بعد اقتحام سجن "معيتيقة".. صراع دموي جديد بين الإرهابيين في ليبيا

السبت 19/سبتمبر/2015 - 09:25 م
طباعة بعد اقتحام سجن معيتيقة..
 
مع مواصلة الهجمات التي يشنها تنظيم الدولة "داعش"، في ليبيا، ومحاولة تمدده وتوغله في كافة المناطق الليبية، ويوما عن الآخر يسعي التنظيم بكل وسائله للتوغل داخل العاصمة الليبية طرابلس وفي إطار استراتيجيته للنجاح في بناء مقر لخلافته في ليبيا على غرار سوريا والعراق، تبنى التنظيم الإرهابي أمس الجمعة 18 سبتمبر 2015، عملية الهجوم على سجن "قوات الردع الخاصة" في قاعدة معيتيقة بالعاصمة طرابلس.
بعد اقتحام سجن معيتيقة..
يأتي ذلك في ظل الصراعات الدموية المستمرة بين العناصر الإرهابية على الأراضي الليبية، بين توغل داعش ومواصلة ميلشيات فجر ليبيا قتال الجيش الليبي تحتدم العمليات الإرهابية.
ويخضع مطار معيتيقة لسيطرة ميليشيا فجر ليبيا وتابع لرئيس حزب الوطن الليبي عبدالحكيم بلحاج، ويقع على بعد نحو 10 كيلومترات شرق العاصمة طرابلس التي يسيطر عليها المؤتمر الوطني المنتهية ولايته والذيي يواليه ميلشيات فجر ليبيا.
محللون قالوا إن هذا الاختراق للمربع الأمني الذي يُسيطر عليه عبدالحكيم بلحاج، يعكس مدى اتساع الفجوة بين الفصائل المُسلحة لتحالف ميليشيا فجر ليبيا التابعة للمؤتمر الوطني المنتهية ولايته الموالي لجماعة الإخوان المسلمين.
وقد هاجم مسلحون مجهولون في ساعة مبكرة من صباح أمس السجن التابع لقوة الردع الخاصة بقاعدة معيتيقة الجوية بطرابلس، في محاولة لتحرير سجناء، حيث فجروا أحد الأسوار الخلفية للقاعدة وتسللوا إلى عنابر السجن الذي بداخلها لتهريب أحد المساجين هنا،. ما أسفر عن مقتل المسلحين ومصرع ثلاثة من قوة الردع الخاصة.

وقال المسؤول الأمني إن انفجارا لم تعرف طبيعته بعد وقع في البداية ثم وقع اشتباك بالأسلحة الرشاشة، موضحا أن ثلاثة من قوة الحماية وجميع عناصر المجموعة المهاجمة وعددهم ثمانية على الأقل قتلوا.
وكانت مجموعة مسلحة هاجمت مقر قوة الردع الخاصة، مستهدفة مقر السجن مؤسسة الإصلاح والتأهيل "معيتيقة"، بالقنابل اليدوية والأحزمة الناسفة، وتمكنوا من الدخول في محاولة لتهريب بعض السجناء المقبوض عليهم في قضايا إرهابية.
بعد اقتحام سجن معيتيقة..
ونشر أحد مواقع داعش على صفحات التواصل الاجتماعي اليوم السبت، صورة لأربعة من عناصره، وصفهم بـ"الانغماسيين" كُتب أسفلها "المجموعة الانغماسية التي اقتحمت مقر قوات الردع داخل مطار معيتيقة وسط مدينة طرابلس".
وفى بيان آخر نُشر على تويتر، أوضح التنظيم أن الهجوم شنه أربعة من عناصره هم مغربي وسودانيان وتونسي، لقوا مصرعهم في الهجوم كما قام بنشر صور خاصة لمنفذي الهجوم المسلح، قائلا: هاجمنا مقر ما يعرف بقوات الردع داخل مطار معيتيقة، حيث يقاسي أسرى المسلمين ألوان العذاب".
وكان نجل الرئيس العام السابق لجماعة أنصار السنة الراحل أبو زيد محمد حمزة "عبد الإله"، حتفه في مواجهات مسلحة خاضها تنظيم "داعش" بسرت الليبية في أغسطس الماضي، وقبلها فجر سوداني يكنى بـ "أبو جعفر السوداني" نفسه بسيارة في مدينة درنة الليبية، ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص وإصابة العشرات بجروح، وفي يونيه الماضي نعى "داعش"، سودانيا كنيته "أبو الفداء السوداني"، قال إنه "استشهد" في الرقة السورية، كما قتل الطالب السوداني مصطفى عثمان فقيري المنتمي، في يوليو، عندما فجر نفسه بعبوة ناسفة في الرقة أيضا.
وغادر 18 طالبا من أصول سودانية، في يونيو الماضي، إلي تركيا للانضمام إلى "داعش" من بينهم ابنة مسؤول رفيع في وزارة الخارجية السودانية.
بعد اقتحام سجن معيتيقة..
كانت صحيفة "الأوبزيرفر" البريطانية، ذكرت في مارس الماضي أن تسعة طلاب يحملون جوازات بريطانية، ومن أسر سودانية مرموقة توجهوا من جامعة العلوم الطبية والتكنلوجيا بالخرطوم الى سوريا عبر تركيا للعمل بمستشفيات في مناطق خاضعة لـ "داعش".
ويري مراقبون أن هجوم "داعش" على قاعدة معيتيقة العسكرية بالعاصمة الليبية طرابلس، تطور نوعي في ظل الانقسامات التي تشهدها ميلشيات فجر ليبيا وكذلك المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة وحتى الآن لم تؤتي بثمار لعودة الاستقرار والأمن للبلاد.
واتهمت قوة الردع التي تُسيطر على قاعدة معيتيقة عناصر داعش بتدبير هذا الهجوم المُسلح، وأكدت أنها تصدت للمسلحين وقضت على منفذيه في الوقت الذي أعلنت فيه عن مقتل ثلاثة من أفرادها المكلفين بالحماية.
ويرى مراقبون أن هناك مؤشرات على انقسامات داخل مليشيا فجر ليبيا، في ظل احتدام الخلافات الذي وصل إلى حد اقتحام مقر المؤتمر الوطني المنتهية ولايته، وتعنيف بعض أعضائه على خلفية الموقف من مفاوضات الحوار الليبي بالصخيرات المغربية.
كانت عناصر مُسلحة تابعة لميليشيا فجر ليبيا اقتحمت مقر المؤتمر الوطني العام في طرابلس أثناء جلسة مُخصصة لمناقشة مسودة الحوار التي طرحها المبعوث الأممي إلى ليبيا برناردينو ليون، والأسماء المرشحة لرئاسة الحكومة.

شارك