"الكرملين" يمهد لتدخل روسي على الأرض في سورية

السبت 19/سبتمبر/2015 - 07:59 م
طباعة الكرملين يمهد لتدخل
 
في تطور جديد، في ملف الحرب السورية المستمر منذ نحو أربعة سنوات، حتى الآن، دون إعلان فصيل يقاتل على الأرض حسمه للمعركة، أعلن الكرملين، استعداد روسيا إرسال قوات إلى سورية في حال طلب دمشق ذلك، وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، "إذا ما كان هناك طلب (من سورية) فسيكون من الطبيعي مناقشته والنظر فيه في إطار الحوار الثنائي، لكن في الوقت الحالي من الصعب التحدث نظرياً".
كانت الأيام القليلة الماضية، شهدت انتقادات واسعة لروسيا بعد الحديث عن إرسالها مقاتلين روس إلى سوريا، حيث أبلغ مصدر عسكري سوري "رويترز"، أن الجيش السوري، الذي خسر أراضي لمصلحة مقاتلي المعارضة أخيراً، بدأ في استخدام أنواع جديدة من الأسلحة الجوية والبرية حصل عليها من روسيا، وهو ما سيغير خريطة الانتصارات على الأرض.
الكرملين يمهد لتدخل
تصريحات بيسكوف، جاءت بعد حديث وزير الخارجية السوري وليد المعلم، للتليفزيون السوري أمس الأول، أعلن فيه أن بلاده ستطلب قوات روسية لتقاتل إلى جانب قواتها عند الضرورة، نافياً أي وجود لقوات روسية حالياً، وقال: "رغم أن الجيش قادر حتى الآن على القتال بمفرده، فإن هناك حاجة إلى أسلحة متقدمة للتعامل مع المسلحين، مبيناً أن "التعاون بين الاتحاد الروسي وبين قواتنا المسلحة استراتيجي عميق".
وكشفت تصريحات المعلم، عن عمق الأزمة التي تواجهها سورية على الأرض، حيث أبدى استعداد دمشق قبول أي مساعدة من كل الدول تقريباً، قائلاً: "لا يوجد فيتو على أي دولة، طبعا ما عدا إسرائيل العدو الحقيقي، وعلى أي دولة راغبة بصدق أن تحارب الإرهاب أن تأتي إلى الحكومة وتقول أنا جاهزة للمساعدة، ماذا تريدون؟ كيف ننسق؟ ماذا نفعل؟"
الكرملين يمهد لتدخل
ميدانياً، شنّت مقاتلات الجيش النظامي أمس 25 غارة على الأقل على مدينة تدمر الأثرية بحمص، في ثاني قصف مكثف، بعد سيطرة "داعش" عليها، بعد يوم من عمليات مكثفة قامت بها في مدينة الرقة معقل التنظيم المتطرف  في الشمال.
اللافت أن العديد من وكالات الأنباء، تحدثت عن أن نحو 150 جندياً وضابطاً روسياً يبنون ويوسعون قاعدة سورية تتسع لـ1500 من مشاة البحرية الروسية، مشيرة إلى نشر 7 دبابات طراز تي 90، لم يسبق للنظام السوري امتلاكها، وعشرات المجنزرات، إضافة إلى منظومة "سام 20 الصاروخية المضادة للطائرات، فضلاً عن منظومة رادارات، ما يعني تجهيز روسيا قواتها إلى تنفيذ مهام بعينها ضد تنظيم "داعش".
الكرملين يمهد لتدخل
وبدا أن أمريكا باتت راضية بالأمر الواقع في سورية، حيث قالت تقارير إن الولايات المتحدة فتحت الباب أمام احتمال إجراء مناقشات "تكتيكية" مع روسيا بشأن الحرب في سورية، بحسب المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست، الذي أوضح أن بلاده سترحب بمساهمات بناءة من الروس في التحالف ضد "داعش"، مبيناً أنه "لهذا السبب سنظل مستعدين لإجراء مناقشات تكتيكية وعملية بهدف دعم أهداف الائتلاف الدولي وضمان التنفيذ الآمن لعملياته، واعترف المتحدث باسم وزارة الدفاع (البنتاجون) بيتر كوك، بضرورة المحادثات، التي أوقفتها واشنطن العام الماضي بعد ضم موسكو القرم وتدخلها في أوكرانيا، لتجنب "مشاكل وحسابات خاطئة" في سورية.
وفي أحدث إحصائية، لعدد الروس الذين يُقاتلون ضمن صفوف تنظيم "داعش"، كشف النائب الأول لمدير جهاز الأمن الاتحادي الروسي سيرغي سميرنوف، عدد الروس المنضمين إلى صفوف "داعش"، مشيراً إلى أن عددهم يصل إلى 2400 روسي، إلى جانب، وجود أكثر من ثلاثة آلاف من مواطني آسيا الوسطى في المجمل.
الكرملين يمهد لتدخل
وفتح سميرنوف النار على الولايات المتحدة، حيث اتهمهم بتفادي التعاون مع روسيا في حربها ضد الإرهاب، مشيراً إلى أن دعم موسكو إلى الجيش السوري لن يؤثر سلباً على الوضع في سورية، وأن سبب دعم روسيا للجيش السوري هو توسع الدولة الإسلامية في المنطقة.

شارك