روسيا والحرب على "داعش".. دعم عسكري جديد للأسد أم مناورة مع واشنطن؟

الأحد 20/سبتمبر/2015 - 12:07 م
طباعة روسيا والحرب على
 
 لا تترك روسيا أي فرصة لدعم الرئيس السوري بشار الأسد إلا وقامت باستغلالها من أجل الحفاظ على بقائه، وبالتالي بقاء نفوذها في منطقة الشرق الأوسط الذي دفعها حاليًا إلى المشاركة بشكل مباشر في الصراع السوري من خلال إرسال قوات عسكرية روسية إلى سوريا.
روسيا والحرب على
سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي كشف وبشكل مباشر عن أن طائرات الشحن الروسية التي تهبط في سوريا تحمل عتاداً عسكرياً إلى الحكومة السورية، وأن الطائرات التي أرسلتها روسيا إلى سوريا تنقل تجهيزات عسكرية بموجب عقود قائمة وموقعة مع دمشق ومساعدة إنسانية، وأن روسيا ستتخذ مزيداً من الخطوات في الشأن السوري، في حال دعت الحاجة، وأن أفراد الجيش الروسي موجودون في سوريا منذ سنوات.
 الموقف الروسى المباشر فسره وزير الخارجية السوري وليد المعلم بشكل مباشر قائلا: إن مشاركة روسيا في محاربة تنظيم الدولة وجبهة النصرة أمر أساسي، وستقلب الطاولة على من تآمر على بلاده، وأن هذا الأمر الجديد يَفوق تزويد سوريا بالسلاح، ويكشف عدم وجود استراتيجية واضحة لدى الولايات المتحدة وحلفائها في مكافحة تنظيم الدولة، بدليل أنهم فهموا الرسالة الروسية وأرادوا أن يتعاونوا معها.
روسيا والحرب على
التحركات الروسية دفعت واشنطن إلى إبداء الرغبة في الحوار معها عسكريًّا على الأرض، وهو الأمر الذي تم الكشف عنه سابقًا من خلال حديث وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الذي أعلن أن بلاده تأمل في إجراء مفاوضات "على مستوى عسكري" مع روسيا حول النزاع في سوريا "قريبًا جدًّا"، وأن الرئيس باراك أوباما يرى أن إجراء محادثات هذه المفاوضات هو المرحلة المهمة التالية، وأنها ستساعد في تحديد بعض الخيارات المختلفة الموجودة، على الرغم من أن تركيز الولايات المتحدة لا يزال مُنْصَبًّا على قتال تنظيم الدولة والتسوية السياسية في سوريا التي لا يمكن تحقيقها مع وجود الأسد.
 ثم أكد على  الرغبة الروسية قائلا: "إن هناك حاجة عاجلة لتجديد جهود التوصل إلى تسوية سياسية في سوريا، وإن الرئيس السوري بشار الأسد يجب أن يرحل، ولكن ليس بالضرورة على الفور، وإن بإمكان روسيا وإيران إقناع الأسد بالجلوس على طاولة التفاوض، وإن واشنطن مستعدة للتفاوض "بحق"، وتساءل: هل الأسد مستعد للتفاوض؟".
روسيا والحرب على
الأوضاع التي تفرضها موسكو تؤكد على أن موسكو أصبح لديها على الأراضي السورية عدد من الطائرات المتطورة وسفينتان لإنزال الدبابات إضافية إلى القاعدة البحرية الروسية في مدينة طرطوس الساحلية السورية، بالإضافة إلى أن مطار مدينة اللاذقية الساحلية يشهد نشاطًا محلوظًا؛ حيث يقوم الخبراء الروس بتركيب برج للملاحة الجوية ومنازل مسبقة الصنع تكفي لاستيعاب ألف شخص؛ مما يؤكد على أن المشاركة الروسية الكبيرة لم تشترك في القتال بعد، ولكنها ستشارك بقوة بعد أن خسرت الحكومة السورية آخر معقل لها في محافظة إدلب في شمالي البلاد؛ حيث استولت جبهة النصرة على مطار أبو ظهور العسكري بعد حصار دام عامين، كما تقدم تنظيم "داعش" من مطار دير الزور العسكري، وهو آخر معقل للنظام في شرقي البلاد بعد الاستيلاء على قاعدة للدفاع الجوي قرب المطار.
روسيا والحرب على
مما سبق نستطيع أن نؤكد على أنه بالرغم من أنه لا يعرف حتى الآن هل المعدات والعتاد العسكري الذي تشحنه روسيا إلى سوريا هي لصالح القوات الحكومية، أم استعدادات لنشر قوات روسية في البلاد؟ ولكن الأمر أصبح مفهومًا بأن تعزيز روسيا لوجودها العسكري هناك مؤشر على عجز القوات الحكومية عن وقف تقدم المعارضة، وأنها استعداد لتطورات عسكرية غير متوقعة؛ مما دفع واشنطن إلى البحث عن الجهود السياسية لحل الأزمة السورية قبل التورط في مواجهة عسكرية غير محمودة العواقب.

شارك