائلا: "إن وزارة الدفاع الأمريكية والكونجرس يريان أن الرئيس السوري بشار الأسد، ما زال يمثل التحدي الأكبر لهما في سوريا على الرغم من الانشغال بمحاربة تنظيم "داعش" والبحث عن سبل القضاء عليه، وأن التعامل مع الأسد يختلف تمامًا عن التعامل مع "داعش" التنظيم الإرهابي، خاصة أن الأسد ما زال يسيطر على مساحات واسعة في غرب سوريا، ويجب التخلص منه دون تفكك طائفي والحفاظ على هياكل الحكم، وأن وزير الدفاع الأمريكي "أشتون كارتر" أكد أن "نهج واشنطن إيجاد مخرج سياسي لبشار الأسد بدل خروجه من السلطة بعمل عسكري بقيادة الولايات المتحدة، ويجب أن نحافظ على هياكل الحكم؛ لأننا نعرف ماذا يحدث عندما تتفكك هياكل الحكم في الشرق الأوسط".
البنتاجون نموذج للتناقض
وهو الأمر الذي أكد عليه أيضًا مارتن ديمبسي، رئيس هيئة الأركان الأمريكي قائلا "ليس من الواضح أن رؤية الأسد خارج السلطة ستكون أفضل في محاربة داعش، وأن الولايات المتحدة وحلفاءها في انقسام بشأن هذه المسألة، وأفضل شيء يقوم به البنتاجون تقديم خيارات للحلفاء مع تطوير العلاقات بين المجموعات التي لم نعمل معها في الماضي مثل الأكراد والحكومة التركية.
ومن الأسباب المباشرة لهذا التناقض في مواقف البنتاجون أيضًا: 
1- عدم وضوح موقف واشنطن ومن خلفها تقارير وزارة الدفاع المتناقضة حول نظام الأسد وقدراته على الأرض.
2- عدم جدية واشنطن في دعم المعارضة المعتدلة بحاجات الميدان من معدات وأسلحة متطورة تشمل وسائل استكشاف ليلي ونهاري، وأدوات لتحديد المواقع الجغرافية وأدوات اتصال لاسلكي خوفا من وقوعها في أيدي متطرفين، وهي التقارير التي يُجانب بعضها الصواب فيما يخص بعد الفصائل.
3- عدم وجود سيطرة فعلية لوزارة الدفاع على القوى المعتدلة في سوريا وباقي المناطق المشتعلة هناك.
4- عدم قدرة البنتاجون على خلق تحالف مناهض لداعش يعمل على إنشاء تحالف يشمل القوى المحلية على الأرض؛ ليتمكن من تحقيق أهداف ملموسة على الأرض السورية.
البنتاجون نموذج للتناقض
مما سبق نستطيع أن نؤكد أن مواقف البنتاجون هي نموذج مثالي للعجز الأمريكي في الأزمة السورية، وأن هذا التناقض ناتج بالأساس عن عدم وضوح رؤية واشنطن حول مصير نظام الأسد، وهو ما يعد نتيجة طبيعة لعدم قدرة تقارير وزارة الدفاع المتناقضة عن تقديم رؤية صحيحة للإدارة الأمريكية.

شارك